الاحتلال يصادق على بناء أكثر من 10 آلاف و 500 وحدة استيطانية منذ بداية العام

كشف النقاب عن أن سلطات الاحتلال صادقت في أقل من ثلاثة أشهر (منذ بداية العام الجاري)، على خطط بناء في المستوطنات أكثر مما صادقت عليه في العام الماضي بأكمله، حيث تمت الموافقة على بناء 10 آلاف و 503 وحدات استيطانية ، مقارنة بـ تسعة آلاف و 971 وحدة استيطانية في عام 2024 بأكمله.
وقالت حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية المتخصصة في مراقبة النشاطات الاستيطانية: إنه في يونيو/حزيران 2023، ألغت حكومة نتنياهو-سموتريتس السيطرة المباشرة للمستوى السياسي على إجراءات التخطيط في الأراضي الفلسطينية.
وحتى هذا القرار، فإن كل مرحلة في عملية المضي قدماً بالخطط في المستوطنات تتطلب موافقة مسبقة من وزير جيش الاحتلال.
وأوضحت أنه بعد مرور عام ونصف تقريباً، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حدث تغيير كبير في وتيرة الموافقة على الخطط الاستيطانية في الأراضي المحتلة: فبدلاً من اجتماع واحد كل ربع سنة، بدأ مجلس التخطيط في الاجتماع أسبوعياً والموافقة على مئات الوحدات الاستيطانية. وأشارت الحركة إلى أنه بهذه الطريقة تسعى حكومة الاحتلال إلى تطبيع التخطيط في المستوطنات وتقليل الاهتمام والانتقادات العامة والدولية، كما تستغل حكومة الاحتلال أيضًا الحرب وتركيز الاهتمام العام والعالمي في المقام الأول على غزة، "لملء احتياطيات التخطيط الاستيطاني " بحيث يكون هناك أكبر عدد ممكن من الخطط الاستيطانية التي يمكن بناؤها في المستقبل.
وقالت السلام الآن: إنه "بدلاً من الاهتمام بالأسرى الإسرائيليين وضمان أمن إسرائيل، تبذل حكومة نتنياهو-سموتريتش قصارى جهدها لتعميق الصراع ومنع أي فرصة لتسوية مستقبلية من شأنها أن تحقق الأمن والهدوء لإسرائيل، حيث تروج حكومة الاحتلال لبرامج "تسريع" على نطاق غير مسبوق في جميع أنحاء الضفة الغربية، محذرة من أن هذا سيُجبر الشعب الإسرائيلي بأكمله في نهاية المطاف على دفع ثمنها من خلال استمرار سفك الدماء".
تغييرات في مجلس التخطيط الأعلى
ولفتت الحركة أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2024، تم تعيين المهندس السابق في مجلس السامرة الإقليمي الاستيطاني يهودا القلعي مديراً لمكتب التخطيط في الإدارة المدنية (هيئة مدنية تابعة لجيش الاحتلال).
وبحسب التقارير ، دفع الوزير سموتريتش بتعيينه في هذا المنصب في إطار رغبته في تسريع وتيرة التخطيط في المستوطنات، ونُقل عنه قوله : "أود أن أهنئ وأتمنى النجاح الكبير ليهودا القلعي على توليه هذا المنصب المهم والبارز.
وأضافت أنه منذ تعيين القلعي، تمت الموافقة على الخطط الاستيطانية بوتيرة سريعة للغاية، وفي بعض الأحيان بعد أيام قليلة فقط من وضعها على طاولة المجلس الأعلى للتخطيط.
ووفق الحركة، يرتبط التقدم السريع في تنفيذ الخطط الاستيطانية أيضًا بخطوات الضم التي نفذتها حكومة الاحتلال في العامين الأخيرين. يبدو أن أعضاء إدارة الاستيطان التي أنشأها الوزير سموتريتش، إلى جانب المستشارين القانونيين الذين حلوا محل المستشار القانوني للإدارة المدنية (الذين، كما شهد سموتريتش عنهم: " لديهم حمض نووي مختلف تمامًا ") يمكّنون من القيام بأعمال لم تكن ممكنة من قبل. إلى جانب هذه الخطوات، تجدر الإشارة أيضاً إلى انضمام ممثل عن وزارة الاستيطان إلى عضوية المجلس الأعلى للتخطيط، كجزء من تسييس عملية التخطيط في الأراضي.
وأشارت "السلام الآن" إلى أنه من الممكن رؤية مثال على التغيير في الخطة رقم 512/2 في مستوطنة أوتنيل جنوب الخليل.
وتهدف الخطة إلى إضفاء الشرعية على عشرات الوحدات الاستيطانية التي تم بناؤها بشكل غير قانوني قبل عقود من الزمن وإضافة وحدات إضافية إليها، بإجمالي 156 وحدة استيطانية.
تعميق الاحتلال والصراع وصولاً إلى الضم
وأكدت "السلام الآن"، أن الغالبية العظمى من الخطط الاستيطانية التي تمت الموافقة عليها في الأشهر الأخيرة تتعلق بالمستوطنات في عمق الضفة الغربية، وهو ما يشكل ضرراً بالغاً لاستمرارية الوجود الفلسطيني وإمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
علاوة على ذلك فإن بناء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة من شأنه أن يؤدي إلى جلب ما بين 40 إلى 50 ألف مستوطن إضافي.
ومن بين أمور أخرى، تمت الموافقة على خطط لإنشاء أحياء جديدة تضم مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنات مثل إيتمار (284 وحدة)، ويكير (464 وحدة)، وكوخاف يعقوب (1016 وحدة)، وأسبر (509 وحدات)، ومعاليه عاموس (561 وحدة).
وفي شرق مستوطنة "أدورا" شمال غرب الخليل (جنوب الضفة)، تمت المصادقة على مخطط لبناء 292 وحدة استيطانية لتوسيع بؤرة "أدورا شرق" التي أقيمت هناك مؤخراً.
وتهدف الخطة فعليا إلى مضاعفة الاستيطان المعزول، مشيرة إلى أن البؤرة الاستيطانية أقيمت على أنقاض التجمع الفلسطيني خربة الطيبة، الذي طرده الجنود والمستوطنون بعنف في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي مستوطنة تالمون غرب رام الله (وسط الضفة)، تمت المصادقة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة على مخططات لبناء 1628 وحدة استيطانية، وهو ما سيزيد المساحة وعدد المستوطنين فيها بشكل كبير. وبالاشتراك مع الخطط الأخرى التي تمت الموافقة عليها مؤخرًا، فمن الممكن أن تصبح هذه المستوطنة مدينة تضم عشرات الآلاف من السكان.
هذا وتشير التقديرات إلى وجود نحو 700 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية أقيمت على أراض فلسطينية، وتم بناء بعضها على مقربة من المراكز السكانية الفلسطينية، ويقع أحدها في الخليل في قلب المدينة الفلسطينية. وفي شرقي القدس المحتلة يوجد 14 حيا استيطانيا إسرائيليا، يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.