هل ستقدم حكومة نتنياهو بالفعل على حل السلطة الفلسطينية؟

تتزايد المخاوف بين العديد من المتابعين والمحللين من تصريحات حكومة الاحتلال وقادتها بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، واحتمالية حلها أو استبدالها بإدارة مدنية تفتقر إلى أي صلاحيات. هذه التصريحات قد تصبح واقعًا ملموسًا في الفترة المقبلة، في ظل تطرف حكومة الاحتلال، بالإضافة إلى سلوك الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب تجاه الملف الفلسطيني.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو صرح أكثر من مرة بأن الضفة الغربية تمثل "جبهة حرب كبرى". وأضاف: "انطلاقًا من فهمي لليمين الإسرائيلي، الذي يعتبر وجود كيان سياسي للفلسطينيين خطأً تاريخيًا، فإننا نقترب ببطء من إمكانية حل السلطة، خصوصًا أن الضفة الغربية فقدت جميع وسائل المقاومة وأصبحت أكثر أمانًا من تل أبيب".
أما فيما يتعلق بمبررات "إسرائيل" لحل السلطة الفلسطينية وتحويل الضفة الغربية إلى مناطق إدارية معزولة، فقد أشار أبو العدس في حواره مع "قدس برس" إلى أن "التخلص من السلطة يشطب الجهة التي يمكن للعالم أن يعترف بها كدولة فلسطينية، كما أن إلغاء السلطة يمنع فكرة إعمار غزة، والتي تصر إسرائيل على أن تكون خالية من السكان".
وتوقع أبو العدس أنه في الفترة القادمة "ستقوم إسرائيل باقتحام مقرات السلطة وجمع السلاح منها بحجة وجود معلومات استخباراتية تتعلق بنية عناصر من السلطة تنفيذ هجمات. وبهذه الخطوة، يحقق اليمين الإسرائيلي ثلاثة أهداف بحجر واحد"، كما أعرب عن رأيه.
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات أنه مع وجود الحكومة اليمينية الحالية برئاسة نتنياهو ومنظومة الإدارة الأمريكية الحالية "لا يمكننا التنبؤ بشكل وطبيعة القرارات الممكن اتخاذها. وما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية يمكن تسميته بـ 'الجنون السياسي' الذي يسعى الاحتلال والإدارة الأمريكية للترويج له في هذا التوقيت".
وأضاف بشارات: "ما كان يمثل خطوطًا حمراء في السابق لم يعد كذلك، وهذه مفارقة غريبة وعجيبة ضمن المفهوم السياسي. إلا أنه من المؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يرى أن الفرصة الحقيقية له تكمن في عدم منح الفلسطينيين أي مظلة سياسية".
ويشار إلى أن صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، أفادت اليوم الجمعة، أن جهات متعددة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وحكومة الاحتلال تناقش فكرة تحويل الضفة الغربية إلى أقاليم مع حل السلطة الفلسطينية.
وحسبما ذكرت الصحيفة، فإن هذه الفكرة تعني تفكيك حكم السلطة الفلسطينية في رام الله، ومنح حقوق لكل مدينة فلسطينية وفقًا لمنطقتها، بحيث يمكنها التعامل مع جيش الاحتلال وإسرائيل بشكل مستقل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من المقرر تجربة هذه الخطة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث تسعى إسرائيل نحو إقامة قيادة محلية تتولى زمام الأمور.