هل يشعل "عيد الفصح" العبري شرارة الانفجار في "الأقصى"؟

حذر متخصصون في شؤون القدس من خطورة "عيد الفصح" العبري لهذا العام، والذي يبدأ مع غروب شمس بعد غد السبت، ويستمر 7 أيام في ظل مخططات متصاعدة لجماعات "الهيكل" المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وتنفيذ طقوس تلمودية فيه، وعلى رأسها "ذبح القربان الحيواني" داخل باحاته.

خطة ذبح القربان

وأكد الباحث المقدسي زياد ابحيص أن "جماعات الهيكل بدأت مبكرًا التمهيد لعدوان واسع النطاق على الأقصى، عبر نشر صور متخيلة لإقامة مذبح القربان في مكان قبة السلسلة، شرق قبة الصخرة، مترافقة مع مشاهد لطقوس تقديم القربان الحيواني يشرف عليها (كهنة الهيكل) المزعوم".

وقال ابحيص إن "وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، المتطرف إيتمار بن غفير، دشّن رسميًا عودة الاقتحامات للأقصى عقب عيد الفطر، بينما أطلق نشطاء (الهيكل) حملة لتهريب القرابين الحيوانية إلى الأقصى على مدار هذا الأسبوع، استعدادًا لتقديمها بالتزامن مع عيد الفصح".

وفي السابع من الشهر الجاري، نشر الناشط المتطرف أرنون سيجال صورة جديدة متخيلة للمذبح التوراتي وقد أُقيم مكان قبة السلسلة، تحيط به طقوس تقديم قربان على نار مشتعلة وخروف صغير معدّ للذبح، في مشهد يستدعي سردية "الهيكل" التوراتية، وفق ما أشار إليه الباحث المقدسي.

وأوضح ابحيص أن هذه الجماعات "تروّج لفكرة زائفة بأن قبة السلسلة بُنيت خصيصًا لطمس معالم المذبح"، مشيرًا إلى "محاولتها بين عامي 2010 و2013 تعطيل مشروع ترميم القاشاني الذي يغطيها بزعم أنه يخفي الآثار التوراتية".

وأضاف: "تسعى جماعات الهيكل لفرض طقس ذبح القربان داخل المسجد الأقصى كخطوة رمزية لتأسيس الهيكل المزعوم، وتعتبره ذروة الطقوس التوراتية، بل وتربطه بالخلاص الإلهي وعودة المخلّص الذي يخضع الأمم لشعب (إسرائيل)".

وبحسب ابحيص، "خصصت جماعات الهيكل دعمًا ماليًا لتأمين مواصلات المستوطنين إلى الأقصى خلال عيد الفصح، وأعلنت منظمة (جبل الهيكل في أيدينا) عن رحلات مدعومة وجولات مجانية في الأقصى، في محاولة لحشد أكبر عدد ممكن من المقتحمين".

وأشار إلى أن هذه الجماعات "نشرت جدولًا لاقتحامات مركزية للمسجد الأقصى ما بين 14 و17 من الشهر الجاري، تشمل خمس جولات يومية برفقة حاخامات وشخصيات مؤثرة، في سياق مساعٍ لتحويل الأقصى إلى مركز للعبادة التوراتية رغم مظهره الإسلامي".

ولفت الباحث المقدسي إلى أن "شرطة الاحتلال أصدرت تعليمات خطيرة تتعلق باقتحام المسجد الأقصى خلال العيد، تؤكد من خلالها تسهيل دخول أعداد كبيرة من المقتحمين الصهاينة، مع ضمان حرية أدائهم للطقوس التوراتية داخل الأقصى".

وقال ابحيص: "شرعت شرطة الاحتلال في تنفيذ خطة أمنية لضمان حماية المقتحمين الصهاينة، حيث تعهدت بتوفير حراسة مشددة لهم خلال الاقتحامات".

وأضاف أن "تعليمات الشرطة تشير إلى أنها تتوقع اقتحامات واسعة، موضحة أنه سيتم إدخال فوج من المقتحمين كل عشر دقائق، مما يعني إدخال 30 فوجًا يوميًا إلى الأقصى".

وأكد ابحيص أن "هذا الرقم قد يرتفع إذا تم تمديد وقت الاقتحام كما جرت العادة في مواسم العدوان السابقة".

وتابع ابحيص بالقول: "لم تذكر الشرطة أي تعليمات تتعلق بمنع أداء الطقوس التوراتية داخل المسجد، مثل (السجود الملحمي) أو إدخال أدوات الطقوس التوراتية. هذه الطقوس، التي أصبحت جزءًا من الاقتحامات اليومية، تتم تحت حماية شرطة الاحتلال".

صفقة خطيرة

من جانبه، حذر أستاذ دراسات بيت المقدس عبدالله معروف من "خطورة التصريحات التي أدلى بها المتطرف أبيعاد فيسولي، محامي جماعات المعبد المتطرفة وأحد مؤسسيها، والتي تعكس تغيرًا خطيرًا في رؤيتها للمسجد الأقصى المبارك".

وأوضح معروف أن "فيسولي اعتبر، في تصريحات نشرها عبر منصات التواصل، أن المسلمين لم يعودوا يظهرون أي اعتراض على الطقوس الدينية التي تؤديها جماعات المعبد داخل المسجد الأقصى، ولا على إقامة كنيس مؤقت أو وجود مدرسة دينية فيه، وأن ما يثير استياءهم فقط هو اقتحام المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد!".

وأضاف معروف، في منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، أن فيسولي "اقترح التوصل إلى صفقة تقضي بمنع بن غفير من اقتحام الأقصى، مقابل السماح للمستوطنين بالدخول بحرية تامة أيام السبت، دون التقيد بنظام المجموعات، مع تمديد ساعات الاقتحام".

وأشار إلى أن "فيسولي دعا علنًا بن غفير لمحاولة إنجاز هذه الصفقة"، معتبرًا أنها تمثل تغييرًا جذريًا في (حقوق) المستوطنين داخل الأقصى، ما يعكس سعيًا واضحًا لفرض وقائع جديدة فيه".

وأكد الأكاديمي الفلسطيني أن هذه التصريحات "تكشف مراقبة جماعات المعبد للمشهد الإعلامي والسياسي العربي، حيث لاحظت أن الإدانات الرسمية لا تصدر إلا عند اقتحام بن غفير للأقصى، ما فهمته هذه الجماعات على أنه ضوء أخضر لفرض وجودها داخل المسجد، بشرط غياب الشخصيات السياسية المثيرة للجدل".

وقال معروف إن "هذا الفهم المغلوط يقود إلى نتيجتين خطيرتين: الأولى قلة التركيز الإعلامي والسياسي العربي الرسمي على الاقتحامات وحصرها في اقتحامات شخصيات محددة مثل بن غفير يؤدي لجعل مسألة وجود المستوطنين داخل المسجد الأقصى مسألة أمرٍ واقع".

وأضاف أن النتيجة الثانية هي أن "المستوطنين يعتبرون أن ما وصلوا إليه من إنجازات في المسجد الأقصى حق لهم ويريدون المزيد، ويريدون أن يصوروا القضية على أنها لا تتمحور حول وجودهم نفسه في الأقصى، وهم يعلنون بوضوح أنهم يقيمون كنيساً مؤقتاً بالفعل داخل الأقصى".

كما نبه معروف إلى أن "جماعات المعبد تحاول كل عام تنفيذ طقس (ذبح القربان) – وهو عبارة عن ماعز صغير – داخل المسجد الأقصى، وتعرض جوائز كبيرة لمن ينجح في تهريب القربان إلى داخله، غير أن حراس الأقصى وشرطة الاحتلال حالت دون تنفيذ ذلك حتى الآن، مخافة انفجار الأوضاع".

وبيّن أن هذه الجماعات "تعوّل هذا العام على دعم بن غفير، الذي يسيطر بشكل متزايد على أجهزة الأمن، لتنفيذ هذا الطقس علنًا أو على الأقل التغاضي عنه، بعد أن نجح في تحجيم دور جهاز (الشاباك) الذي كان يعارض هذه الخطوة بشدة".

