الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمَيها لليوم الـ58.. ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية لليوم الـ58، وعلى مخيم "نور شمس" لليوم الـ45، في ظل تصعيد عسكري وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل. وقد أسفر هذا العدوان عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 24 ألف فلسطيني من مخيمي "نور شمس" وطولكرم.
ودفعت قوات الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، بتعزيزات عسكرية من الآليات إلى مدينة طولكرم ومخيميها، ونشرت فرق المشاة في حارات المخيمين ومحيطهما، وداخل المنازل التي تستولي عليها، وسط حصار مشدد تفرضه عليهما.
واقتحمت قوات الاحتلال، برفقة مدرعتين عسكريتين من نوع "إيتان"، بلدة "عتيل" شمال طولكرم، وجابت شوارعها قبل التوجه إلى مدينة طولكرم مرورًا بضاحية "شويكة"، وصولًا إلى شارع "نابلس" المحاذي لمخيم "نور شمس". ثم تحركت القوات نحو بلدتي "عنبتا" و"كفر اللبد"، حيث نفذت جولات استفزازية وأعاقت حركة المركبات قبل الانسحاب باتجاه قرية "شوفة".
وأجبرت قوات الاحتلال سكان عمارة "الغصون" في منطقة "دائرة السير" بالحي الشمالي، المحاذية لشارع "نابلس"، على إخلاء منازلهم تحت التهديد. كما استولت على نحو 10 عمارات سكنية تضم عشرات الشقق، أجبر سكانها على المغادرة قسرًا، وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية، وأغلقت المنطقة بالكامل.
وكثّفت قوات الاحتلال وجودها العسكري، وأغلقت أجزاءً منه بالسواتر الترابية، وسط قيود مشددة على حركة المركبات، حيث تقوم بإيقافها وتفتيشها واحتجاز الركاب بعد التدقيق في هوياتهم لفترات طويلة.
وواصلت قوات الاحتلال إجبار سكان حارة "الربايعة" في مخيم طولكرم على إخلاء منازلهم تحت التهديد، ما أدى إلى تصاعد موجة النزوح في الأحياء الواقعة على أطراف المخيم، لا سيما في حارات "الحدايدة" و"المطار" و"الربايعة" و"قاقون" و"مربعة حنون".
ونشرت قوات الاحتلال آلياتها في محيط مخيم "نور شمس" وفي حارة "المنشية"، وسط حصار مطبق يعيشه المخيم مترافق مع استيلاء قوات الاحتلال على عشرات المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها.
وأسفر التصعيد المتواصل في مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، إلى جانب إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 24 ألف شخص من مخيمي "طولكرم" و"نور شمس"، حوالي 4000 عائلة، بالإضافة إلى عشرات العائلات من "الحي الشمالي" للمدينة.
وأدى العدوان المتواصل إلى دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والإحراق والتخريب والنهب والاستيلاء، حيث دُمّر 396 منزلًا بالكامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم و"نور شمس"، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
ويأتي هذا العدوان المتواصل في سياق سياسة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، التي تستهدف الفلسطينيين بمختلف أشكال القمع، من اعتقالات وهدم وتهجير قسري، ضمن مخططات تهدف إلى فرض السيطرة على الأرض وتهويدها.