الأسير عثمان بلال.. قسامي ارعب الاحتلال وصمد في وجه محققي "الشاباك"

يعد الأسير عثمان بلال 1969 -56 عاما- من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، أحد القيادات الفاعلة في "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ كان الساعد الأيمن للأسير عبد الناصر عيسى، وخططا لتنفيذ عمليتين استشهاديتين بالتنسيق مع الشهيد محيي الدين الشريف وبتوجيهات من المهندس الشهيد يحيى عياش.
انخراط بلال في العمل الجهاد لم يكن من قبيل الصدفة، بل نشأ في كنف والده الشيخ سعيد بلال أحد أبرز مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وعانى من الاعتقال المتكرر منذ أوائل سبعينات القرن الـ20 بسبب نشاطه السياسي والدعوي.
أما والدته فهي إحدى الرائدات في تأسيس التنظيم النسوي للحركة الإسلامية شمال الضفة.
نشأ عثمان في بيئة دينية، وتأثر بأجواء المساجد منذ صغره، وانضم لاحقا إلى كتائب "الشهيد عبد الله عزام"، قبل اندماجها مع "كتائب القسام".
وهو من عائلة مكونة من 8 أفراد، من بينهم شقيقه الأسير معاذ بلال المعتقل منذ عام 1997 والمحكوم بالسجن المؤبد 26 مرة مع 25 سنة إضافية، كما أن شقيقه عبادة أبعده الاحتلال الإسرائيلي إلى تركيا عقب الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.
الدراسة والتكوين العلمي
في البداية، بدأ عثمان دراسته في مجال الصحافة والإعلام بالجامعة العبرية، لكن سلطات الاحتلال منعته من متابعة هذا التخصص، مما أجبره على تغيير مساره الأكاديمي فدرس العلوم السياسية، ومع ذلك حالت التحديات التي فرضتها إدارة السجون دون إكماله هذا التخصص.
ومع إصراره وإرادته القوية نجح في الحصول على شهادة البكالوريوس بالتاريخ من جامعة الأقصى في قطاع غزة أثناء وجوده بالسجن.
التجربة النضالية
تدرج بلال سريعا في كتائب القسام، وتواصل مع قادتها، وبالتنسيق مع الشهيد محيي الدين الشريف -الذي كان يقود خلية أخرى في القدس- وبتوجيهات من عياش خطط عثمان وخلية نابلس لعمليتين استشهاديتين، الأولى نُفذت يوم 24 يوليو/تموز 1995 في منطقة "رمات غان" قرب تل أبيب، وأسفرت عن مقتل 7 مستوطنين وإصابة 35 آخرين بجروح مختلفة، ونفذها الاستشهادي لبيب عازم تحت إشراف مباشر من عثمان، لكن قوات الاحتلال اعتقلته قبل تنفيذ الثانية وحكمت عليه بـ27 مؤبدا.
لكن أولى تجارب عثمان مع الاعتقال كانت عام 1993 بعد اتهامه بقتل جنديين إسرائيليين في الثكنة العسكرية على سطح عمارة العنبتاوي وسط نابلس، وخضع لتحقيق قاسٍ استمر أكثر من 90 يوما، لكن المحققين فشلوا في إثبات التهم ضده، وحكم عليه بالسجن مدة عام.
في عام 1994 بعد الإفراج عنه تعرّض عثمان لمحاولة اغتيال من وحدة مستعربين وسط نابلس، فأصيب كتفه بطلق ناري، ونُقل على إثر ذلك إلى المستشفى وكانت حالته غير مستقرة، لكن الأطباء نجحوا في إنقاذ حياته.
في 19 أغسطس/آب 1995 اعتُقل عثمان وخضع لتحقيق عنيف على يد محققي جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) الذين استخدموا أساليب تعذيب قاسية في محاولة لانتزاع معلومات عن العملية الاستشهادية المرتقبة، ورغم ذلك ظل صامدا حتى تنفيذ العملية التي استهدفت "رمات أشكول" في القدس، وأسفرت عن مقتل 5 مستوطنين وإصابة 100 آخرين، ونفذها الاستشهادي سفيان جبارين
حُكم عليه بالسجن 27 مؤبدا بتهمة التخطيط والإشراف على سلسلة عمليات استشهادية قتل فيها وأصيب عشرات الإسرائيليين.
لم يكن عثمان وحده من دفع ثمن نضاله، فقد طالت الاعتقالات أشقاءه الأربعة: بكر وعمر ومعاذ وعبادة، وحتى والدته تعرضت للاعتقال مرتين، الأولى في ثمانينيات القرن الـ20 للضغط على زوجها أثناء فترة اعتقاله، والثانية عام 2009 رغم تقدمها في السن للضغط على أبنائها الأسرى.