محللون: استقالة "هليفي" ستأتي بقيادة أكثر يمينية ودموية

أكد محللون سياسيون، الثلاثاء، أنّ استقالة رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، "تأتي في أعقاب تداعيات معركة طوفان الأقصى التي ما زالت تهتك بالمجتمع الإسرائيلي ومنه السياسي، وسيكون لتلك الاستقالات تداعيات على شكل الحالة والواقع السياسي والعسكري في الفترة المقبلة في طبيعة الصراع مع الاحتلال".

وأكد الكاتب والمتابع للشأن "الإسرائيلي" عزام أبو العدس، أن "استقالة قائد هيئه الأركان وقائد المنطقة الجنوبية هي مسألة مهمة جدا، وستحدث تغييراً كبيراً في الوضع العسكري والسياسي".

ويرى أبو العدس أنّ "تغيير قائد هيئه الأركان جاء ضمن صفقة عقدها نتنياهو مع الصهيونية الدينية الذين يريدون قائد هيئة أركان من اليمين الديني أو اليمين بشكل عام ولا يتبنى التصور القديم أو ما يسمى نظرية الأمن القديمة والتي تقوم على التعايش مع التهديد وجز العشب، فهم يريدون شخصية يمينيه موالية للاستيطان ولأيديولوجية اليمين تتعامل بمنتهى العنف والحسم والاجتثاث والاستئصال لأي خطر أمني ".

ويتوقع أبو العدس بأن "هذه الحالة ستبدأ بالانهيار بمعنى أنّ هذه الاستقالة لن تكون الأولى ولا الأخيرة وأنّ الدور القادم سيكون لقادة الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية وسيقدمون استقالاتهم بضغط من اليمين بعد انتهاء الصفقة وهذا يعني بأن القيادة الأمنية في إسرائيل لأول مرة ستكون موالية لليمين بشكل كامل".

وأضاف أبو العدس: "نشهد تحول خطير جدا في المجتمع الإسرائيلي، و عادة ما كانت القيادة في الأمنية والعسكرية في اسرائيل محسوبة على اليسار، الذي يفقد اخر قلاعه وهي الامن والجيش ، وهذا يعني بان الشارع الاسرائيلي الان سيصبح أكثر تطرفا واكثر عدوانيا ".

 وأردف: "يمكن القول الآن بانّ اسرائيل تعبر أخر بوابة باتجاه المجتمع اليميني الكامل وهذا يعني أن سياسات إسرائيل تحديدا تجاه الفلسطينيين ستصبح أكثر عنفا ودموية وبعدا عن العقلانية والصياغات المنطقية ونحن سنكون أمام وضع مؤلم وقاسي ودموي جدا ويحمل تحديا كبيرا للفلسطينيين وخصوصاً في الضفة الغربية".

 وبحسب أبو العدس فإن "هذا الوضع أيضا سيغير سلبا من شكل إسرائيل وسيدفعها نحو جملة من التغييرات السلبية، وسيزيد الشق بين اليمين المتطرف وبين اليسار الإسرائيلي التقليدي الذي كان يقود إسرائيل وزيادة غربة اليسار والعلمانيين والذين بدأوا يشعرون بأن هذه الدولة تُسرق منهم اليسار العلماني في إسرائيل".

ومن نتائج هذه الاستقالات أيضا كما يقول أبو العدس إنه "ستزداد الضغوط على نتنياهو ليستقيل في المرحلة القادمة وهذا يعني بانه سيكون بحاجة الى صراع -الهاء- كما يقال وهذا الالهاء أما أن يكون معركة في الضفة أو تجديد الحرب في لبنان من خلال عدم الانسحاب والتعنت في هذا السياق أو توسع جديد في سوريا وافتعال حرب هناك، أو قصف لإيران".

