مراقبون: الإدارة الأمريكية تقدم المصلحة الإسرائيلية في مفاوضاتها مع "حماس"

أكد محللان سياسيان أن الإدارة الأمريكية لا تزال تقدّم المصلحة الإسرائيلية على المصلحة الفلسطينية في إطار مفاوضاتها مع حركة "حماس"، والضغط الذي تمارسه على الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن الإدارة الأمريكية تتعجل في حسم العديد من الملفات، لا سيما القضية الفلسطينية، بهدف التفرغ لقضايا أخرى ذات أولوية كبرى. وأضاف أن جميع الجهود الأمريكية تصب أولًا في مصالحها الخاصة، ثم في مصالح حليفتها إسرائيل.
وأشار بشارات، في حديثه مع "قدس برس"، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل التنصل من الالتزامات التي يوقع عليها في الاتفاقيات، مستغلًا غياب أي قوة ضاغطة تلزمه بتنفيذها، إضافةً إلى الدعم الأمريكي الذي يوفر له الغطاء والمبررات لممارسة الخروقات.
وعلى الصعيد الإسرائيلي الداخلي، شدد بشارات على أن حكومة الاحتلال تواجه حاليًا ملفين ساخنين ومهمين، قد يهددان مستقبل رئيسها بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم في حال فشل في معالجتهما. ويتمثل هذان الملفان في تمرير موازنة عام 2025، وتعديل قانون الخدمة العسكرية لتجنيد اليهود المتشددين (الحريديم).
وبيّن بشارات أن هذه التحديات تدفع نتنياهو إلى المماطلة في اتخاذ أي خطوات فعلية، وإبقاء المفاوضات في إطار فضفاض، في محاولة لتحقيق أهداف سياسية لم يتمكن من تحقيقها ميدانيًا.
من جانبه، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية ياسر مناع أن الولايات المتحدة تخدم مصلحة إسرائيل في أي خطوة تتخذها تجاه حركة "حماس". وأوضح أن التفاوض الأمريكي المباشر مع الحركة أضرّ بالرواية الإسرائيلية، التي سعت منذ السابع من أكتوبر إلى تصوير الفصائل الفلسطينية على أنها منظمات إرهابية. وأضاف أن واشنطن لن تُقدِم على أي خطوة تتعارض مع المصالح الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، أوضح مناع، خلال حديثه مع "قدس برس"، أن الإعلام الإسرائيلي ركز على مسألة خوض الولايات المتحدة مفاوضات مع تنظيم تصنفه إرهابيًا، بدلًا من مناقشة ماهية الاتفاق. واعتبر أن هذا الطرح الإعلامي عكس ضعف إسرائيل وعجزها في هذا الملف.
ولفت مناع إلى أن الولايات المتحدة تلعب في الوقت ذاته دور الوسيط والمفاوض والمشارك في الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو ما يعكس تناقض مواقفها.
ورأى مناع أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق معادلة تضمن لها حرية العمل العسكري في قطاع غزة، مع إمكانية استئناف العمليات القتالية عند الحاجة، من خلال تنفيذ اغتيالات واعتقالات والسيطرة المحدودة على بعض المناطق، دون الانخراط في حرب شاملة كالتي شهدها القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وأضاف أن المؤشرات الحالية تؤكد أن إسرائيل لن تنسحب من قطاع غزة، ولن تعلن رسميًا إنهاء الحرب، بسبب عدم قدرتها حتى الآن على تحديد شكل إدارة القطاع في المرحلة المقبلة.