التحول نحو الحرب الشاملة على غزة: سيناريو وارد في ظل عنجهية نتنياهو و دعم ترامب

أكد مختصون في الشؤون الإسرائيلية أن سيناريو استئناف الاحتلال عدوانه الواسع على قطاع غزة بات وارداً وبقوة، مع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات توغل في محور "نتساريم" والمناطق الحدودية شمالي القطاع، وإعلانه حظر الانتقال لأهالي غزة على شارع "صلاح الدين" في الاتجاهين، مع السماح بتحرك الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها عبر طريق البحر المعروف باسم شارع "الرشيد". وهو أمر يذكّر بالأحداث التي شهدتها المنطقة مع بدء تقسيم القطاع، والتوغل البري، وإجبار الأهالي على النزوح جنوباً.

وجاءت العملية البرية للاحتلال الإسرائيلي بعد أيام فقط من استئناف "إسرائيل" عدوانها على غزة يوم 18 آذار/مارس الجاري، عبر عمليات قصف جوي عنيف أودت بحياة أكثر من 500 فلسطيني، وإصابة المئات، فضلاً عن تدمير البيوت وعدد من المنشآت، وما تزال عمليات القصف مستمرة.

ويقول المختص بالشؤون الإسرائيلية، ياسر مناع، إن "تل أبيب" تناور في محاولة لفرض شروطها والضغط على "حماس" من أجل القبول بالمقترح الإسرائيلي الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل، وإبرامها دون الوصول للمرحلة الثانية، وإلا ستعود إسرائيل للحرب والقتال على غرار سابقتها ما قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار، مضيفاً أن "ذلك يعيد المفاوضات بين الاحتلال وحماس إلى نقطة الصفر".

واعتبر مناع في حديث مع "قدس برس" أن ما يجري حالياً في القطاع "دخول في مرحلة جديدة تهدف إلى إنهاء حكم حماس، من خلال القصف الجوي باستهداف متعمد للمدنيين والبنى التحتية، ومطالبة سكان الشمال بالإخلاء، والعودة إلى عمليات الإبادة والتهجير والتجويع، إضافة إلى اغتيال الشخصيات الفاعلة في حماس".

وعقب مناع على ذلك بقوله: "تعتقد إسرائيل أن ذلك يدفع باتجاه حراك شعبي يطالب بإنهاء حكم حماس داخل القطاع".

وتابع: "الاحتلال يسعى لنشر الفوضى، وهو واقع في معضلة اليوم التالي ومن سيدير القطاع. وقد حاول إيجاد بدائل محلية وإقليمية ودولية لحكم القطاع ولكنه فشل، وبالتالي لن يعلن الاحتلال إنهاء الحرب ولا الانسحاب من قطاع غزة".

لافتاً إلى أن "أهداف إسرائيل واضحة، فهي لا تريد أي جسم سياسي فلسطيني لإدارة القطاع، وتحاول الضغط على الدول العربية والإقليمية لإيجاد إدارة دولية أو إقليمية أممية، بغض النظر عن طبيعتها، لإدارة القطاع".

بدوره، يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة، أن الاحتلال لم يوقف الحرب أصلاً حتى يستأنفها، وهذا الأمر كان يحكم توجهات نتنياهو منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر وحتى بداية كانون الثاني/يناير الماضيين، إلا أن ما دفعه لذلك هو الضغط غير المتوقع من الإدارة الأمريكية.

ويعرب جعارة عن اعتقاده أن الاحتلال يرى بهذا أسلوباً وحيداً وناجحاً للضغط على "حماس" لتقديم تنازلات بالمسار التفاوضي، متوقعاً أن "يستمر هذا العدوان البري وربما يتوسع في حال لم يجد الاحتلال تقدماً في هذا المسار، إضافة إلى مغازلة علنية يبديها نتنياهو نحو التيار الديني المتطرف في حكومته".

