الأسير الدكتور عبد الناصر عيسى... قائد "قسامي" ومفكر أكاديمي (بروفايل)

سيتنسم الحرية اليوم بعد 33 عاما

يُعد الأسير الدكتور عبد الناصر عيسى، الذي يقضي عقوبته في سجون الاحتلال منذ 33 عامًا، من أبرز الأسرى الذين سيفرج عنهم اليوم. فهو أحد قادة "كتائب القسام" المرموقين ورفيق الشهيد المؤسس يحيى عياش، إضافة إلى كونه من أهم قادة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية خلال التسعينات.

حتى خلال فترة سجنه، ظل لعيسى تأثير كبير؛ فقد أسهم في تأسيس أول هيئة قيادية عليا لحركة "حماس" داخل السجون وانتُخب لرئاستها.
 
وُلد عبد الناصر عطا الله عيسى في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 1968 في مخيم بلاطة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لعائلة لاجئة من "طيرة دندن" شمال شرق مدينة اللد المحتلة. ومنذ نشأته في المخيم، تشكلت شخصيته وانطلقت بدايات نضاله ضد الاحتلال.
 
تعرض الأسير لإصابات ناتجة عن طلقات نارية من قوات الاحتلال؛ فقد أصيب برصاصة في بداية شبابه عام 1982 في أثناء مشاركته في احتجاجات ردًا على مجزرتي صبرا وشتيلا في جنوب لبنان، وتعرض لإصابة أخرى عام 1988.
 
التحق في عام 1983 بجماعة "الإخوان المسلمين" في مساجد مخيم بلاطة، وتعرض لاعتقالات متكررة؛ الأولى عام 1985، والثانية عام 1986. وخلال تلك الفترة، التقى الشهيد القائد جمال منصور الذي أسهم في صقل خبراته. وفي اعتقاله الثالث عام 1988، وجهت إليه تهم إعداد عبوة ناسفة وصناعة قنابل "المولوتوف" ورميها على دوريات جنود الاحتلال؛ ما قاده لقضاء سنوات طويلة في السجن تحت ظروف قاسية، مع هدم منزل أسرته، وتوالى الاعتقالات عليه.
 
وبعد الإفراج عنه عام 1994، انضم فورا إلى "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وتواصل مع قائد أركانها آنذاك محمد الضيف لإعادة تفعيل خلايا "القسام" في الضفة الغربية. كما جمع بين صفوفه الشهيد المهندس يحيى عياش، مما عزز مكانته، وجعله على رأس سجلات المطاردة الإسرائيلية، حيث أصبح المطلوب الثاني بعد عياش.
 
وصفت سلطات الاحتلال دوره بأنه "مطلوب بالغ الخطورة" لدوره في تدريب وقيادة خلايا عسكرية نفذت عمليات تفجيرية داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948. وفي 19 آب/أغسطس 1995، اعتُقل مجددًا بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليتي "رمات غان" و"رمات أشكول"، اللتين أسفرتا عن مقتل 12 إسرائيليًا وإصابة العشرات، ما أسفر عن إصدار حكم بالسجن المؤبد مرتين، إضافة إلى 7 سنوات أخرى.
 
خلال سنوات اعتقاله المؤلمة، قضى عبد الناصر عيسى فترات طويلة في العزل الانفرادي، وحرِم من الزيارات المتقطعة. وفي تلك الفترة، فقد والديه؛ إذ توفي والده عام 2006 قبل أن يتمكن من زيارته، فيما رحلت والدته عن الحياة عام 2017.
 
أدواره القيادية داخل السجون
برز الأسير عبد الناصر عيسى داخل جدران السجون؛ ففي عام 2005 كان من مؤسسي أول هيئة قيادية عليا لحركة حماس داخل السجون وانتُخب لرئاستها. وفي الدورة السادسة بين عامي 2015 و2017، انتُخب منسقًا عامًا للهيئة العليا لحماس في السجون ونائبًا لرئيسها، كما تقلد مسؤولية مهمة في اللجنة السياسية خلال الفترة من 2019 إلى 2021، إلى جانب متابعته الملف الخاص بالتعليم الأكاديمي داخل السجون.
 
المسيرة التعليمية والثقافية
على الصعيد الأكاديمي، حصل الأسير عبد الناصر عيسى على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة العبرية عام 2007، بعدما استغرق سبع سنوات لإكمال دراسته نتيجة العقوبات والسجن التي أعاقت مسيرته التعليمية. كما أسس مركزًا للدراسات يُعنى بالنشاط الفكري والتقدم العلمي وتعزيز "الفكر المقاوم لسياسات الاحتلال"، وتولى تحرير مجلة "حريتنا" الخاصة بالحركة الأسيرة.
 
ساهم أيضًا في تأليف كتاب "مقاومة الاعتقال" إلى جانب الأسيران القائدان مروان البرغوثي وعاهد غلمة، وساهم في إعداد ثلاثة مجلدات بدأ نشرها عام 2018. ومن ثم، شرع في دراسة الماجستير في دراسات الديمقراطية عام 2009، إلا أن مصلحة السجون الإسرائيلية استبعدته لأسباب أمنية، وفقًا للسلطات التي حرصت على استثنائه من صفقة التبادل عام 2011.
 
رغم ذلك، تمكن في عام 2014 من استكمال مسيرته التعليمية بنيل شهادة الماجستير في "الدراسات الإسرائيلية" من جامعة القدس في أبو ديس، والحصول لاحقًا على درجة الدكتوراه. وفي عام 2022، أصدر كتابه "وفق المصادر"، الذي يُعد الجزء الخامس من سلسلة بدأ نشرها عام 2018، إلى جانب مؤلفات أخرى مثل "مقالات حرة" و"دراسات حرة"، إضافة إلى عدة أبحاث محكمة.
 
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: قلق عميق من تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في غزة
يوليو 1, 2025
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وعجز المستشفيات القليلة المتبقية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقالت اللجنة في بيان إنّها تشعر بـ"قلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة ومخيم
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ عملية بصاروخ فرط صوتي على مطار اللد
يوليو 1, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن القوة الصاروخية للجماعة نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللّد في مدينة يافا المحتلة، مستخدمة صاروخا باليستيا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". وأوضح سريع أن الهجوم حقق هدفه بدقة، وأنه أدى إلى توقف حركة المطار وهروب واسع للمدنيين نحو الملاجئ. وأشار
169 منظمة تطالب بوقف آلية توزيع المساعدات "الإسرائيلية" في غزة
يوليو 1, 2025
طالبت 169 منظمة إغاثية دولية بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تقودها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة "إسرائيلية" - أميركية مثيرة للجدل، تتولى منذ أواخر أيار/مايو الماضي إدارة توزيع الإغاثة في قطاع غزة، بدلا من الوكالات الأممية والدولية المعتادة. وفي بيان مشترك، دعت المنظمات إلى العودة للعمل بآلية التوزيع التي كانت تديرها
"القسام" تعلن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية
يوليو 1, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الصواريخ التي جرى القصف بها من طراز "Q20" من منطقة تتواجد فيها آليات العدو شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن "صاروخين أطلقا من قطاع غزة
الصفدي: منع إدخال المساعدات إلى غزة جريمة حرب تستدعي تحركا دوليا فوريا
يوليو 1, 2025
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات، يتطلب تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الأممية المعنية، بما ينسجم مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخلال لقائه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر