نعيم: مستشفى المعمداني خرج عن الخدمة بعد قصفه ومئات الجرحى يبحثون عن مشافي للعلاج

أعلن مدير مستشفى المعمداني (الأهلي) في غزة، فضل نعيم، عن خروج المستشفى عن الخدمة، إثر قصف إسرائيلي مباشر استهدفه وأدى إلى تدمير أقسام حيوية تشمل قسم الطوارئ، الأشعة، المختبر، وصيدلية المستشفى.
وأوضح نعيم، في تصريحات صحفية اليوم الأثنين، تلقتها "قدس برس"، أن القصف تسبب في تشريد مئات المرضى والجرحى الذين باتوا يبحثون عن مشافٍ للعلاج. وأضاف: "نحاول حالياً إيجاد بدائل وإنشاء أقسام طوارئ ومستشفيات صغيرة لتقديم الخدمة الطبية".
وأشار إلى أن المستشفى، الذي كان يقدم الرعاية لنحو 100 مريض وجريح، لم يعد قادراً الآن سوى على خدمة 30 فقط، مؤكدًا أنه لا يمكن استقبال أي حالات جديدة. وأضاف نعيم: "الاحتلال لا يحتاج إلى أي مبرر لاستهداف المستشفيات والمرافق الصحية".
ووصف مدير عام "المكتب الإعلامي الحكومي في غزة"، إسماعيل الثوابتة، في بيان صحفي اليوم الأثنين، تلقته "قدس برس"، قصف مستشفى "المعمداني" بأنه "جريمة حرب مكتملة الأركان"، موضحًا أنه كان من آخر المستشفيات العاملة شمالي القطاع، ويضم مئات المرضى والطواقم الطبية.
وأكد الثوابتة أن هذا الاعتداء الوحشي يأتي ضمن سياسة ممنهجة تستهدف تدمير كل مقومات الحياة في غزة، ويشكّل تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي. وأضاف: "الوضع الصحي في غزة كارثي، والمنظومة الصحية على وشك الانهيار الكامل بسبب الضغط الهائل وتراجع الإمكانيات".
وأشار إلى أن خروج "المعمداني" عن الخدمة يشكل ضربة قاسية تضاف إلى خروج أكثر من 36 مستشفى وعشرات المراكز الطبية، كليًا أو جزئيًا، محذرًا من أن النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب انقطاع الكهرباء واستهداف الطواقم الطبية، جعل تقديم حتى الحد الأدنى من الرعاية الصحية أمرًا بالغ الصعوبة.
واختتم الثوابتة تحذيراته بالقول إن الأوضاع تنذر بكارثة صحية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات الآلاف من الجرحى والمرضى وأصحاب الأمراض المزمنة في القطاع المحاصر.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة صباح أمس الأحد، بقصفه لمستشفى المعمداني، آخر مرفق طبي يعمل في محافظة غزة، كبرى محافظات القطاع.
وقد تسبب القصف بخروج المستشفى عن الخدمة، بعد أن سوّته طائرات الاحتلال بالأرض، غير مكترثة بمصير آلاف المرضى والجرحى، الذين غادروه قسرًا تحت جنح الظلام، عقب تلقي إدارته تحذيرًا مسبقًا بالقصف.
وقد تعرض "المعمداني" طوال أشهر الحرب لعمليات قصف وتدمير طالت أقسامه، لكن المجزرة التي وقعت في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023 شكّلت نقطة تحول في كشف النوايا الإسرائيلية، حين قصف طيران الاحتلال ساحة المستشفى وقتل أكثر من 500 فلسطيني، وأصاب آلافًا آخرين بحروق بدرجات بالغة.
وبدعم أميركي أوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.