أين يتجه الرأي العام الإسرائيلي والدولي إزاء استفزازات "بن غفير" في الأقصى؟

خاص

أكد محللان سياسيان أن المجتمع الإسرائيلي لن يسمح لوزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، بالاستمرار في انتهاكاته بحق المقدسات، واستفزاز مشاعر العرب والمسلمين، وتحديه للمجتمع الدولي.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن المجتمع الإسرائيلي بدأ يتحرك ضد سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وانصياعه لبن غفير، مشيرا إلى أن تحركات هذا الأخير ضد المقدسات هي تدمير لمشروع الدولة العبرية.

وقال الصواف لـ"قدس برس" إن "سياسة بن غفير ونتنياهو ستحدث انقساماً بين أطراف المجتمع الصهيوني، وهذا الانقسام قد يتطور بشكل أكبر، ويشكل بداية لحرب أهلية داخل الكيان".

ونوه إلى أن مدينة "تل ابيب" شهدت أمس تظاهرة ضد استفزازات بن غفير، وهي واحدة من المؤشرات القادمة على ذلك.

وكانت صحيفة /هآرتس/ العبرية اليسارية، قد نشرت مؤخرا مقالا للكاتب الإسرائيلي "تسفي باريل" قال فيه: "يبدو أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير؛ مصمم على إثارة انتفاضة تسمى باسمه، ولن يرتاح حتى يجر الحكومة الإسرائيلية والجيش وجميع الإسرائيليين؛ إلى مغامرة متهورة من شأنها أن تحوّل إسرائيل إلى دولة منبوذة".

وحذر باريل من أن "بن غفير سيكون بذلك المسؤول عن إسقاط السلطة الفلسطينية نهائيا، ووضع إسرائيل في مسار تصادم متسارع مع الدول العربية التي أبرمت اتفاقيات سلام معها، ناهيك عن الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام".

من جهته؛ قال الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن: "لا أعتقد ان نتنياهو يرغب في أن يشعل المنطقة، كما أن الموقف الداخلي لمؤسسات الحكومة الاسرائيلية، وتحديدا موقف الجيش، ناقد بشكل كبير جدا لتوجهات بن غفير حول التعامل مع الحالة الفلسطينية والمسجد الأقصى".

وأضاف محيسن لـ "قدس برس" أن "ذلك ليس حباً في الفلسطينيين؛ بقدر ما أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية غير راغبة في الذهاب إلى مواجهة عسكرية جديدة ليست مستعدة لها، وقد تكلفها الكثير، وتتحول إلى شكل سوداوي".

واعتبر ان مواصلة بن غفير لتوجهاته الأيدلوجية في التعامل مع الأقصى والضفة الغربية؛ تعيد توجيه بوصلة الصراع بشكل حقيقي للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية؛ باعتبارها الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي.

وقال محيسن إن "حالة الصدام هي الحالة الطبيعية مع الاحتلال، والأشخاص الآخرون في حكومة نتنياهو هم أخبث بكثير من بن غفير، لكنهم يلبسون القفازات الحريرية، ويتعاملون مع الشأن الفلسطيني بها للتحايل على نضالهم الوطني".

وأضاف: "لا اعتقد ان نتنياهو، إضافة إلى الحالة الإقليمية والدولية، وتحديدا الموقف الأمريكي والأوروبي، يمكن أن يعززوا السماح لبن غفير بالتمادي في تنفيذ أيدلوجيته الدينية السياسية".

وتابع: "لا أرى أن يد بن غفير وعصابته مطلقة التصرف في موضوع التعامل مع الحرم القدسي، وعملية استهدافه وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وتواجد المتطرفين فيه في أي وقت، والدخول إلى باحاته من أكثر من باب".

وأوضح محيسن أن "نتنياهو لا يرغب في الصدام مع المجتمع الدولي أو الدول العربية التي طبّعت علاقاتها معه، ويسعى إلى استكمال مشروعه التطبيعي الذي بدأه، واستخدامه في ترويج حضوره السياسي".

ورأى أن القوى والفصائل الفلسطينية؛ وفي ظل حالة الاشتباك السياسي والدبلوماسي من الإقليم، والعالم الرافض لممارسات بن غفير المنطلقة من غطاء حكومي لا زالت متفاعلة؛ وأن تركها لتتفاعل أكثر وتأخذ حيزا متقدما في الضغط وكبح جماح هذا المتطرف؛ أولى من أن تقطع عليه الطريق بالذهاب إلى مواجهة عسكرية واسعة ممكن ان تقودها غزة".

وأضاف محيسن: "مطلوب من الضفة الغربية أن تكثف الاشتباك المباشر من خلال الوجود في المسجد الأقصى، على اعتبار أنها أكثر قدرة على تدفيع الاحتلال الثمن".

وحذر من أن تصرفات بن غفير ستقود إلى انتفاضة قادمة وكبيرة، ومواجهة باتت أقرب بين الاحتلال والشعب الفلسطيني، وعلى رأسه المقاومة في غزة، وفي كل الساحات.

وكان وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، قد اقتحم المسجد الأقصى، صباح الثلاثاء الماضي تحت حراسة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية.​​​​​​​

وأثار الاقتحام غضباً فلسطينياً، وإدانات عربية وإسلامية وغربية، وتحذيرات من تداعياته على المنطقة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا