كتاب ومحللون: تصريحات ترامب ونتنياهو تكشف المخطط "الصهيوني" للتوسع والتهجير

أثارت التصريحات الأخيرة لكل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موجة واسعة من الانتقادات.
وأكد كتّاب ومحللون أن "التصريحات الأخيرة تجسد بوضوح النهج الصهيوني القائم على التهجير والتوسع"، مشيرين إلى أنها "لم تكن مجرد مواقف عابرة، بل تأكيد جديد على أن المشروع الصهيوني يتجاوز حدود فلسطين، ليشكل تهديدًا استراتيجيًا للمنطقة بأسرها".
وعلّق الكاتب السعودي عبدالعزيز التويجري على تصريحات نتنياهو ضد السعودية قائلًا: "الكيان الصهيوني قام على أرض فلسطينية سُلبت من أهلها، وقتل منهم الكثير، واضطهدوا وهُجّروا بالقوة".
وأكد التويجري عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن "ما صرّح به نتنياهو يعكس هذه العقلية الإجرامية الإرهابية المتطرّفة".
بدوره انتقد المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس للبحوث والدراسات" (مستقل مقره الكويت) عبدالعزيز العنجري، فانتقد بشدة الأصوات التي كانت تروّج للتطبيع مع الاحتلال، قائلا: "الحناجر التي كانت بالأمس تروج للتطبيع مع الاحتلال رغم وجود نتنياهو، وتغض الطرف عن سياساته وجرائمه، تصرخ اليوم مستنكرة باكية، وكأنها اكتشفت فجأة ما كان واضحًا منذ البداية".
وتساءل العنجري عبر حسابه على منصة "إكس": "هل كانت هذه الحناجر تظن حقًا أن دعوتها للتطبيع ستجعلها في مأمن من خطر إسرائيل ونتنياهو؟".
وتابع: "ما الذي تغير؟ هل كان تصريح ترامب حول التهجير القسري هو الصدمة التي أيقظتكم، أم أن الحقيقة كانت تحتاج إلى إعادة إعلان رسمي كي تصدقوها؟ هذا الكلام كان يجب أن يُقال منذ سنوات، لكن لا بأس… أهلاً بكم في الحقيقة، ولو بعد حين".
وختم قائلا: "هل ستتعلمون الدرس هذه المرة، أم نلتقي بكم مجددًا عند الصدمة القادمة؟"
ورأى الكاتب والمحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة، أن "هذه التصريحات تعيد توجيه الأنظار إلى جوهر المشروع الصهيوني، الذي يتجاوز كونه صراعًا فلسطينيًا-(إسرائيليًا) إلى كونه مشروعًا توسعيًا يهدد المنطقة بأسرها".
وقال الزعاترة عبر حسابه على منصة "إكس": "لعل هذا الكلام يعيد الرُّشد لأصحاب نظرية الفرص الضائعة، ويؤكّد للجميع أن المشروع الصهيوني ليس محصورًا في صراع مع الفلسطينيين، بل هو جزء من مخطط غربي لترسيخ شرذمة الأمة وإضعافها".
وأكد أن "الشعب الفلسطيني ينوب عن الأمة بأسرها في مواجهة هذا المخطط، وهو ما تدركه الشعوب رغم تباين مواقف الأنظمة".
وحول ردود الفعل الرسمية العربية، أوضح الزعاترة أن "هناك فارقًا بين المواقف الرسمية التي تستند إلى ما يسمى بالشرعية الدولية، وبين المواقف الشعبية التي ترفض الكيان من جذوره".
وأضاف أن "ما يجري الآن يُنتج معادلات جديدة، فقد كشف الكيان وسيده في البيت الأبيض عن مسار نسخ كل البضاعة القديمة: لا دولة فلسطينية في الأفق، بل تهجير، توسّع، وهيمنة على المنطقة".
وأشار إلى أن "استفزاز نتنياهو لم يكن موجهًا فقط إلى الفلسطينيين، بل إلى أنظمة عربية، ومنها السعودية، حين طالبها بإنشاء دولة فلسطينية على أراضيها".
وتابع: "مصطلحات العمالة والتبعية لا تصلح لفهم معادلات السياسة المركبة، وترامب المتألّه لن يجد العالم كما يتخيله، فقد لقيت هرطقاته رفضًا ليس فقط في العالم العربي والإسلامي، بل حتى في الغرب نفسه".
واختتم الزعاترة بالقول: "غطرسة ترامب ونتنياهو ليست ضارّة، بل العكس تمامًا، لأنها ستوقظ كثيرين، وستضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية، فصمود الشعب الفلسطيني ليس مجرد معركة محلية، بل هو خط الدفاع الأول عن الأمة بأسرها، في مواجهة مشروع متوحّش لا حدود لشهيته التوسعية".