مصدر في "حماس" ينفي علم حركته تشكيل السلطة الفلسطينية لجنة لإدارة قطاع غزة

غزة (فلسطين) - قدس برس
|
فبراير 4, 2025 5:55 م
أعلن رئيس الحكومة في السلطة الفلسطينية محمد مصطفى، اليوم الثلاثاء، عن تشكيل لجنة عمل لإدارة شؤون قطاع غزة.
وقال مصطفى، في تصريحات نقلتها عنه وكالة أنباء السلطة الفلسطينية الرسمية /وفا/، إن القرار "يأتي تأكيداً على وحدة أراضي الدولة الفلسطينية، وحرصاً على تعزيز الوحدة الوطنية".
وأكد مصدر قيادي مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أن الإعلان عن تشكيل تلك اللجنة "لم يتم بالتنسيق مع الحركة... ولا تحت أي شكل من أشكال الترتيب المسبق".
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لـ "قدس برس" إلى أن "حماس" ترحب بأي مبادرة تساعد على التخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة"، مشددا في الوقت نفسه على أن "تلك المبادرات يجب أن تمر عبر لجنة الإسناد المجتمعي التي تم التوافق عليها بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة".
وتم الإعلان مطلع كانون أول/ديسمبر الماضي عن اتفاق بين حركتي "حماس" و"فتح"، تحت رعاية مصرية، على تشكيل "لجنة الإسناد المجتمعي" لإدارة أمور قطاع غزة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، في اليوم التالي للحرب على غزة.
وبحسب الاتفاق، يتم تفعيل "لجنة الإسناد المجتمعي" في غزة، بعد صدور مرسوم عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو ما لم يتم حتى لحظة الإعلان اليوم عن تشكيل لجنة من قبل السلطة لإدارة شؤون القطاع.
خطوة مفاجئة دون تنسيق مع الفصائل:
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، أن تلك الخطوة "جاءت مفاجئة، وافتقرت إلى التنسيق مع الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، مما يشكل تجاوزًا واضحًا للتفاهمات التي جرت بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة بشأن تعزيز لجنة الإسناد المجتمعي".
وشدد في حديث مع "قدس برس" على أنه "من دون هذا التنسيق الوطني الداخلي، من الصعب أن يُكتب لها (لجنة إدارة شؤون قطاع غزة) النجاح" على حد تقديره.
وقال "كان الأجدر بالسلطة الالتزام بالتفاهمات لضمان نجاح الخطوة، لا أن تتحرك بشكل منفرد، وهو ما قد يُقابل بامتعاض داخل الساحة الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، حيث يُنظر إلى دور السلطة على أنه غاب في ظل المجازر والإبادة" وفق ما يرى.
وتساءل المدهون "هل تسعى السلطة الفلسطينية للهيمنة على المشهد، رغم رفضها التنسيق الوطني الداخلي؟".
ودعا السلطة الفلسطينية إلى "مراجعة موقفها، والتنسيق مع حركة حماس، والانخراط في التفاهمات مع القاهرة، لضمان الالتزام بلجنة الإسناد المجتمعي، بعيدًا عن نهج التفرد والاستئثار بالسلطة والموارد، والذي لم يعد ممكنًا في ظل المتغيرات الحالية" على حد قوله.
وشدد على أن "المسؤولية الوطنية تقتضي العمل الجماعي، ولا يمكن لأي طرف فرض وقائع جديدة على الأرض، تمامًا كما فشل الاحتلال في فرض معادلات عسكرية جديدة في قطاع غزة، رغم آلة الدمار التي يستخدمها".
وأضاف "إن استمرار هذا النهج الأحادي لن يكون إلا قفزة في الهواء، في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة إلى وحدة الصف والعمل المشترك".