مصادر تكشف لـ"قدس برس" مصير قيادي بارز في "القسام" بسوريا

عمان - قدس برس
|
يناير 11, 2025 4:42 م
كشفت مصادر مقرّبة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تفاصيل عن كيفية اعتقال القيادي في "كتائب القسام" بسوريا، مأمون بشر الجالودي، الملقب بـ"أبو جودت".
وذكرت المصادر، لـ"قدس برس"، أن "كوادر الحركة الذين اُعْتُقِلُوا في سوريا إبان فترة النظام المخلوع، قتلوا بطرق مختلفة على فترات مختلفة خلال الأعوام الخمسة الأولى من الثورة السورية".
وأضافت أن بعض المعتقلين قتلوا تحت التعذيب الوحشي، مثل "علاء عمر الناجي"، الذي استشهد بتاريخ 7 آب/أغسطس 2014، وأُبْلِغ ذويه بعد شهر من اعتقاله، علماً أنه اعتقل قبلها بنحو عام من منطقة دمر (شمال غرب دمشق) التي كان يقطنها.
وذكرت المصادر أنه تم العثور على صورة الناجي ضمن صور "قيصر"، (وثائق كشفت فظائع النظام السوري وانتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان)، حيث تبيّن أن عينيه قد اقتلعتا، وفكّه قد كسر.
وبينت أن البعض الآخر من المعتقلين أُعْدِمُوا عبر الرمي بالرصاص، أو المكابس الحديدية، أو التذويب بحامض الأسيد، وفق المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته.
أما بشأن الشخص الوحيد الذي يحمل الجنسية الأردنية، والقيادي في "كتائب القسام"، مأمون بشر الجالودي، والذي تقيم أسرته، في "حي طارق" (طبربور) شمال شرق العاصمة الأردنيّة عمّان. ذكر المصدر أن "خيار الإبقاء على (الجالودي) حيّا، كان مطروحا في أروقة النظام، وذلك للمساومة عليه لاحقا، ولكن انتصر الاتجاه الذي كان يدعو للتخلّص منه، حتى يتفادى النظام الضغوط التي يمكن أن تقع عليه لاحقا".
وكشفت المصادر، مفاجأة مؤلمة، بشأن كيفية اعتقال الجالودي، الشهير بـ(أبو جودت)، إذ أشارت إلى وقوع "خيانة" من شخص محسوب على أحد الفصائل الفلسطينية، وكان عميلا للأجهزة الأمنية السوريّة، ويدعى "ش ع".
وأضاف أنه تم استدراج "الجالودي" من قبل "ش ع"، وعرض عليه أن يشرف على عملية تهريبه خارج سوريا مع اثنين من مساعديه، وهما يحملان اسمين حركيين (أمجد)، و(أبو جمال) من المنطقة التي كان يقيم فيها في غوطة دمشق، واسمها (ببيلا)، مقابل مائة وخمسين ألف دولار.
وتابع: "ما أغرى الجالودي أن العميل قام بعمليات تهريب سابقة ناجحة، إضافة إلى أن صفقة التي أبرمها الوسيط بين الطرفين، تقضي بأن يقسّم المبلغ المدفوع نقدا على دفعتين، الأولى تدفع مقدّما (75000) دولار، والثانية بالقيمة نفسها تدفع لاحقا بعد إتمام العملية بنجاح".
وتابع: "عند وصول السيارة التي كان يقودها العميل ش ع بنفسه، وكانت تقل الجالودي ومساعداه، في يوم الخميس 25 حزيران/يونيو 2015 على حاجز بيت سحم - يلدا (جنوب دمشق)، أطفأت الأنوار، وانقضت عناصر الأجهزة الأمنية على السيارة ومن فيها، واعتقلت الأربعة بمن فيهم السائق (العميل)، واقتادت الثلاثة إلى جهة مجهولة، وأما السائق (العميل)، فقد أُفْرِج عنه" بحسب المصدر.
وكشف المصدر أنه "في اليوم التالي، اعتقلت أجهزة النظام السوري الأمنية، اثنين من الكوادر، الذين كانوا لهم دورا في تمويل الصفقة، وأعقب ذلك اعتقال اثنين آخرين توليّا عملية نقل الأموال".
وقد "أفرج عن المعتقلين الأربعة لاحقا، بعد مرور عام على الاعتقال، بعد أن دُفِعَت مبالغ وصلت قيمتها إلى نحو خمسين ألف دولار"، وفق المصدر.
وكانت مصادر مقربة من حركة "حماس"، كشفت أن عددا كبيرا من قادة وكوادر الحركة جرى إعدامهم في السجون السورية على يد نظام المخلوع بشار الأسد، بعد اندلاع ثورة 2011.
وقالت المصادر، إن 94 من كوادر الحركة، الذين كانوا في سوريا، أُعْدِمُوا في السجون السورية، بدون إجراء أي محاكمات لأي منهم.