الآلاف يصلون التراويح بمسجد النصر في نابلس ويرممونه ردا على إحراق الاحتلال له

لبى الآلاف من الفلسطينيين الدعوات الشبابية التي أعلنت عن اقامة صلاة العشاء والتراويح في مسجد النصر في البلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة بعد تعرضه للحرق فجر اليوم على ايدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن المسجد ورفع السجاد عن ارضيته، إلا أن الجموع تقاطرت حتى من خارج المدينة لأداء الصلاة وتأكيدا على رفضهم للجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال باضرام النيران فيه.
وجلب كل مصل معه سجادة للصلاة عليها، فيما انقسم الناشطون إلى فرق، تهتم بتنظيم المتواجدين، ورفع الاذان عبر مكبرات الصوت اليدوية، وتعليق الاضاءة.
يقول الناشط حسن سعيد لـ"قدس برس" إن هذه الالاف المؤلفة هي أقوى رد على غطرسة الاحتلال وعنجهيته، ورسالة أن نابلس وبلدتها القديمة عصية على الكسر، مشيرا إلى أنه لم يفاجئ بكل هذه الاعداد التي لبت الدعوة.
ولفت إلى أن مئات الشبان لم يغادروا المسجد منذ ساعات الصباح الباكر، حيث عملوا كخلايا نحل لإزالة آثار العدوان، وإخراج الاثاث المحروق، وتنظيف المسجد بالمياه والصابون، ورفع السجاد.
وفي وقت تكفلت نقابة المهندسين فرع نابلس بتوفير وجبة الافطار للمتطوعين، اعلنت جهات عدة اهلية وشعبية وعائلات وافراد عن تبرعهم بكل ما يلزم لاعادة المسجد المعروف بمكانته لدى أبناء نابلس إلى سابق عهده.
يقول الناشط حسام المصري إن هناك من تكفل بفرش المسجد بالسجاد والموكيت، ومن تكفل بتركيب نظام الصوتيات كاملا، فيما قدمت عائلة الشهيد نادر الريان مبلغا ماليا للمساعدة في ترميم المسجد.
وتابع "هناك أطفال جاءوا بمصروفهم الشخصي وحصالاتهم في سبيل إصلاح بيت الله، وهذا ليس غريبا على الفلسطينيين".
بدوره ألقى محافظ نابلس غسان دغلس كلمة عقب الصلاة قال فيها "إن ما جرى من إحراق الاحتلال لمسجد النصر وتدنيسه لبقية المساجد يعد تصعيداً خطيراً وعدواناً همجياً باستهداف بيوت الله بالحرق والتخريب".
وأضاف دغلس: "سبق وأن أحرق مستوطنون متطرفون مساجد في جنوب نابلس ومواقع أخرى، لكن هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها جيش الاحتلال على ذلك في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنه لم يتوان عن قصف وتدمير مئات المساجد خلال عدوانه على قطاع غزة"، مشيراً إلى أن الاحتلال أقدم على حرق مسجد النصر وهو "يدرك مكانة هذا المسجد التاريخي في قلوب أبناء نابلس، خاصة أنه يقع في قلب البلدة القديمة ويعد مزاراً لكل القادمين للمدينة، ويعرفه العالم أجمع من خلال آلاف الصور التي تلتقط لقبته الخضراء التي يمكن رؤيتها ومعاينتها من أي مكان في نابلس"، ولفت دغلس إلى أن "الاعتداء المشين تزامن مع منع قوات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين القاطنين في البلدة القديمة بنابلس من أداء صلاة الفجر بعد أن اقتحمتها من مداخلها كافة وداهمت كل المساجد الموجودة فيها".