نشطاء كويتيون: غزة تحتاج إلى أفعال لا بيانات شجب

في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع أنواع القصف والقتل، بينما يواصل الاحتلال استهداف المدنيين والمرافق الحيوية دون أي اكتراث بالقوانين الدولية وأي وسطاء لوقف إطلاق النار. 

هذه الهجمات، التي تزداد فتكًا مع مرور الوقت، تضع الأمة العربية والإسلامية أمام تساؤلات مصيرية حول دورها في مواجهة هذا العدوان.

ويؤكد نشطاء كويتيون في حديثهم لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، أن "الأمة العربية والإسلامية اليوم أمام اختبار حقيقي في دعم فلسطين، ومدى جدية المواقف الرسمية في مواجهة العدوان المتواصل على قطاع غزة".

ويرى النشطاء أن "تصريحات الشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعا، وأن الوقت قد حان لاتخاذ مواقف عملية وشجاعة"، مطالبين الحكومات العربية والإسلامية بـ"ترجمة مشاعر التعاطف إلى أفعال حقيقية تساهم في رفع معاناة الفلسطينيين، بدلاً من الاكتفاء ببيانات الإدانة التي لا تجدي نفعًا في ظل التخاذل الدولي".

وقال الباحث الكويتي المتخصص في القضية الفلسطينية عبدالله الموسوي، إنه "وبينما كان المسلمون في قطاع غزة يستعدون لتناول القليل من الطعام - إن وجد - لتقويتهم على مشقة الصيام، وقبل ساعتين من موعد صلاة الفجر، شنّت عشرات الطائرات الصهيونية هجومًا جويًا أسفر عن مئات الضحايا بين شهيد وجريح".

وأضاف أن "ما حدث لم يكن الهجوم الأول بعد هدنة وقف إطلاق النار، لكنه الأعنف، في ظل الرعاية الغربية للعدو الصهيوني وصمت المجتمع الدولي ومؤسساته تجاه مخالفات هذا الكيان الغاصب للقوانين والمواثيق الدولية".

وتابع قائلًا، "اليوم، ما يُنتظر من الدول العربية تحديدًا هو موقف أكثر جدية لمساندة الشعب الفلسطيني، وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة الخجولة التي تتعامل معها حكومة الاحتلال بلا مبالاة".

وأشار الموسوي، وهو رئيس فريق "كويتيون لأجل فلسطين" (تطوعي)، إلى أن "الشعب الفلسطيني وجّه خطابه إلى الشعوب والحكومات العربية لمساندته في الأوضاع الحالية، قائلاً: على العرب أن يعلنوها صراحة: إما معكم يا شعب فلسطين، وإما صمتُ القبور، وهذا ما لا نتمنّاه في ظل الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه أهلنا في فلسطين، وليس في قطاع غزة فقط".

من جانبه، قال رئيس رابطة "شباب لأجل القدس" في الكويت (فريق تطوعي)، طارق الشايع، "في هذه اللحظات العصيبة، حيث تُباد العائلات وتُهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها، نقف أمام مرآة الحقيقة التي لا تجامل أحدًا".

وأضاف أن "غزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت القصف، ولا صور مآس نراها عبر شاشات هواتفنا أو الفضائيات، بل هي اختبار حقيقي لنا جميعًا، هل ما زال في الأمّة حياة؟ أم أننا بالفعل كما وصفنا رسول الله ﷺ: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل؟".

وأوضح: "في كل مرة تُقصف فيها غزة، وفي كل مرة تُسفك فيها دماء الأبرياء، نكتشف أننا لم نعد أكثر من أرقام في الإحصاءات، أصوات تهتف ثم تصمت، قلوب تتحرك للحظة ثم تعود إلى سباتها، كأننا أصبحنا كما وصفنا الصادق المصدوق؛ كثيرون نعم، لكن بلا تأثير، بلا إرادة، بلا موقف يليق بنا كأمّة يفترض بها أن تكون خير أمة أُخرجت للناس".

وتابع: "نشجب، نستنكر، نرفع أيدينا بالدعاء، ثم نعود إلى حياتنا كأنّ شيئًا لم يكن، بينما يختلط لحم أطفال غزة بركام منازلهم، ويسألنا الشهداء في عليائهم: أين أنتم؟".

وتساءل، قائلاً: "إلى متى ستبقى حكوماتنا العربية والإسلامية تكتفي ببيانات الشجب والاستنكار، وكأنّ دورها انحصر في مراقبة الجرائم بدلاً من التصدي لها؟ متى تدرك هذه الحكومات أن بيانات وزارات خارجياتها لم تعد تعني شيئًا، وأن عبارات نشجب وندين ونستنكر أصبحت لا تُسمع إلا كصدى بارد في قاعات الاجتماعات المترفة؟".

وقال إن "تحتاج غزة إلى رجال ونساء يفهمون أن الدفاع عن الأرض والعرض ليس خيارًا، بل واجبًا مقدسًا لا يسقط بالتقادم".

وختم حديثه بالقول: "غزة اليوم ليست مجرد ساحة معركة، بل مِحكٌّ يكشف معادن الرجال، وميزان يزن الله به قلوبنا وأفعالنا، فإما أن نكون على قدر المسؤولية، وإما أن نحفر أسماءنا في قائمة الخذلان، حيث لا يُذكر فيها إلا من باع، ومن تواطأ، ومن صمت".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا