الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمَيها لليوم الـ60 وسط تصعيد عسكري وتهجير قسري

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية لليوم الـ60، وعلى مخيم "نور شمس" لليوم الـ47، في ظل تصعيد عسكري وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل. وقد أسفر هذا العدوان عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 24 ألف فلسطيني من مخيمي "نور شمس" وطولكرم.
وقالت "اللجنة الإعلامية في طولكرم"، في تقريرها الصادر اليوم الخميس، تلقته "قدس برس"، أن الاحتلال دفع بتعزيزات كبيرة من الآليات والجرافات إلى مخيمي طولكرم و"نور شمس"، تزامنًا مع استمرار نزوح سكان حارتي "الحدايدة" و"الربايعة"، بعد طردهم من منازلهم تحت تهديد السلاح.
وأجبرت قوات الاحتلال أهالي منازل تعود لعائلة أبو جاموس في منطقة الحي الشرقي للمدينة القريبة من حارة "أبو الفول" في المخيم، على إخلاء منازلهم وأمهلتهم وقتًا قصيرًا للمغادرة.
وعززت قوات الاحتلال وجوده العسكري في مخيم "نور شمس"، وأرسلت آليات وجرافات إلى "جبل النصر"، حيث يعاني المخيم من حصار مطبق، مصحوبًا باحتلال عشرات المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها منها.
وقامت قوات الاحتلال باقتحام حارة "المحجر" الليلة الماضية، ودهمت منازل تعود لعائلات فحماوي، عليان وأبو السمن، حيث تم تكسير الأبواب، كما سمع إطلاق نار في منطقة "جبل النصر"، بالتزامن مع إلقاء قنابل ضوئية في حارة "المنشية"، وانتشار الآليات العسكرية في حارتي "المنشية" و"المسلخ".
وأقدمت جرافات الاحتلال في وقت لاحق، على إغلاق القاطع الثاني لشارع "نابلس" باتجاه المدينة بالسواتر الترابية، بعد يومين من إغلاق المقطع الأول في الاتجاه المعاكس، مما أدى إلى عزل المدينة عن محيطها بشكل شبه كامل، وشل حركة التنقل في المنطقة.
وتستمر قوات الاحتلال في الاستيلاء على 10 عمارات سكنية في محيط منطقة "دائرة السير" في الحي الشمالي المحاذي لشارع "نابلس"، والتي تضم عشرات الشقق السكنية، حيث أجبرت سكانها على إخلائها قسريًا وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وأسفر التصعيد المتواصل في مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، إلى جانب إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 24 ألف شخص من مخيمي "طولكرم" و"نور شمس"، حوالي 4000 عائلة، بالإضافة إلى عشرات العائلات من "الحي الشمالي" للمدينة.
وأدى العدوان المتواصل إلى دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والإحراق والتخريب والنهب والاستيلاء، حيث دُمّر 396 منزلًا بالكامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم و"نور شمس"، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
ويأتي هذا العدوان المتواصل في سياق سياسة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، التي تستهدف الفلسطينيين بمختلف أشكال القمع، من اعتقالات وهدم وتهجير قسري، ضمن مخططات تهدف إلى فرض السيطرة على الأرض وتهويدها.