 الكاتب والمحلل والمترجم للشأن "الإسرائيلي" محمد أبو علان عقب قائلا: "هذه الاستقالات كانت متوقعه ومن المفروض أنها تمت منذ فتره زمنية طويلة للأن هؤلاء الشخوص بعد السابع من أكتوبر مباشرة أعلنوا عن تحمل المسؤولية عن الفشل الذي حصل، وعندما يعلن أي مسؤول تحمل المسؤولية سيكون مضطر للذهاب لاستخلاص العبر والاستقالة".

وتابع: "ولكن باعتقادي استمرار الحرب لفتره زمنية طويلة هو الذي أجبرهم أن ينتظروا هذه الفترة حتى يقدموا استقالاتهم وواضح أنهم استغلوا فترة وقف إطلاق النار لتقديم استقالاتهم بشكل متناسق مع موقف المستوى السياسي الذي كان يتحدث في الأيام الأخيرة أنهم يريدون يستغلوا فترة التهدئة 42 يوما  من أجل العودة للعمليات العسكرية في قطاع غزه بقيادة جديدة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية أو للجيش بالتحديد وبالتالي واضح أنها قرأت الرسالة قبل أن يتم إقالتهم".

وأكمل: "كذلك الأمر وزير الحرب في إسرائيل كاتس منذ استلامه لمنصبه وهو يلمح لرئيس الأركان أنه يستوجب عليه الاستقالة وترك منصبه، وفي الأيام الأخيرة كان هناك اشتراطات من قبل سمو ترتش بضرورة خوض عمليات عسكرية في شمال الضفة ليظل في الحكومة وان لا يسقطها، واشترط اقاله رئيس الاركان الاسرائيلي قبل العودة الى العمليات العسكرية فبالتالي كل هذه الظروف  مجتمعه مع بعضها البعض هي لقاده رئيس قاده رئيس الاركان بالدرجة الأولى  وباقي الاستقالات ".

ورأى أبو علان أن هذه الاستقالات تخدم المستوى السياسي الاسرائيلي بشكل كبير ويتيح لهم الظهور امام المجتمع الاسرائيلي ان المستوى العسكري هو ما يتحمل مسؤوليه الفشل في السابع من اكتوبر بالدرجة الاولى ".

وبدروه رأى الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن استقالة هاليفي لم تكن مفاجئة في ظل تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية التي يواجهها، خاصة من التيار الصهيوني الديني الذي انتقد بشدة أدائه وسياساته، معتبرًا أنها لم تحقق النتائج المرجوة في غزة ، وان هذا التيار يرى أن استراتيجيات هاليفي افتقرت إلى الحسم المطلوب، مما أثار استياءً داخليًا وفتح الباب أمام تغييرات على رأس المؤسسة العسكرية.

من جهة أخرى تابع مناع: "يبدو أن بنيامين نتنياهو سيكون المستفيد الأكبر من هذه الاستقالة، حيث توفر له الفرصة لتعيين شخصية عسكرية تتماشى مع رؤيته السياسية والأمنية، وتكون أكثر قربًا من توجهاته، هذا التغيير قد يساعد نتنياهو في تعزيز قبضته على المؤسسة العسكرية وسط المشهد الداخلي المضطرب، ويتيح له التفاعل مع التحديات الأمنية بطريقة تتماشى مع مصالح حكومته وأجندتها".

وختم: "مع ذلك، هذه الاستقالة قد تكون بداية سلسلة من التغييرات في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إذ من المرجح أن يواجه الجيش ضغوطًا أكبر لإعادة تشكيل استراتيجياته في ضوء تصاعد التحديات الأمنية، لا سيما في غزة والمناطق الأخرى."

 ووفقا لوسائل اعلام إسرائيلية اليوم الثلاثاء، فقد أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي استقالته من منصبه  في 6 آذار/مارس الماضي.

وأضاف: أن الجيش الإسرائيلي فشل في مهمته الدفاع عن إسرائيل والدولة دفعت ثمنا باهظا.

وأشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى أنه يتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في 7 أكتوبر 2023.

