غزة.. الفلسطينيون يستعدون لاستقبال وقف إطلاق النار بأجواء تشبه العيد

بدأ الفلسطينيون في قطاع غزة استعداداتهم لاستقبال أول يوم من أيام وقف إطلاق النار بعد حرب إبادة دامية استمرت خمسة عشر شهرا.
وقبيل ساعات من وقف إطلاق النار وبأجواء تشبه الاستعداد لاستقبال العيد، يقوم الغزيون بالتنظيف امام منازلهم ورفع أنقاض الهدم وفتح الشوارع المغلقة.
"الحمد لله على السلامة" الجملة التي يرددها سكان القطاع بعد أن فقدوا قرابة 46 الف شهيدا وأكثر من مئة ألف جريح، في حين دمر نحو 80% من منازل وطرق قطاع غزة.
أقل من 24 ساعة ينتظرها سكان القطاع على أحر من الجمر لوقف هذا العدوان، على أن تبدأ مرحلة ترميم من يمكن ترميمه من دمار.
وقال المسن نجيب عثمان:" الحمد لله على وقف هذا العدوان وخروجنا سالمين منه، ويارب ما ينعاد علينا مرة ثانية".
وأضاف عثمان لـ" قدس برس" : "لقد عاصرت تداعيات حرب عام 1948 بعد الهجرة، وحرب عام 1967، وحرب عام 1973، وغيرها من الحروب ما بين أعوام 2008 و 2021؛ لكن مثل هذه الحرب لم تمر علينا لا في حجم الخسائر البشرية او المادية أو مدتها".
وأكد أنه لا يعرف كيف ممكن أن يكون المشهد غدا مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
من جهتها أعربت السيدة أماني عبد الله عن أملها أن تكون هذه الحرب هي آخر الحروب.
وقالت لـ"قدس برس":" بكفي حروب وفقدان للأحباب والأهل، فقد عشنا الحروب أكثر ما عشنا الهدوء."
وأضافت أنها قامت "بتنظيف بيتها وطلبت من الأولاد التنظيف أمام البيت ورفع كل آثار العدوان وكأنها تستقبل أحد الاعياد."
واستطردت بالقول يوم غد سيكون يوم عيد لنا لننفض غبار الهم والحزن عنا، وليقف شلال الدم والقتل وهدم المنازل، ونرتاح من صوت الزنانة (طائرة الاستطلاع ) المزعج".
وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة في بيان لها، أن أوعزت لأجهزتها بالانتشار في محافظات قطاع غزة كافة، والقيام بالواجب المقدس في خدمة أبناء شعبها فور دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ.
وأهابت بالمواطنين جميعاً إلى المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، والابتعاد عن أية تصرفات قد تشكل خطراً على حياتهم، وإلى التعاون مع ضباط وعناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية، حرصاً على أمنهم وسلامتهم.
ودعت الفلسطينيين إلى الإلتزام بكافة التوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة في أجهزة الوزارة خلال الأيام القادمة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 469 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 157 ألفا و200 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، نجاح جهود الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، ويتضمن وقفا للعمليات العسكرية، وانسحاب جيش الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة وفتح معبر رفح وتعزيز دخول المساعدات عبره.
ويشمل الاتفاق في مرحلته الأولى الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات".