نابلس.. قوات الاحتلال تجبر عشرات العائلات على مغادرة منازلها في مخيم بلاطة

أجبرت قوات الاحتلال عشرات العائلات الفلسطينية على مغادرة منازلها بالقوة، والخروج من مخيم بلاطة شرق نابلس شمالي الضفة الغربية.
ونفذت قوات الاحتلال عمليات تفتيش داخل المنازل وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت حتى لحظة مساء اليوم الأربعاء، أكثر من 30 شابا، وأخضعتهم للتحقيق الميداني، وأفرجت عن بعضهم لاحقا.
وبدأت قوات الاحتلال صباح اليوم عملية عسكرية في نابلس، وقالت إذاعة الجيش إن "قوة من 3 كتائب ووحدتين من القوات الخاصة وحرس الحدود تعمل في مخيم بلاطة".
ويقول نائب رئيس لجنة الخدمات الشعبية للمخيم أحمد ذوقان إن "الاحتلال الإسرائيلي لا يحتاج إلى مبرر لعدوانه على الشعب الفلسطيني، فهو يحاول إقناع الرأي العام الداخلي والعالمي أنه يلاحق المقاومين، لكنه في الحقيقة يريد أن يشبع دمويته ووحشيته بقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين".
وأضاف في حديثه لـ"قدس برس"، أن "ما يجري من ابادة جماعية في قطاع غزة خير دليل، فهو يقتل من أجل القتل فقط. لذلك فهو يشن عدوانه على مخيمات شمال الضفة الغربية منذ أكثر من شهرين في جنين وطولكرم، واليوم جاء الدور على مخيم بلاطة".
ويشير إلى أن "الاحتلال كان دوما يحرض على مخيم بلاطة، ويقتحمه ويداهم البيوت والمؤسسات ويعلق منشورات على جدرانه، ويحذر سكانه من إيواء المقاومين، وإلا سيواجهون مصيرا مشابها، وهو ما يجري اليوم".
ولم تسلم الطواقم الطبية والصحفية من الاعتداءات، فقد أصيب صحفي بقنبلة غاز في ساقه خلال تغطيته للعدوان، في حين منع جنود الاحتلال الطواقم الطبية من التحرك داخل المخيم.
وأكّد مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر بنابلس عميد صبح، أن "طواقم الهلال الأحمر على أهبة الاستعداد لأي تطور قد ينتج عن هذا الهجوم، ولكن آليات الاحتلال أغلقت كافة مداخل المخيم، ولم تسمح لنا حتى بالتحرك مشيا على الأقدام"، لافتا إلى "ضرورة التدخل والضغط عليه للسماح بالعمل ونقل بعض الحالات المرضية وخاصة غسيل الكلى للمستشفيات".
وأدت العملية العسكرية إلى شلل كامل في كافة القطاعات الحيوية، وقد توقفت العملية التعليمية في مدارس المخيم والمدارس المقامة في محيطه.
وأُسّس مخيم بلاطة عام 1950 في الضفة الغريبة شرقي مدينة نابلس على أرض زراعية استأجرتها حكومة الأردن من أراض تابعة لقرية بلاطة بأقصى الطرف الغربي من سهل عسكر.
ينحدر سكانه من عشرات القرى التابعة لمناطق اللد والرملة ويافا، والعديد منهم أصولهم بدوية.
ويعد مخيم بلاطة أحد أعلى مخيمات الضفة الغربية كثافة سكانية، حيث يعيش فيه أكثر من 25 ألف نسمة على مساحة لا تزيد عن 250 دونما فقط.
وأنشأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خيمة خاصة بالتدريس يجلس فيها الطلبة على الأرض، ثم تطور نظام التعليم حتى أُنشئت 4 مدارس تابعة للوكالة داخل المخيم تشمل المراحل الابتدائية والإعدادية حتى الصف العاشر، ثم ينتقل الطلاب إلى المدارس الحكومية.
وتعاني مدارس المخيم اكتظاظا في الصفوف المدرسية، ولذلك لجأت إلى تقسيم الدوام إلى فترتين في اليوم الواحد.
ويوجد في المخيم شارع رئيسي وحيد فيه محلات تجارية ومسجد، إلى جانب شوارع فرعية غير معبدة وطرق وممرات بين البيوت والخيام، ويتأزم الوضع خلال فصل الشتاء بسبب الوحل وغرق الخيام أما في فصل الصيف فيعاني المخيم من ارتفاع درجات الحرارة.
وبسبب زيادة حالة اللجوء إلى المخيم وزيادة عدد سكانه في ظل المساحة الجغرافية نفسها، زادت مرحلة التوسع العمودي العشوائي.
كما يعاني المخيم منذ تأسيسه من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتدنّي المستوى الاقتصادي للعديد من الأسر، وتفاقم هذا الوضع بسبب سياسة تقليص الخدمات التي انتهجتها "أونروا".
وأسست "أونروا" منذ إنشائها المخيم عددا من المنشآت الصحية تمثلت بخيمة فيها عيادة ثم تطورت لتصبح مركزا صحيا هو الوحيد في المخيم، ويعاني القطاع الصحي من نقص في الخدمات وعدد الأطباء والأدوية.
كما يعاني المخيم من الاجتياحات المتكررة من قبل قوات الاحتلال وبعض الإجراءات التعسفية من حصار مشدد وحظر تجوال وحملات دهم بحثا عن مقاومين فلسطينيين.