ويدلل على ذلك بعودة المتطرف إيتامار بن غفير إلى حكومة الاحتلال، وسط ترحيب نتنياهو الذي يواجه تحديين كبيرين خلال الأيام القادمة، الأول المتمثل بإقرار الموازنة العامة في نهاية الشهر الجاري، والثاني بفرض التجنيد الإجباري في الجيش على "الحريديم"، في ظل فتاوى متناقضة بين الحاخامات اليمينيين.

وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء 18 آذار/مارس الجاري عدوانًا واسعًا على غزة، مستأنفةً حرب الإبادة مجددًا ضد القطاع. وأسفرت الغارات منذ ذلك الوقت عن استشهاد مئات الفلسطينيين، بينهم أطفال، وإصابة مئات آخرين، بعضهم في حالات خطيرة.

وترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، مما أسفر عن أكثر من 161 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

 

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
في محاولة لإحياء الثروة الحيوانية... شاب غزّي يُنشئ فقاسة دواجن منزلية
يوليو 2, 2025
في مواجهة سياسة الأمر الواقع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، والقيود الصارمة على إدخال الدواجن واللحوم إلى قطاع غزة، قرر الشاب الغزّي أحمد أبو أمين خوض تجربة فريدة بإنشاء فقّاسة دواجن منزلية بدائية، تعتمد في إنارتها على مصابيح "LED" موصولة ببطارية، ضمن شبكة توصيل بسيطة. أحمد، الذي ورث مهنة تربية الدواجن عن والده، قرر تحدي الظلام
مبادرة ترامب للتهدئة في غزة: مقترح "ملغوم" يفتقر للضمانات ويكرّس الواقع القائم
يوليو 2, 2025
أثار مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، والذي يتضمن ترتيبات جزئية لتبادل الأسرى وتخفيف محدود للحصار، موجة من التحفظات لدى محللين فلسطينيين وعرب، رأوا فيه طرحاً غير متوازن يفتقر إلى الضمانات الحقيقية لوقف دائم للعدوان أو لتأمين الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة في القطاع. واعتُبر المقترح، الذي يأتي قبيل
"إسرائيل" تقتل مدير المستشفى الإندونيسي الدكتور مروان السلطان وعائلته في قصف على منزله بغزة
يوليو 2, 2025
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للطواقم الطبية، استشهد مدير المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة الدكتور مروان السلطان، برفقة زوجته وخمسة من أبنائه، إثر قصف جوي نفذته طائرات الاحتلال استهدف منزله في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، وفق ما أكدته مصادر طبية في مستشفى الشفاء ومصادر صحفية متطابقة. وأعلنت وزارة الصحة
صحة غزة: 142 شهيدا و487 جريحا وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
يوليو 2, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة نقل 142 شهيدا فلسطينيا، (بينهم 3 شهداء انتشال)، و487 جريحا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة، في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025، وصلت إلى 6,454 شهيدا و22,551 جريحا، مشيرة إلى أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام
"الأورومتوسطي": 85% من مساحة قطاع غزة خاضعة لسيطرة إسرائيلية مباشرة أو مشمولة بأوامر إخلاء
يوليو 2, 2025
اتهم "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" (حقوقي مقره جنيف)، "إسرائيل" بمواصلة ارتكاب جريمة التهجير القسري بحق سكان قطاع غزة، في إطار سياسة معلنة وممنهجة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه الأصليين، وذلك باستخدام أدوات متعددة، تشمل القصف واسع النطاق، والتجريف، والتجويع، وتدمير البنية التحتية، والطرد بالقوة العسكرية، وأوامر الإخلاء القسري. وقال المرصد، في بيان صحفي اليوم
إيرلندا تبحث مشروع قانون يجرّم استيراد منتجات المستوطنات
يوليو 2, 2025
تواصل اللجنة المشتركة للشؤون الخارجية والتجارة في أيرلندا، اليوم الأربعاء، جلسات الاستماع بشأن مشروع قانون المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (حظر استيراد السلع)، وهو مشروع تدعمه الحكومة ويهدف إلى تجريم واردات المنتجات القادمة من مستوطنات الضفة الغربية، التي تُعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي. وكان الاجتماع قد بدأ أمس الثلاثاء، حيث قدّم كبار المسؤولين