أسير محرر يروي فصولا قاسية من تجربته في سجون الاحتلال

بعد أن فقد نحو نصف وزنه، وأصيب بأمراض كثيرة، تضاف إلى ما كان يعانيه قبل اعتقاله لدى الاحتلال الإسرائيلي، تنسم فجر اليوم الإثنين، المحاضر الجامعي غسان ذوقان الحرية، بعد 15 شهرا قضاها أسيرا خلف القضبان.
وأكد ذوقان لـ"قدس برس"، أن "الأسرى يعانون أوضاعًا صعبة للغاية داخل سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي المستمر".
وأوضح أنه منذ الشهر السادس لاعتقاله وحتى موعد الإفراج عنه، طالب مرارًا بالحصول على العلاج دون أي استجابة تُذكر.
وأضاف أن "معظم الأسرى يعانون من سوء التغذية، ما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ".
كما أشار إلى انتشار مرض "الجرب" بين الأسرى، ما تسبب في حالات صحية حرجة وعدم القدرة على الحركة، ما دفع إدارة السجون إلى معالجة بعض الحالات بعد أن تسربت الأنباء إلى وسائل الإعلام.
وأشار ذوقان إلى أن "الاحتلال يُجري تفتيشًا أسبوعيًا داخل السجون، يتضمن عدّ ملابس الأسرى، مع إجبارهم على الاحتفاظ بقطعة واحدة فقط لكل أسير".
وأوضح أن "نظاراتهم الطبية تتعرض للكسر أو المصادرة بشكل متعمد".
وأكّد أنه "قضى آخر فترة اعتقاله في سجن ريمون الواقع في صحراء النقب، المعروف ببرودته الشديدة".
وعن وسائل متابعة الأخبار الخارجية، أوضح ذوقان أن "الراديو كان الوسيلة الأساسية، لكن اكتشاف الاحتلال وجود أجهزة راديو لدى الأسرى كان يؤدي إلى معاقبتهم بحرمانهم من الفراش وإجبارهم على النوم على الحديد، إلى جانب مصادرة الأجهزة".
وأشار أيضًا إلى "الحصول على الأخبار من بعض المحامين خلال جلسات المحاكم، على الرغم من تقصير هيئة الأسرى ونقابة المحامين".
وفيما يتعلق بأسرى غزة، أشار ذوقان إلى"تعرضهم للتعذيب والتنكيل في سجن عوفر، بالإضافة إلى عزلهم داخل سجن صحراء النقب".
أما عن صفقة تبادل الأسرى، فقد أوضح ذوقان أنهم "كانوا يتلقون أخبارها من المحامين المختصين".
وأضاف أنه "في يوم الإفراج، بدأ الجيش بتحضير غرف السجن عند الساعة الرابعة فجرًا، وأُحضرت قائمة الأسرى الذين سيُطلق سراحهم".
وفي ختام حديثه، عبر ذوقان عن "فرحته وفرحة الأسرى بخروج زملائهم"، واصفًا اللحظة بأنها "كمن خرج من القبر إلى الحياة"، معتبرًا الإفراج "ميلادًا جديدًا" للأسير المحرر.