قوى سياسية كويتية: صمود غزة الأسطوري أفشل مخططات الاحتلال

رحّبت حركات سياسية كويتية بـ"الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني"، مؤكدة أن "صمود الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة أثمر عن انتزاع حقوق ملموسة وإفشال مخططات الاحتلال التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية".
علامة فارقة في التاريخ
في بيان تلقته "قدس برس"، أشادت "الحركة الدستورية الإسلامية" (إخوان مسلمون) بـ"بالانتصار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني الذي حطّم أسطورة ’’الجيش الذي لا يُهزم‘‘"، مؤكدة أن "المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، نجحت في إجبار الاحتلال على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بعد 467 يومًا من العدوان الوحشي".
وأشارت الحركة إلى أن "الكيان الصهيوني تكبّد خسائر غير مسبوقة على المستويين العسكري والبشري، مقارنة بما واجهه في الحروب مع الدول العربية، مما يشكل محطة فارقة في مسيرة الكفاح الفلسطيني".
وأثنت الحركة على "تضحيات الشعب الفلسطيني، الذي صمد في مواجهة آلة الحرب الصهيونية رغم ارتكاب الاحتلال جرائم حرب وإبادة جماعية دون تحرك جاد من المجتمع الدولي".
وشددت على أن "استمرار المقاومة كان عاملًا حاسمًا في إفشال مخططات الاحتلال وتحويل العدوان إلى حرب استنزاف"، مشيرة إلى أن "هذا الصمود تحقق بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني والمقاومة رغم التخاذل العربي الرسمي."
كما جدّدت الحركة "تأكيدها على موقف الكويت الثابت والداعم لفلسطين منذ عقود"، مشيرة إلى "محطات تاريخية تُبرز التزام الكويتيين بقضية فلسطين، بدءًا من دعم إعادة إعمار المسجد الأقصى في العشرينيات وصولًا إلى الحملات الإغاثية ومواقف الكويت في المحافل الدولية".
تضحيات المقاومة لن تذهب هباءً
من جهتها، أكدت "الحركة التقدمية الكويتية" (يسار) أن "ما حققته المقاومة الفلسطينية في معركة ’’طوفان الأقصى‘‘ يُعد إنجازًا تاريخيًا جسّد إرادة الصمود في مواجهة آلة القتل الصهيونية المدعومة من الغرب الإمبريالي".
وأشادت الحركة في بيان تلقته "قدس برس"، بـ"البطولات التي اجترحها المقاومون الفلسطينيون، الذين تصدوا ببسالة لمحاولات الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني".
وأشارت إلى أن "المقاومة، بدعم من الصمود الشعبي الفلسطيني، نجحت في فضح الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني، ما أكسبها تضامنًا شعبيًا عالميًا."
ودعت الحركة إلى "إطلاق حملة تضامن ودعم واسعة للشعب الفلسطيني، تشمل التبرعات وإعادة إعمار غزة"، مؤكدة أن "الصراع مع الاحتلال هو صراع وجودي، والمقاومة هي الخيار الوحيد لاستعادة الحقوق".
درس للنضال التحرري العالمي
في بيان له، بارك "المنبر الديمقراطي الكويتي" (يسار) للشعب الفلسطيني "صموده التاريخي في معركة طوفان الأقصى"، مؤكدًا أن "هذا الصمود أفشل كل مخططات الاحتلال وأثبت أن تحرير فلسطين بات أقرب من أي وقت مضى."
وأوضح المنبر في بيان تلقته "قدس برس"، أن المعركة "أبرزت أبعادًا جديدة للصراع، أبرزها ضرورة توحيد الأمة العربية في مواجهة الاحتلال، ودعم الشعب الفلسطيني الذي دافع عن قضيته رغم التواطؤ والصمت الدولي."
ودعا المنبر الحكومة الكويتية إلى "تكثيف جهود الدعم السياسي والإنساني، بما يشمل إعادة إعمار غزة ومعالجة آثار العدوان الوحشي".
ماضٍ في التحرير
من جهته، بارك "التآلف الإسلامي الوطني" (شيعي) للشعب الفلسطيني ومناصريه حول العالم "ثبات أهل غزة وتضحياتهم والتفافهم الكامل حول مقاومتهم بمختلف فصائلها منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى المباركة".
وأكد في بيان تلقته "قدس برس"، أن "هذا الصمود، رغم التضحيات الجسيمة، يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في المضي نحو تحرير كامل فلسطين"، مشددًا على أن "الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة والمواجهة، ولم يستطع الشعب الفلسطيني أن ينتزع حقًا في يوم من الأيام عن طريق مشاريع السلام الزائفة".
كما أشاد بـ"الدور الكويتي الرسمي والشعبي في دعم القضية الفلسطينية"، مؤكدًا على ضرورة "استمرار حملات المقاطعة التي تُعد سلاحًا حيويًا لمواجهة الاحتلال وضغوط داعميه".
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أعلن مساء أمس الأربعاء، التوصل رسميا لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء القطري بالعاصمة الدوحة، بعد وقت قصير من إعلان "حماس" تسليم وفدها الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقالت "حماس" من جانبها، إن "اتفاق وقف إطلاق النار هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهرا".
وأضافت الحركة في بيان تلقته "قدس برس"، أن "اتفاق وقف العدوان على غزَّة إنجازٌ لشعبنا ومقاومتنا وأمّتنا وأحرار العالم، وهو محطَّة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة".
وأوضحت أن "هذا الاتفاق يأتي انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الصَّابر المرابط في قطاع غزَّة العزَّة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حدٍّ لشلاَّل الدَّم والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرَّض لها".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 468 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 157 ألفا و200 شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.