وقال إن الجيش خاض حربا على مدى شهور طويلة وفي 7 جبهات وحقق إنجازات غيرت وجه الشرق الأوسط.

وتابع: مسؤوليتي عن الفشل الفظيع في 7 أكتوبر 2023 ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة، وقد تكبدنا خسائر فادحة بالأرواح والحرب تركت جروحا وندوبا لدى كثير من جنودنا وعائلاتهم.

وكان قائد هيئة الأركان في "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" محمد ضيف، أعلن، في (7 تشرين أول/أكتوبر)، انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وذلك بعد إطلاق مئات الصواريخ من غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، واقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات المحاذية للقطاع ما أدى لمقتل وإصابة آلاف الجنود والمستوطنين وأسر العشرات.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا
الاتحاد الأوروبي يندد بعنف المستوطنين في الضفة الغربية ويدعو "إسرائيل" إلى التحرك
يونيو 27, 2025
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، محذرا من تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين "الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها استشهاد ثلاثة مواطنين في بلدة كفر مالك شرق رام الله، يوم الأربعاء الماضي. وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، إن "موجة العنف والترويع
"إلإعلامي الحكومي" يحذر من مواد مخدرة في معونات غذائية مصدرها الاحتلال
يونيو 27, 2025
أعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، عن بالغ القلق والاستنكار إزاء العثور على أقراص مخدرة من نوع "أوكسيكودون" داخل أكياس طحين وزّعت على المواطنين عبر ما وُصف بـ"مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، التي تُعرف شعبيا باسم "مصائد الموت". وأوضح المكتب أن التحقيقات وثّقت حتى الآن أربع إفادات منفصلة لمواطنين عثروا على هذه الأقراص داخل أكياس الطحين،
الاحتلال يوزع شرائح تجسس في غزة.. وأمن المقاومة يحذر من استخدامها
يونيو 27, 2025
حذّرت منصة "الحارس" الأمنية التابعة للمقاومة، الجمعة، من تداول وشحن شرائح اتصالات "إسرائيلية" مجهولة المصدر تُلقى عبر طائرات استطلاع في مختلف مناطق قطاع غزة، متهمة الاحتلال بمحاولة استخدام هذه الشرائح كـأدوات اختراق وتجسس. وأوضحت المنصة أن هذه الشرائح تمكّن الاحتلال من تتبع هواتف المواطنين واختراقها، وجمع معلومات حساسة قد تمس السلامة الشخصية وأمن البيئة المحيطة.
فساد الأنسولين بسبب ارتفاع درجات الحرارة يهدد حياة آلاف المرضى في غزة
يونيو 27, 2025
داخل خيمته الصغيرة في مواصي خان يونس جنوبي القطاع، تحتفظ الحاجة أم رامي (56 عاما) والمصابة بمرض السكري منذ نحو عشر سنوات، بعلبة بلاستيكية تحتوي على عبوات الأنسولين التي تعتمد عليها يوميا للبقاء على قيد الحياة، لكن هذه العبوات لم تعد آمنة كما ينبغي، فدرجات الحرارة المرتفعة داخل الخيام والتي تحولها لما يشبه بالأفران، أدت
المئات من العلماء والفقهاء يصدرون ميثاقًا مؤيدًا لـ "طوفان الأقصى": مقاومة مشروعة وواجب شرعي على الأمة
يونيو 27, 2025
أصدر، اليوم الجمعة، مئات العلماء والفقهاء والهيئات والمؤسسات الإسلامية من مختلف أنحاء العالم ميثاقًا علميًا وشرعيًا جامعًا بعنوان "ميثاق علماء الأمة بشأن طوفان الأقصى وتداعياته"، عبّروا فيه عن موقفهم من معركة تلك المعركة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مؤكدين على شرعية المقاومة الفلسطينية ووجوب نصرتها من جميع المسلمين، حكامًا ومحكومين.