لأول مرة.. مسؤول أمريكي رفيع المستوى يلتقي قادة من "حماس"

في خطوة غير مسبوقة، كشف موقع /أكسيوس/ الأميركي، "مقرب من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية"، مساء الأربعاء، عن "محادثات مباشرة غير مسبوقة بين المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون الرهائن آدم بولر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)".
وبحسب الموضع فإن "المحادثات التي جرت خلال الأسابيع الأخيرة، سعت إلى إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين في غزّة، كما بحثت التوصل إلى اتفاق أوسع لوقف الحرب يضمن إطلاق جميع المحتجزين، لكنّه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن".
وتعد هذه المرة الأولى التي تجري فيها واشنطن مباحثات مباشرة مع "حماس" التي تصنفها منظمة "إرهابية" منذ عام 1997.
وكانت "حماس" عقب دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تقديم بادرة حسن نية وبالمواكبة مع بدء المفاوضات، أطلقت سراح الأسير لديها الذي يحمل الجنسيتين الأميركية و"الإسرائيلية" ساجوي ديكل تشين، ضمن ثلاثة أسرى في الدفعة السادسة من صفقة التبادل التي جاءت من ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي انتهت السبت الماضي.
قناعة بدور حماس
من جهته، قال المختص في الشؤون "الإسرائيلية" فراس ياغي لـ"قدس برس" إن "هذا اللقاء يأتي بسبب قناعة إدارة ترامب أن الحديث المباشر مع (حماس) قد يُسرع في التوصل لاتفاقات تنهي الحرب في غزة وتؤدي للإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين في غزة الأحياء والأموات، وتكون مقدمة للمخطط الكبير لدى ترمب للمنطقة ككل".
وأشار إلى أن "الجلوس مع (حماس) تم قبل عدة أسابيع وليس وليد المرحلة الأخيرة وخطة ويتكوف، والمباحثات تحدثت عن هدنة طويلة الأمد، وبما يشير للتوجه الحقيقي لإدارة ترامب".
وأوضح أن "الاتصال المباشر جاء بناء على مقاربات واقعية بسبب الفشل في إيجاد بديل لـ(حماس) في غزة، وهذا يعني أن إدارة ترامب ترى بأن تحييد (حماس) عبر الذهاب لهدنة طويلة باعتبارها عصب المقاومة في فلسطين ككل وبالتالي خطط ترامب بحاجة للوصول إلى مقاربات جديدة".
وأعرب عن "اعتقاده أن الأمريكي ليس بحاجة لموافقة الاحتلال للحديث المباشر مع (حماس)، لذلك يظهر أن الأمريكي فقط أبلغ نتنياهو بعد أن جلس مع (حماس) وليس كما تدعي (إسرائيل) بحدوث مشاورات قبل ذلك".
تبعات اللقاء
بدوره، يرى الكاتب محمود نصر أنه "يجب التعامل مع هذه الخطوة بمنظور شامل وليس بشكل مجزأ، أي أن يتم استغلالها لإنهاء فكرة التعامل مع الفلسطيني الأحادي مع هذا الطرف أو ذاك، أي استغلال ذلك وبشكل سريع للوحدة الوطنية الشاملة وتحت مفهوم الشراكة الكاملة في كل شيء وعلى رأس ذلك منظمة التحرير الفلسطينية".
ونوّه إلى أن "الكشف عن اللقاءات المباشرة في الدوحة يعبر عن تغير سياسي جوهري له تداعياته الكبيرة والمهمة ليس على المشهد الفلسطيني الداخلي بل على المنطقة برمتها، لا سيما فيما يتعلق بمكانة (الإسلام السياسي) في النظام السياسي ولنا في تجربة سوريا دلالات كبيرة".