محمد الضيف يترجل بعد 35 عاما من مقارعة المحتل

قبل ثلاثة عقود ونيف قرر محمد الضيف قائد أركان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ عدم العودة إلى السجن الإسرائيلي رغم قراره بمواصلة مقاومة الاحتلال.

معادلة تبدو صعبة في ظل احتلال الجيش الإسرائيلي قطاع غزة والضفة الغربية بالكامل ، فبعد اعتقال دام ١٦ شهرا لنشاطه العسكري في الحركة التي انضم إليها بشكل رسمي مع تأسيسها نهاية عام ١٩٨٧ كأحد نشطاء انتفاضة الحجارة التي تفجرت بالتزامن مع تأسيسها ؛ نشط فيها بشكل ملحوظ حيث كانت تحت مسمى الحركة الإسلامية منذ ثمانيات القرن الماضي.

تنحدر عائلة الضيف (المصري) من قريبة القبيبة المحتلة التي تقع الى الشمال الغربي لمدينة القدس المحتلة ، حيث لجأت إلى مخيم خان يونس بعد تهجيرها عام ١٩٤٨، قبل ١٧ عاما من ولادته عام ١٩٦٥.

أنهى الضيف دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مخيم خان يونس قبل الالتحاق بكلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة ليصبح أحد نشطاء كتلتها الطلابية "الكتلة الإسلامية " والتي تشكل مجلس الطلبة منذ تأسيسها.

كان عضوا في اللجنة الفنية في مجلس الطلبة مؤسسا فرقة "العائدون " الفنية والمسرحية قبل التوجه للعمل العسكري حيث اعتقل عام ١٩٨٨ في سجون الاحتلال وامضى ١٦ شهرا لنشاطه العسكري في الحركة.

وبعد الإفراج عنه رفض الضيف الخلود للراحة فكانت حركة حماس تعيد تشكيل جهازها العسكري ليكون جاهزا قويا باسمه الجديد "كتائب الشهيد عز الدين القسام" ليلتحق الضيف باول مجموعات هذا الجهاز وهي مجموعة خان يونس التي كانت تضم نخبة من القادة العسكريين مثل ياسر النمروطي وجميل وادي وعبد الرحمن سلامة وهشام عامر وغيرهم والتي نفذت عدة عمليات فدائية لا سيما غرب مخيم خان يونس وفي المستوطنات المحيطة بها.

وحينما اكتشفت المخابرات الإسرائيلية امر هذه المجموعة بعد استشهاد واعتقال عدد من عناصرها قرر الضيف عدم تسليم نفسه لجيش الاحتلال وليصبح مطاردا له ليتحول بعد ذلك الى المطلوب رقم واحد لهذا الجيش وأجهزته الأمنية التي باتت تبحث عنه في كل مكان بغزة.

ومنذ ذلك الوقت والمخابرات الإسرائيلي تطارد الضيف لاعتقاله أو اغتياله ، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال.

وفي العام ١٩٩٢ ضيقت قوات الاحتلال الخناق على الضيف ورفاقه في غزة مع شح السلاح لمقارعة الاحتلال والدفاع عن أنفسهم حيث قرر عدد من رفاقه مغادرة القطاع إلى مصر عبر الحدود المصرية الفلسطينية جنوب قطاع غزة لكنه رفض المغادرة لحماية نفسه وقرر المغادرة إلى الضفة الغربية لتوفر السلاح هناك رغم مخاطر الوصول إليها.

وصل الضفة الغربية عام ١٩٩٢ عبر حاجز بيت حانون "ايرز" لينفذ عدة عمليات فدائية هناك قبل العودة إلى غزة بنفس الطريقة ومعه بندقية من نوع "ام ١٦" في ظل شح البنادق في غزة.

أعطى الضيف أوامره لتنفيذ عملية خطف الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان عام ١٩٩٤ في قرية بير نبالا في القدس .
ولمع نجم الضيف بعدما قادة عمليات الثأر لمهندس القسام يحيى عياش عام ١٩٩٦ في سلسلة تفجيرات أوقعت عشرات القتلى والجرحى.

انضمت أجهزة أمن السلطة لملاحقة الضيف واعتقلته في العام ١٩٩٩م حيث هرب من السجن مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/ سبتمبر ٢٠٠٠م بعد قصف طائرات الاحتلال للسجن.

وبعد هروبه من السجن أعاد الضيف تشكيل مجموعات كتائب القسام ليحول انتفاضة الأقصى إلى انتفاضة مسلحة كان من نتائجها خروج قوات الاحتلال من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات عام ٢٠٠٥.

طور الضيف خلال هذه الفترة عمل كتائب القسام ليحولها من مجموعات مسلحة إلى جيش شبه نظامي مطورا أسلحتها ومدخلا سلاح الصواريخ بكل انواعها .

وظل الضيف على قائمة المطلوبين للاحتلال الذي أطلق عليه قادة الاحتلال اسم "الشيخ" و"المطارد ذوو التسعة ارواح "؛ وحاولت اغتياله عدة مرات ولكنها لم تكن تعرف صورته بالضبط وكانت لديها صورة قديمة له.

نجح جيش الاحتلال في إصابة الضيف إصابة بالغة بعد ان قصفت السيارة التي كانت تقله في شارع الجلاء شمال مدينة غزة في عام ٢٠٠٢ حيث ظهر على شاشات التلفاز وهو مصاب.

وبعد هذه الإصابة لم تتوقف اسرائيل عن ملاحقة الضيف الا ان تقارير لمخابراتها أكدت أنه أصبح مقعدا وفقد إحدى عينيه الا أن ظهوره في برنامج ما خفي اعظم الذي بثته قناة الجزيرة قبل اسبوع يؤكد عدم صحة كلامها.

قاد الضيف عدة معارك وحروب خلال العقدين العقدين الماضيين كان آخرها معركة طوفان الأقصى التي كان أحد مهندسيها

واستشهد فيها بحسب نعي كتائب القسام له ولعدد اخر من رفاقه في كلمة مسجلة له مختتما أكثر من ثلاثة عقود ونصف من المطاردة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا