ماذا وراء التلويح بنزع "سلاح المخيمات" الفلسطينية في لبنان؟

كشفت صحيفة /الأخبار/ اللبنانية، في تقرير نشرته السبت، عن "تحضيرات تجري لزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى بيروت الأسبوع المقبل، وسط ضغوط أمريكية و(إسرائيلية) على لبنان لاتخاذ قرار رسمي بنزع سلاح المخيمات الفلسطينية، ولو بالقوة، وتشديد الإجراءات ضد فصائل المقاومة، لا سيما حركة (حماس)، (الجهاد الإسلامي)، و(الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)".

وفي هذا السياق، قال مسؤول العلاقات الفلسطينية في "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، يوسف موسى إننا "كشعب فلسطيني نعيش على الأراضي اللبنانية كضيوف، لكن للأسف الشديد لا نُعامل كما يُعامل اللاجئ في أي بلد، رغم أن القوانين الدولية تضمن حق اللاجئ بالحياة الكريمة ويتمتع بكافة الحقوق السياسية والإنسانية".

وأضاف موسى في تصريح خاص لـ"قدس برس"، اليوم الإثنين، أنه قبل أن "نتهافت على تقديم الالتزامات لإرضاء أمريكا والكيان الصهيوني من قبل السلطة الفلسطينية ضمن مشروع إنهاء القضية والتخلّص من ملف اللاجئين، وما نراه من محاولة شطب الشاهد الوحيد على قضيتنا، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لهو خير دليل".

واعتبر القيادي في"حركة الجهاد الإسلامي" أنه على "السلطة الفلسطينية وعلى إطار منظمة التحرير الفلسطينية أن يعي و يعرف تمام المعرفة أن الزمن القديم قد تغيّر، فاليوم هناك فصائل فلسطينية أساسية في الساحة الداخلية، سواء كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو في الشتات، وهي فصائل وازنة وكبيرة وقوية، ولها امتداد شعبي لا يُستهان به".

وتابع قائلاً إنّه "لذلك وبعد محاولات حثيثة تم تشكيل إطار و صيغة جامعة و برعاية دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وأطلق تحت إسم (هيئة العمل الفلسطيني المشترك)، لابُد لهذه الجهات التي تفاوض والتي تحاول أن تثبت نفسها أنها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عليها أن تدرك أن هناك جزءا كبيرا غير ممثل ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ويرفض بشكل قاطع كل الاتفاقيات مع الكيان".

وأضاف موسى "أنا أعتقد أن الحكومة اللبنانية والقيادات اللبنانية التي جلست على طاولة الحوار سنة 2006 هي على دراية ومعرفة تامّة وكاملة عن الوضع الفلسطيني الداخلي في المخيمات، وحساسيّة الموضوع، لذلك يجب أن تنصح هؤلاء الذين يتهافتون لإثبات أنفسهم بأنهم هم المرجعية الصالحة للشعب الفلسطيني في لبنان بضرورة العودة إلى الإطار المشكّل والمتفق عليه".

وأشار إلى أننا "نعيش حالة احتلال كبير، سواء كان في فلسطين التاريخية أو في لبنان، واحتلال أيضاً مستجد في سوريا، وتهديد باحتلال الأردن وسوريا، وأمام ذلك يوجب علينا استمرار المقاومة وحمايتها، وبقاء كل مقومات المقاومة حاضرة، مع التأكيد على الضبط ضمن إطار (هيئة العمل الفلسطيني المشترك) وبالتنسيق مع الجهات المختصة".

بدوره، اعتبر القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير) في لبنان، ونائب مسؤول "المكتب الإعلامي" في الساحة اللبنانية فيها، فتحي أبو علي أنّ "ما يجري من حديث بشأن تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان في هذه الظروف المصيرية والصعبة التي تشهدها المنطقة من توتّرات داخلية وخارجية وتمادي الكيان الصهيوني في الاعتداءات اليومية بحق أبناء شعبنا الفلسطيي في غزة والضفة وجنوب لبنان، والتوغل في سوريا والتآمر على القضية الفلسطينية وتشريد شعبنا الفلسطيني من غزة، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء عمل وكالة (أونروا) في القدس وغزة وتقليص خدماتها في لبنان وكل ما يراد من حديث حول السلاح هو شأن فلسطيني".

وأضاف أبو علي في تصريح خاص لـ"قدس برس" أنه "لا يحق لأيّ جهة فلسطينية الحديث عن تسليم السلاح، بل يحتاج إلى إجماع وطني فلسطيني، و كلنا لم ننس المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا في مخيمات لبنان من قبل العدو الصهيوني وعملائه في لبنان إبان الحرب الأهلية والاجتياح الصهيوني للبنان، ومجازر تل الزعتر والنبطية والكرنتينا وصبرا وشاتيلا خير دليل على ذلك، وما زالت شاهداً على الإجرام الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني واللبناني".

وشدّد القيادي في"الجبهة الشعبية" على أنّ شعبنا الفلسطيني وفصائله "مع حفظ أمن وأمان واستقرار لبنان، والحفاظ على الوجود الفلسطيني في المخيمات التي تعيش حالة من الفقر والبؤس جرّاء تقليص خدمات (أونروا) الصحية والتعليمية والطبية والصحية والخدماتية والإغاثية، وإننا كفلسطينيين مع تنظيم السلاح كونه سلاح مقاوم للمشروع الصهيوني، وإن سلاح المخيمات لم ولن يوجّه إلا إلى صدر العدو الصهيوني الذي يعيث فساداً وقتلاً، ويستبيح الأراضي الفلسطينية واللبنانية والمنطقة برمّتها، وبدعم أمريكي أوروبي، وبغطاء وصمت عربي".

وأكد أنّ المطلوب اليوم "حوار فلسطيني لبناني شامل، يضمن الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان ،وحرية الحركة والتعبير، ورفض التوطين والتهجير والتجنيس، وتنظيم السلاح داخل المخيمات، والعيش بحياة حرة وكريمة إلى حين تقرير مصير شعبنا الفلسطيني وعودته إلى دياره التي هجر منها عام 1948".

واعتبر أنّ "المخيمات الفلسطينية في لبنان هي شاهد على مأساة شعبنا الذي هُجّر من فلسطين وشُرّد في بقاع الأرض، وأنّ المخيمات هي عبارة عن مقر مؤقت إلى حين العودة إلى فلسطين، ولن تكون مستقرا للشعب الفلسطيني".

ووفقًا للتقرير الذي نشرته صحيفة /الأخبار/ اللبنانية، "زار رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية، ماجد فرج، لبنان قبل نحو أسبوعين في إطار التمهيد لزيارة عباس، حيث التقى الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، كما عقد مسؤولون في جهاز مخابرات السلطة الفلسطينية اجتماعات مع مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني وجهات أمنية أخرى".

وذكر التقرير أن "فرج عرض دورًا أمنيًا للسلطة الفلسطينية في الإشراف على المخيمات خلال المرحلة الانتقالية، وعلى استعداد السلطة لتولي إدارة الأمن داخل المخيمات الفلسطينية، بحيث يكون التنسيق الأمني محصورًا بها، مع اقتراح وضع قائمة بقرارات تتعلق بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين ليقرّها مجلس الوزراء اللبناني".

وفي سياق متصل، قرر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إعادة تكليف باسل الحسن بإدارة ملف الحوار الفلسطيني-اللبناني، وهو المسؤول عن تصور خاص بمستقبل المخيمات، يقوم على سحب السلاح، وإلغاء الوضعية الخاصة للمخيمات من خلال دمجها في محيطها السكني، ووضعها تحت السيطرة التامة للسلطات اللبنانية. كما يتضمن المشروع تسليم المطلوبين للأجهزة الأمنية اللبنانية، والعمل على تحسين الصورة العامة للمخيمات.

