دعوات شبابية لنصرة مساجد نابلس رفضًا لاستهدافها

أثارت حادثة اقتحام عدة مساجد في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، وإحراق جزء من مسجد "النصر" في البلدة القديمة، ردود فعل غاضبة بين النابلسيين والنشطاء. ورأى هؤلاء في الاعتداءات خطوة تهدد كل الرموز الدينية في نابلس وفلسطين عمومًا.

وأطلق نشطاء دعوات شبابية لنصرة مساجد نابلس، وخاصة مسجد "النصر"، وحثّوا الجميع على التجمع وقت صلاة العشاء لأداء الصلاة في المسجد ومحيطه، تزامنًا مع إقامة صلاة التراويح.

وأكد الكاتب السياسي الفلسطيني مروان الأقرع أن "رسالة قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة القديمة في نابلس وأحرقت مسجد النصر ودنّست مساجدها التاريخية، هي رسالة حقد وثأر من البلدة القديمة ومساجدها التي احتضنت عرين الأسود (كتيبة من نشطاء المقاومة) وكانت مقرًا ومستقرًا لهم".

وتابع في حديثه مع "قدس برس" قائلًا: "هذا الحقد الدفين من قوات الاحتلال يجب أن يكون فرصة لمن جدّ واجتهد للقضاء على المقاومة بأن يعود عن غيّه ويعترف بسوء ما قام به وسهر لأجله"، في إشارة إلى أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

وأضاف: "على الرغم من مرور أكثر من عامين على تفتيت عرين الأسود واستخدام كل وسائل الترغيب والترهيب ضدهم، إلا أن نابلس ما زالت محاصرة بالكامل، وما زالت تتعرض لاقتحامات يومية".

ورأى الأقرع أن "القادم أخطر، وما يُحاك لنابلس والضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك لن يوقفه تفاوض أو اتفاقات. المطلوب هو إفراغ الضفة الغربية من أغلبية سكانها، وإجبارهم على حياة صعبة حتى تصبح الهجرة خيارهم الوحيد".

وأكد أن "الفرصة لا تزال قائمة لوأد هذه المخططات ومحاربة هذه الممارسات، إذا وقف الشعب الفلسطيني وقفة رجل واحد ضد الاحتلال وضد مشاريعه التصفوية".

وعلق الإعلامي الفلسطيني أحمد البيتاوي، في تدوينة له على منصة "فيسبوك" قائلًا: "لو كنت مكان وزارة الأوقاف في نابلس، لأغلقت جميع المساجد القريبة من مسجد النصر، ولدعوت الناس للصلاة في هذا المسجد التاريخي الذي أحرقه الاحتلال، ولدعوت جميع وسائل الإعلام لتغطية ما جرى. أليس هذا من وسائل المقاومة السلمية التي يدعون لها؟".

وتساءل مستنكرًا: "لا أعرف لماذا يصرّ البعض على تمرير هذا الحادث وكأن شيئًا لم يكن؟ حتى أضعف الإيمان لم يعودوا قادرين على فعله! اليوم (مسجد) النصر، وغدًا (مسجدا) النمر والجامع الكبير، اليوم المساجد، وغدًا المدارس والمشافي".

وكتب الناشط الشبابي قتيبة عازم في تدوينة له أن "حرق مسجد النصر، أحد أكبر مساجد نابلس، أمر خطير جدًا. إذا مرّ الحريق اليوم مرور الكرام، فالقادم سيكون أصعب وأشد".

ورأى الناشط الشبابي سعد الرزة من مدينة نابلس أن إحراق مسجد النصر، أحد أقدم مساجد نابلس، "ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو تصعيد خطير في سياق حرب الإبادة التي يسعى الاحتلال إلى فرضها".

وأضاف: "الاحتلال، الذي لا يزال يتخبط في تداعيات عدوانه الأخير على غزة، يحاول الآن إعادة فرض سياسات العقاب الجماعي والاستفزازات المتعمدة، لقياس مدى صمود الفلسطينيين واستنزاف قوتهم".

وتساءل: "هل يريد الاحتلال إيجاد مسوّغات جديدة لتدمير البنية التحتية في نابلس؟ ربما. ولكن الأرجح أنه يسعى إلى القضاء على آخر نفس ثوري في المدينة، المدينة التي لطالما كانت معقلًا للصمود والمقاومة".

وأشار إلى أن "هذه الجريمة تأتي ردًا عمليًا على من يسوّق لفكرة أن المقاومة هي من أعطت الاحتلال المبرر لتدمير غزة. فالاحتلال لا يحتاج إلى ذرائع، بل يعتمد سياسة ثابتة تقوم على فرض الهيمنة والإبادة التدريجية. ومن يروج لهذه السردية يتجاهل أن الاحتلال لم يتوقف يومًا عن استهداف الفلسطينيين حتى في فترات الهدوء".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أقدمت، فجر اليوم الجمعة، على إحراق مسجد "النصر" في "باب الساحة" بالبلدة القديمة في نابلس، أثناء اقتحامها للمدينة. كما اقتحمت عددًا من المساجد الأخرى داخل البلدة القديمة دون سابق إنذار، وعبثت بمحتوياتها.

ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إطفائية بلدية نابلس من إخماد الحريق داخل مسجد النصر، مما أدى إلى تفاقمه بشكل كبير.

ووسّع جيش الاحتلال، منذ 21 كانون الثاني/يناير الماضي، عدوانه العسكري الذي أطلق عليه اسم "السور الحديدي" في مدن ومخيمات شمال الضفة، وخاصة في جنين، طولكرم، وطوباس، مخلفًا 63 شهيدًا وفق وزارة الصحة، ونزوح عشرات الآلاف، ودمارًا واسعًا.

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا