درويش: صمود شعبنا في غزة جعلهم أيقونة عالمية للتحدي والمقاومة

القاهرة - قدس برس
|
يناير 29, 2025 3:47 م
أكد رئيس المجلس القيادي لحركة "حماس" (أسس بعد اغتيال رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار) محمد درويش، أن معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي التي استمرت 76 عامًا، وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها اليوم الأربعاء، في حفل استقبال الأسرى المحررين الذين أُبعدوا عن فلسطين، والمتواجدين حاليًا في العاصمة المصرية القاهرة.
وقال درويش: "صمود شعبنا في غزة جعلهم أيقونة عالمية للتحدي والمقاومة"، مشيدًا بالثبات الأسطوري الذي أبداه الفلسطينيون في وجه العدوان.
تحية للمقاومة والصامدين
ووجّه درويش التحية لكل من ساهم في تحقيق هذا الصمود، مضيفًا: "تحية لكل من شارك معنا في هذا النصر العظيم". وأشار إلى أن الاحتلال حاول إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، لكن النتيجة كانت 15 شهرًا من الصمود والتحدي والعطاء اللامحدود من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وكل مكان.
وتابع قائلًا: "خلال 15 شهرًا من النزوح والمعاناة وأطنان القنابل، برزت بطولات كتائب القسام التي قادت الشعب الفلسطيني نحو النصر والتحرير بإذن الله".
المقاومة كسرت أسطورة القوة الإسرائيلية
وأكد درويش أن هذه المرحلة أثبتت فشل الاحتلال في كسر عزيمة الفلسطينيين وإيمانهم بعدالة قضيتهم، لافتًا إلى أن المقاومة قدّمت للعدو نموذجًا غير مسبوق من الصمود والعناد في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.
وأضاف أن معركة "طوفان الأقصى" حملت رسائل كبرى، أبرزها أن المقاومة المتجذرة في العقيدة والإيمان قادرة على مواجهة العدو مهما بلغت قوته.
وقال: "التاريخ علمنا أن النصر كان دائمًا حليف المقاومين، مهما بلغت قوة الاحتلال".
وأوضح أن هذه المعركة كشفت زيف القوة الإسرائيلية، حيث انهارت منظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية في ساعة واحدة يوم 7 أكتوبر، مما دفع الولايات المتحدة للتدخل بحاملات طائراتها وترسانتها العسكرية لإنقاذه.
وحدة الصف الفلسطيني وتحديات المرحلة
وشدد درويش على أن رسالة الطوفان هي تأكيد أن الشعب الفلسطيني سينتصر، وأن هذه الملحمة لن تتوقف حتى يعود المسجد الأقصى حرًا عزيزًا.
كما أشار إلى أن المعركة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، قائلًا: "اليوم، أصبحت فلسطين القضية الأولى في العالم".
وفي سياق المصالحة الوطنية، دعا رئيس المجلس القيادي لحركة "حماس" الفصائل الفلسطينية إلى الالتفاف حول هدف واحد، وهو التحرير من الاحتلال، مضيفًا: "عجيب أمر حوارات المصالحة، نتفق ثم يذهب كل طرف في طريقه".
وانتقد موقف السلطة الفلسطينية الرافض لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو لجنة إغاثة لغزة، داعيًا إلى توحيد الجهود والتعاون لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة.
إرادة الفلسطينيين أقوى من التهجير
وأكد درويش أن الشعب الفلسطيني، رغم صغر عدده، يتمتع بإرادة صلبة لا تنكسر، مشيرًا إلى أن 300 ألف فلسطيني عادوا إلى مناطقهم في اليوم الأول من العودة إلى الشمال، متسائلًا: "هل يمكن تهجير شعب كهذا؟".
وأشاد بالتضحيات التي قدّمتها غزة، معتبرًا أنها أصبحت رمزًا عالميًا للصمود والمقاومة.
دعوة إلى دعم غزة وإعادة إعمارها
ودعا درويش الأشقاء العرب إلى دعم غزة في مرحلة الإغاثة والتعافي، قائلًا: "تعالوا أيها الأشقاء العرب، لندعم غزة كي تتعافى، وتكفكف دموعها، ويجب أن نمد يد العون لاستكمال مسيرة التحرير".
كما وجه الشكر لكل من وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركته، من قوى المقاومة الإقليمية، وعلى رأسهم حزب الله، وأنصار الله، وأشقاؤهم في العراق وإيران.
المستقبل لفلسطين الحرة
واختتم درويش كلمته بالتأكيد على أن المستقبل لفلسطين الحرة والقدس العزيزة، قائلًا: "لقد قدّم الشعب الفلسطيني تضحيات عظيمة، وعلّم العالم دروسًا في الصمود، وهو يحتاج الآن إلى دعمكم ليكمل طريق النصر".