محللون: إدخال الدبابات إلى جنين يحمل أهدافا ردعية وسياسية

شدد كتاب ومتحدثون، على أنّ توسع عملية الاحتلال في شمال الضفة الغربية، وإدخال الدبابات المجنزرة يهدف إلى إيجاد حالة من الردع وبث الخوف والرعب في صفوف الفلسطينيين أولاً، ثم يأتي في سياق رسم معالم الضفة الغربية وواقعها السياسي المستقبلي في ظل المتغيرات والتحولات المحلية والإقليمية والدولية.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، أن إدخال دبابات الاحتلال للعمل ضمن العملية العسكرية في الضفة الغربية في البداية يهدف الى استعرض القوة لتحقيق أهداف مرتبطة بالداخل "الإسرائيلي".

وبحسب بشارات فان نتنياهو يريد ارسال رسالة للداخل الاسرائيلي وبالتحديد لتيار الصهيونية الدينية مفادها بان ما يجري في الضفة هي نوع من الضمان   لتماسك التيار الديني المتطرف ممثلا بوزير المالية ولحماية ائتلافه الحكومي ويتناغم بشكل كبير جداً مع هذه النزعة لرؤية اليمين المتطرف لمستقبل الضفة الغربية والسيطرة عليها.

وأشار بشارات الى أنّ هذه الممارسات مرتبطة بالرؤية الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية وتابع:" اليوم هذه عملية عسكرية لكنها هي بهدف سياسي رئيسي متمثل في اعادة بناء شكل وطبيعة الضفة الغربية بما يمكن ان يحقق السيطرة الإسرائيلية عليها".

ويريد الاحتلال بحسب بشارات اعادة بناء الجغرافيا والديموغرافيا وعلاقته مع الفلسطينيين بالضفة الغربية بما يمكن ان يحقق موضوع الهيمنة والسيطرة والسيادة الإسرائيلية على الضفة.

وتهدف دولة الاحتلال من خلال استخدام القوة الكبيرة وإدخال الدبابات للعمل الى اخضاع الضفة بالقوة او الترهيب او من خلال الوجود الاسرائيلي المتواصل.

ويحاول الاحتلال ترميم صورة الجيش الذي تعرض لهزة وهزيمة معنوية كبيرة بعد الحرب على غزة وتابع:" الجيش الاسرائيلي تعرض الى هزة كبيرة جدا في المعدات والمعنويات وبالتالي وجوده في هذه العملية العسكرية يهدف الى اعادة تعزيز مكانه الجيش والقول بانه قادر ان يحقق او ان يذهب الى رسم الاهداف السياسية وفقا للرؤية الإسرائيلية واعطاء الجيش الاسرائيلي دفعة بانه قادر على تحقيق الانجازات ".

 ويؤكد بشارات بان أحد الأهداف المهمة للاحتلال والدفع بهذه التعزيزات العسكرية هو التأسيس لمرحله مستقبلية عنوانها السيطرة الكاملة من قبل الاحتلال وأضاف:" الحالة النضالية والمقاومة بالضفة الغربية لا تستدعي كل هذا الاستعراض بالقوة الإسرائيلية الاحتلال الاسرائيلي بإمكانه ان ينفذ ما يشاء وهو ينفذ بشكل يومي عمليات الاعتقال والاغتيال والملاحقة والتدمير وبالتالي هو ليس بحاجه لكل هذا الاستعراض بالقوة، وانما يريد فعلا بسط سيطرته على القدر الأكبر من الضفة الغربية ".

من جانبه قال الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس بان ما يجري في الضفة الغربية ومخيم جنين تحديدا يجب ان يفهم في السياق الصحيح من خلال تناول نوايا الاحتلال ومساعيه الى تغيير شكل الخارطة والواقع في الضفة الغربية.

فالاحتلال وكما يقول أبو العدس يسعى من خلال عملياته العسكرية الى تدمير المخيم والبدء بخطة إنهاء اللاجئين كوجود وقضية.

ويسعى الاحتلال أيضا ومن خلال تواجده المستمر في مدينة جنين الى تعطيل الحياة الاقتصادية وبالتي ستصبح بيئة طاردة للحياة واجبار سكان المخيم، بل والمدينة على الهجرة وتحميل المقاومة مسؤولية ما يجري وجرى.

ورأى أبو العدس بان ممارسات الاحتلال ستؤدي الى حالة من الركود الاقتصادي والتجاري سيكون أثره مدمر على المدينة وصولا الى فرض واقع التهجير والتفتيت السكاني تمهيدا للهجرة الطوعية.

ولفت أبو العدس الى ان تواجد قوات الاحتلال بهذا الشكل المستمر سيقوض وجود السلطة الإداري والأمني في المدينة.

وختم أبو العدس:" ان نجاح الاحتلال في فرض شكل الحالة والمستقبل من خلال الأدوات الماضية في جنين سيكون داعي لتطبيقها في كل الضفة".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، أنه نقل وحدة دبابات إلى جنين شمالي الضفة الغربية للمشاركة فيما سماه بـ"الجهد الهجومي"، في وقت قالت فيه هيئة البث الإسرائيلية إن هذه هي المرة الأولى التي يعمد فيها الاحتلال إلى نشر دباباته في الضفة منذ عملية "الدرع الواقي" التي نفذها جيش الاحتلال عام 2002.

 وتوسّع عدوان الاحتلال المستمر على شمال الضفة الغربية إلى بلدة قباطية التي اقتحمتها قواته فجر اليوم.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تصريحات إعلامية له بانه امر الجيش بالاستعداد للبقاء فترة طويلة بمخيمات اللاجئين في الضفة الغربية"، وأضاف:" أن جيش الاحتلال "يوسع نشاطه في شمال السامرة (الضفة) ويعمل أيضاً في قباطية منذ الليلة، ويعزز قواته بوحدة مدرعات وقوات إضافية".