مصادر تكشف لـ"قدس برس" كواليس اجتماع "عباس" بعد تسريبات "الشيخ"
ما زالت ردود الأفعال، وتبعات التسجيلات الصوتية المسربة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، تتواصل وعلى أعلى المستويات السياسية والأمنية الفلسطينية.
ففي الوقت الذي اعتقد فيه البعض أن ملف التسريبات تم طيه، ووضعه في الأدراج، تبدو الصورة مخالفة لذلك تماما، خاصة في أروقة المقاطعة (مقر رئاسة السلطة الفلسطينية).
وانتشرت قبل أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسريبات صوتية منسوبة لـ(الشيخ) تهجم" فيها على رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطيني، ماجد فرج.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"قدس برس"، أن رئيس السلطة محمود عباس عقد في نهاية الأسبوع الماضي اجتماعا لقيادة حركة فتح، وكان من بين الحضور نائب رئيس الحركة محمود العالول، وأمين سر مركزية فتح جبريل الرجوب، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللواء زكريا مصلح، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، وآخرون، كما كان صاحب "التسجيلات" حسين الشيخ حاضرا.
وأكدت المصادر أن "الاجتماع كان عاصفا، وظهر فيه عباس مصابا بخيبة أمل كبيرة من الشيخ، الذي كان يعامله كالطفل المدلل، ومنحه صلاحيات غير مسبوقة، رغم معارضة قيادات تاريخية وازنة في حركة فتح".
وأفادت أن "الشيخ لم ينفِ صحة ما تم تسريبه، على عكس تصريحاته لعدد من وسائل الإعلام، التي نفى أي صلة له بها، ولم يكن مقنعا في دفاعه عن نفسه".
وأشارت إلى أن "الاجتماع طرح، وبكل جدية حقيقة الخلافات الفتحاوية الداخلية، التي باتت ظاهرة للعيان بشكل لا يقبل الشك، وكشفت عن نزاعات وخلافات تضرب الحركة في الصميم، وتترك آثارها على المجمل العام".
وتابعت أن "الشيخ لم يعد اليد اليمنى لعباس، بعد أن كاد يسيطر على كافة مجريات الأمور في الضفة الغربية، وشكلت التسريبات ضربة قاصمة للوريث المحتمل لقيادة فتح والسلطة"، وفق المصادر.
ولفتت إلى أن "الرئيس الذي أخذ بنصيحة الشيخ بتنحية عضو مركزية فتح توفيق الطيراوي، والانقضاض عليه، يمكن أن يغير رأيه ويعفو عن الطيراوي ويقربه إليه، لشعور بات يراوده أن الشيخ هو الذي نصب فخا لزميله وأوقعه فيه، وقام بتضخيم مساوئه أمامه".
وقالت المصادر المطلعة إن "عباس تحدث بكلمات قليلة في الاجتماع، أبرزها تأكيده لأكثر من مرة أنه لم يعين (الشيخ) خليفة له، بل إن أي رئيس يجب أن يتم انتخابه في الضفة وغزة".
ورأت أن "هذه الرسالة فهمها الشيخ جيدا، حيث صرح مؤخرا، وفي أكثر من موقع أن الرئيس القادم للسلطة لن يأتي إلا عبر صناديق الاقتراع، وهو الذي كان يطمح أن يتقلد الحكم بكل سهولة، ودون أي منافسة، بعد أن عمل لسنوات على إقصاء خصومه واحدا تلو الآخر".
وألمحت إلى أن "الرابحين من هذه التسريبات، هم محمود العالول، وجبريل الرجوب، ومحمد دحلان، وحتى توفيق الطيراوي، الذي شعر بإهانة كبيرة مؤخرا بسبب ما تعرض له على يد الشيخ وأعوانه"، وفق المصادر.
وأكدت أن "التسريبات لم تضرب علاقة عباس بالشيخ فحسب، فقد أتت على ذكر ماجد فرج، الذي على ما يبدو سيدعم محمود العالول، في اي مفاضلة بين قيادات السلطة".
يشار إلى أن المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم، قال في وقت سابق لوسائل إعلام عبرية، إن "التسريب دليل على تفجر الخلافات وصراع خلافة عباس في حركة فتح".
وأكد بن مناحيم أن "لحسين الشيخ علاقات قوية مع منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية غسان عليان، وعلاقات متينة مع رئيس الشاباك رونين بار".