الأردن: حكم بالسجن على شاب بسبب بث وصية لشهيدين نفذا عملية داخل فلسطين المحتلة

بعد أكثر من 147 يومًا من الاعتقال، أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية، اليوم الاثنين، حكمًا بالسجن لمدة 4 سنوات بحق الشاب الأردني محمد الطويل. جاء هذا الحكم بعد توجيه تهمتي "القيام بأعمال من شأنها أن تعرض المملكة لخطر أعمال عدائية" و"عدم إبلاغ المدعي العام والأجهزة الأمنية عن وجود مخطط إرهابي ومعلومات ذات صلة بنشاط إرهابي"، وهما التهمتان اللتان أسندتا للطويل استنادًا إلى قانون منع الإرهاب وتعديلاته لعام 2014.
واستندت لائحة الاتهام التي صدرت بحق الطويل، وفقًا للمحامي عبد القادر الخطيب، وهو أحد أفراد الفريق الحقوقي المتابع للقضية، إلى إفادة أدلى بها الطويل نفسه أمام محققي المخابرات ومدعي عام أمن الدولة. تلك الإفادة تضمنت اعترافه بمعرفته بنية الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة تنفيذ عمليتهما التي استهدفت مستوطنة "نافوت هكار" غرب البحر الميت في 18 تشرين أول/أكتوبر 2024، بالإضافة إلى نشره وصية الشهيدين المصورة عبر حسابهما في منصة "فيسبوك".
ووصف الخطيب الحكم الصادر بحق الطويل بأنه "مجحف مقارنةً بما أدلى به من اعترافات"، مشيرًا إلى عدم اعترافه بأن ما قام به يعتبر جريمة بالأساس. استغرب الخطيب صدور هذا الحكم في توقيت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في غزة لمخططات التهجير والإبادة.
كما طالب الخطيب بإلغاء قانون منع الإرهاب وإعادة النظر في البنود التي قد تجرم أنشطة دعم المقاومة، بالإضافة إلى إلغاء محكمة أمن الدولة التي تُحاكم المدنيين أمام المحاكم العسكرية.
من جانب آخر، انتقد النائب معتز الهروط عن "جبهة العمل الإسلامي" الحكم الصادر بحق محمد الطويل، معتبرًا أن "هذا شاب في مقتبل عمره وبداية حياته، فلماذا يُحكم عليه بهذا الحكم القاسي؟!" وأكد أن الحكم الصادر بسجنه لمدة 4 سنوات جاء فقط لأنه نشر وصية اثنين من الشبان الأردنيين الذين انتصروا لدماء أهل غزة.
وأضاف الهروط في تصريح لـ "قدس برس" أن "مشهد الحكم على الطويل يُظهر قسوة حيث يتم وصف العملية البطولية التي نفذها الشهيدان قواس وأبو غزالة بـ (العمل الإرهابي)، بينما يوصف كيان الاحتلال بالدولة الصديقة. من الطبيعي ألا تكون هناك أي شكل من أشكال العلاقات بيننا وبين كيان الاحتلال، لا أن نحاكم من يقاومونه ويدعمون المقاومة التي ترد عدوانه في محاكمنا".
تجدر الإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية الأردنية كانت قد اعتقلت محمد الطويل مع نحو 20 من نشطاء "الحركة الإسلامية" ونشطاء الحراك الشعبي الرافض للعدوان على غزة بعد عملية الشهيدين. وتم التحقيق مع المعتقلين حول علاقتهم بالشهداء، ليتم الإفراج عنهم لاحقًا وتحويل محمد الطويل للقضاء.
ولم تكن هذه القضية الوحيدة التي صدرت فيها أحكام من محكمة أمن الدولة الأردنية مؤخرًا على خلفية العمليات عبر الحدود مع فلسطين المحتلة. فقد أصدرت المحكمة، في 19 شباط/فبراير الماضي، حكمًا بالسجن لمدة 8 سنوات بحق الشابين الأردنيين عبد الله الخوالدة ووليد الخوالدة، من مدينة معان جنوب الأردن، إثر توجيه تهم تتعلق بمحاولة تنفيذ عملية عبر الحدود مع فلسطين المحتلة.
يشار إلى أن إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكدت يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر 2024، إصابة جنديين إسرائيليين جراء عملية إطلاق نار جنوب البحر الميت. وأفادت القناة 14 العبرية بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اشتبهت في محاولة مجموعة من المقاومين دخول مستوطنة "نافوت هكار"، حيث فتحوا النار على جنود الاحتلال.
وأشارت التقارير إلى أن ثلاثة مسلحين تسللوا من الحدود الأردنية بزي عسكري أردني، وأطلقوا النار، ليُستشهد اثنان منهم، وهما عامر قواس وحسام أبو غزالة، بينما انسحب الثالث.