وختم معروف بالتحذير من أن "طقس ذبح القربان هو آخر الطقوس التوراتية الكبرى التي لم تنفَّذ بعد داخل المسجد الأقصى، وأن جماعات المعبد تأمل أن يكون هذا العام هو عام الاختراق الأخطر".

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
فتوح: استهداف "إسرائيل" لمراكز الإيواء في غزة "انتقام أيديولوجي"
يونيو 28, 2025
قال رئيس "المجلس الوطني الفلسطيني" روحي فتوح، إن استهداف الجيش الإسرائيلي المتكرر لأماكن إيواء النازحين في قطاع غزة، "يفضح العنف الإبادي، والانتقامي الأيديولوجي من الفلسطينيين". وأضاف فتوح، في بيان له اليوم السبت، إن "قوات الاحتلال تواصل سياسة الأرض المحروقة، والتطهير العرقي بحق شعب محاصر، باستهدافها المتكرر لمراكز الإيواء التابعة لوكالات أممية في قطاع غزة". ويواصل
"أنصار الله": استهدفنا هدفا حساسا للعدو في منطقة بئر السبع بصاروخ بالستي
يونيو 28, 2025
أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية أنها استهدفت هدفا حساسا في دولة الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ بالستي. وقالت الجماعة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم السبت، "انتصارًا لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه الأعزاء، وردًّا على جرائمِ العدوِّ الصهيونيِّ المُجرمِ بحقِّ المدنيِّينَ في قطاعِ غزةَ، نفَّذتِ القوَّةُ الصاروخيَّةُ في القوَّاتِ المسلَّحةِ اليمنيَّةِ، بتوفيقِ اللهِ وتسديدِه، عمليَّةً عسكريَّةً نوعيَّةً
"الإعلام الحكومي": ارتفاع عدد الشهداء من الأطفال بسبب سوء التغذية إلى 66 جراء منع دخول الغذاء
يونيو 28, 2025
أعلن "المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة"، عن ارتفاع عدد الأطفال الذين استُشهدوا نتيجة سوء التغذية الحاد إلى 66 طفلاً، بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الضعيفة، لا سيما الرضّع والمرضى. وأكد المكتب، في بيان صحفي اليوم السبت، تلقته "قدس برس"، أن هذا التصعيد يمثل جريمة حرب
حزب "الخضر" الألماني يطالب بحظر تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال
يونيو 28, 2025
طالبت رئيسة حزب "الخضر" الألماني، فرانتسيسكا برانتنر، بحظر تصدير أسلحة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي يمكن استخدامها في قطاع غزة. وقالت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في برلين، اليوم السبت، إن "انتهاك الالتزامات الدولية في هذه الحالة صارخ لدرجة تُلزم الحكومة الألمانية بأن تكون واضحة: لا يجوز تسليم المزيد من الأسلحة الألمانية التي يمكن استخدامها في
إعلام عبري: انفجار شرق بئر السبع عقب إطلاق صاروخ من اليمن
يونيو 28, 2025
أفادت /هيئة البث/ الإسرائيلية بسماع دوي انفجار بمنطقة "عراد" شرق بئر السبع، بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن. ودوت صفارات الإنذار، صباح اليوم السبت، في مناطق واسعة جنوب فلسطين المحتلة، بعد إطلاق صاروخ من اليمن فيما طالب الاحتلال المستوطنين بالتوجه الى الملاجئ. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، "نفذنا محاولات لاعتراض صاروخ أطلق من اليمن
بينهم صحفي.. الجيش الإسرائيلي يعتقل 27 فلسطينيا بالضفة الغربية
يونيو 28, 2025
اعتقل الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، 27 فلسطينيا بينهم صحفي أثناء اقتحامات واسعة نفذها في مدن وقرى محافظات الضفة الغربية المحتلة. وتركزت الاعتقالات في محافظات نابلس وقلقيلية وسلفيت وجنين شمالي الضفة، بحسب بيان صدر عن مكتب إعلام الأسرى (تابع لحركة حماس). واعتقلت قوات إسرائيلية الأسير المحرر مصعب قطاوي على حاجز دير شرف شمالي مدينة نابلس،