وبحسب التقرير، فإن "ماجد فرج يسعى أيضًا إلى إحداث تغييرات في السفارة الفلسطينية في بيروت، وذلك في سياق عمل فرج على الإمساك بكل مفاصل القوة الخاصة بحركة فتح في لبنان".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
تحذيرات من ترويج الاحتلال شائعات لاختراق الجبهة الداخلية وكشف منفذ كمين خان يونس
يونيو 26, 2025
حذرت منصة "الحارس" الأمنية التابعة للمقاومة، الخميس، من استمرار الاحتلال "الإسرائيلي" وأجهزته الاستخبارية في بثّ الشائعات ونشر أسماء شهداء وتفاصيل مغلوطة عبر الإعلام العبري، في محاولة لـ"اختراق الجبهة الداخلية، واستدراج الرأي العام الفلسطيني". وأكدت المنصة أن هذه الحملة الدعائية تستهدف كشف هوية منفّذ كمين خان يونس الأخير، بهدف الوصول إليه أو إفشال عمليات مستقبلية للمقاومة.
قمة أوروبية تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ورفع الحصار عن القطاع
يونيو 26, 2025
أعرب قادة الاتحاد الأوروبي، الخميس، عن قلقهم العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مطالبين بـ"وقف فوري لإطلاق النار". جاء ذلك في بيان صادر عن القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل، حيث وصف القادة الأوروبيون الوضع في غزة بأنه "كارثي"، في ظل تفاقم المجاعة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين. ودعا البيان "إسرائيل" إلى رفع الحصار المفروض
شرطة غزة: إحباط اعتداء إجرامي على مستشفى ناصر تحت غطاء طيران الاحتلال
يونيو 26, 2025
أعلنت المديرية العامة للشرطة في قطاع غزة، مساء الخميس، عن تعرض مستشفى ناصر الطبي في مدينة خانيونس لاعتداء مسلح نفذته "فئة خارجة عن القانون والصف الوطني، ومتساوقة مع الاحتلال"، مستغلة الظروف الأمنية الصعبة الناتجة عن العدوان الإسرائيلي المكثف على المدينة. وقالت الشرطة في بيان، إن "مجموعة من المخرّبين أقدمت على إطلاق النار داخل المستشفى، وتخريب
"القسام" تعلن قنص جندي "إسرائيلي" بمدينة غزة
يونيو 26, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم الخميس، أن مقاتليها شرق حي الشجاعية، بمدينة غزة، قنصوا جنديا "إسرائيليا" قرب "تلة المنطار" الاثنين الماضي. كما أكدت "القسام" تدمير دبابتي "ميركافا"، وناقلة جند، وجرافة دي 9 عسكرية، بعبوات أرضية شديدة الانفجار معدة مسبقا، يوم الجمعة الماضي شرق جباليا، شمالي قطاع غزة. من جانبها بثت "سرايا القدس"
الصحة العالمية: أول شحنة طبية تدخل غزة منذ آذار.. وما وصل "قطرة في محيط"
يونيو 26, 2025
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس، عن دخول أول شحنة طبية للمنظمة إلى قطاع غزة منذ الثاني من آذار/مارس الماضي. وحذر غيبريسوس في منشور عبر منصة "إكس"، من أن "الكميات التي وصلت لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة في القطاع". وقال إن الشحنة تضمنت تسع شاحنات محمّلة بـ"إمدادات طبية
البرلمان العربي يدعو لتشريعات إنسانية طارئة وإنشاء صندوق دولي لدعم الفلسطينيين
يونيو 26, 2025
دعا البرلمان العربي، اليوم الخميس، برلمانات العالم إلى إقرار تشريعات إنسانية طارئة تهدف إلى إغاثة الشعب الفلسطيني، وتوفير الاحتياجات الأساسية له، والاستجابة الفورية للأزمة الإنسانية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد البرلمان، في بيان صدر عقب اجتماع لجنة فلسطين، أهمية تنفيذ هذه التشريعات بشكل عاجل، إلى جانب المطالبة بإنشاء صندوق دولي خاص لإغاثة الفلسطينيين تحت