غزيون يسخرون من حديث ترامب عن احتلال غزة وتهجير أهلها

قوبلت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه، بسخرية كبيرة في الشارع الفلسطيني، الذي خرج من حرب مدمرة استمرت خمسة عشر شهرا.
وعلى الرغم من خطورة هذه التصريحات سياسيا واجتماعيا إلا أنها جعلت من فقد أعز الناس إليه، وماله وبيته، يرى في هذه التصريحات بأنها "هراء سياسي" ليس إلا.
وخلال اصطفافه في طابور مخبز السلطان بمدينة غزة صاح الشاب يحيى عبد القادر بأعلى صوته قائلا بسخرية :" يا شباب هذه آخر مرة اقف أمام هذا المخبز." وأضاف:" بعد ذلك راح نقف أمام مخابز كندا أو المكسيك؛ اذا قبلوا فينا".
وتابع :"ترامب يشفق علينا يريد نقلنا لمكان آمن حتى يعيد إعمار ما دمره الاحتلال بالسلاح الأمريكي".
أما الفلسطينية سناء عزام فقالت:" نحن نحب غزة، حتى وهي مدمرة، ولن نتركها لو عرض علينا أجمل مكان على وجه الأرض".
وأضافت:" العالم لم يعد يحتمل سكان غزة ويريد التخلص منهم بأي طريقة ليس لشيء إلا لأنهم أحبوا وطنهم".
واستطردت قائلة "من لا يحب وطنه لا يعرف معنى أن يرفض أهل غزة الانتقال إلى أي مكان في العالم مقابل ترك بلدهم المدمر الذي لم يعد يصلح للعيش."
وباتت تصريحات ترامب حديث الناس في غزة سواء الأسواق أو المجالس التي تتناول هذا الأمر بسخرية كبيرة.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة حديث ترامب عن السيطرة على قطاع غزة دليل قاطع أنه يريد أن ينتزع بالتهديد ما فشلت به إسرائيل طوال خمسة عشر شهرا بالنار والدمار.
وقال أبو شمالة لـ "قدس برس": "خلال 15 شهرا من العدوان حاولت دولة الاحتلال تهجير سكان قطاع غزة لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وتمسكه بأرضه ووطنه".
وأضاف:" ما فشل فيه الاحتلال بالحرب لن تنجح أي إدارة أمريكية أو قوة في العالم في تنفيذه بأي طريقة أخرى".
وشدد أبو شمالة -الذي فقد بيته خلال العدوان الأخير وابنه البكر قبل ذلك- على أن مشكلة إعادة الإعمار ليست في وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، إنما في إستمرار الاحتلال والحصار الخانق لقطاع غزة بدعم امريكي منذ أكثر من 17 عاما.
وقال: إن "الشعب الفلسطيني الذي بنى الخليج العربي والكثير من الدول العربية وأكثر شعوب العالم تعلما وأقلهم أمية لقادر على إعادة إعمار قطاع غزة، في حال رفع الحصار عنه وتوفرت له الإمكانيات اللازمة".
وشدد على ضرورة أن يكون هناك تحرك إقليمي ودولي عاجل لوضع لمواجهة مخططات ترامب التهجيرية.
وحذر الكاتب والمحلل السياسي من ان أي محاولة لتنفيذ مثل هذه الخطط سيزعزع الأمن والاستقرار العالميين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جدد الثلاثاء الماضي، رغبته في أن تستقبل كل من مصر والأردن، فلسطينيين مهجرين من قطاع غزة، بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال على القطاع.
وقال ترامب في تصريحات صحفية: "أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة". وأردف الرئيس الأميركي: "الفلسطينيون ليس لديهم بديل سوى مغادرة غزة".
وزعم أن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضا"، وأضاف "سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة".
وتابع: إن "فكرة سيطرتنا على قطاع غزة حظيت بتأييد وإشادة واسعة من مختلف مستويات القيادة"، معتبرا أن غزة "مكان مليء بالحطام الآيل للسقوط" وأنه "يمكن نقل الغزيين لأماكن أخرى ليعيشوا بسلام".
وكانت منظمة "العفو الدولية"، قد أكدت إن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بنقل الفلسطينيين من غزة "مثير للغضب ويشكل "انتهاكاً صارخا للقانون الدولي".