سياسيون: تجريم دعم المقاومة يشوه الحق الفلسطيني ويخدم الاحتلال

في خضم التصعيد الإسرائيلي الدموي في قطاع غزة والضفة الغربية، ومع اتساع رقعة التضامن الشعبي والطلابي من الشرق إلى الغرب، تتكشّف على الجانب الآخر محاولات محمومة لتجريم المقاومة الفلسطينية، وتشويه صورة الداعمين لها، بل ووصم كل تحرك شعبي نصرةً لفلسطين بـ"الإرهاب".
في هذا السياق، جاءت مواقف عدد من الشخصيات السياسية لتؤكد على "ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية، مشددة على أن المقاومة ليست جريمة، بل حق مشروع تكفله القوانين الدولية والأعراف الإنسانية".
فقد دعت هذه المواقف إلى "ضرورة فصل المقاومة عن مفاهيم الإرهاب، والتأكيد على أن أي محاولة لربطها بأعمال تهدد الأمن القومي أو استقرار الأوطان ما هي إلا محاولات للتضليل، تهدف إلى تشويه صورة الحق الفلسطيني وتصفية القضية من خلال استخدام ذريعة (محاربة الإرهاب)".
وقال المحلل السياسي الأردني حازم عيّاد إن "تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية يُحتم على العالم أجمع الوقوف مع الشعب الفلسطيني، وإسناد مقاومته في وجه الاحتلال والعدوان".
وأضاف في حديثه لـ"قدس برس"، أن "أهمية هذا الإسناد تزداد مع اتساع رقعة العدوان وتحوّل الحرب إلى حملة تطهير عرقي وجرائم ممنهجة بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة".
وأشار عيّاد إلى أن "دعوات دعم الشعب الفلسطيني لم تعد مقتصرة على المنطقة العربية أو الإسلامية، بل أصبحت حالة عالمية يتنافس على تبنيها حتى المثقفون في الغرب، ومن داخل الجامعات الأمريكية نفسها".
وضرب مثالًا بجامعة "هارفارد" الأمريكية، التي تحدّت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم حرمانها من دعم مالي يصل إلى ملياري دولار، في موقف يعكس عمق التحول في الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية.
وتابع: "دعم صمود الفلسطينيين بات شرفًا عالميًا من اليابان إلى أمريكا، ومسؤولية لا يمكن أن تغيب عن ضمير الشعوب العربية والإسلامية ومؤسساتها الرسمية، خاصة مع محاولات إسرائيل اجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه في غزة والضفة على حد سواء".
وشدّد على أن الأحداث المؤسفة والانشغالات الداخلية في العالم العربي، مثل التطورات الأمنية الأخيرة في الأردن، يجب ألا تُلهي الشعوب والحكومات عن واجبها في إسناد الفلسطينيين.
وقال: "هذا ما يريده الاحتلال بالضبط، أن ننشغل بخلافاتنا الداخلية، وننسى المعركة المركزية".
وأكد المحلل الأردني أن "التراجع عن دعم الفلسطينيين في هذه اللحظة المصيرية سيكون بمثابة الجائزة الكبرى التي يسعى إليها الاحتلال".
البغدادي: نصرة فلسطين ليست تهمة
من جانبه، قال الكاتب في الشأن الفلسطيني علي البغدادي إن "ما جرى مؤخرًا في الأردن من اعتقالات واتهامات على خلفية دعم القضية الفلسطينية، لا يمكن فصله عن التحولات العميقة التي أحدثها "طوفان الأقصى" في الوعي العربي".
وأضاف في حديثه لـ"قدس برس": "الهبة الشعبية الأخيرة كانت طبيعية، بل واجبة، وهي نتيجة طبيعية لزلزال طوفان الأقصى الذي أعاد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، وأثبت أن فلسطين ما زالت القضية الحاضرة في وجدان شباب الأمة".
وأشار إلى أن "حالة الغضب لدى الشباب تعود إلى ضعف المواقف الرسمية العربية، التي لم ترتقِ إلى مستوى المأساة في غزة، في وقت تتضاعف فيه مشاهد الدمار والعجز، وتزداد الرغبة الشعبية بالتحرك الفعلي".
وأكد البغدادي أن الشباب الذين تحركوا بدافع ذاتي هم في الحقيقة يدافعون عن أمن الأردن والمنطقة، قائلاً: "العدو ذاته يعلن أن لا وجود للضفة الغربية، وأن وطن الفلسطينيين هو الأردن. فهل نحتاج إلى تحليلات إضافية؟".
وتابع: "نصرة المقاومة شرف وكرامة وليست تهمة، والغريب أن يُتهم الشباب بالإرهاب وهم يدافعون عن الأمن القومي الأردني والعربي".
وشدد على أن "وصف المقاومة بالإرهاب هو خطاب صهيوني بحت، ومن المؤسف أن يتبناه بعض العرب".
وختم بالقول: "أمتنا تمر بمخاض تغيير كبير، والأحداث الجارية ليست نهاية المطاف، بل بداية لتحولات جذرية. الأمة لن تصمت إلى الأبد، ولن تقبل بالهوان، والموجة القادمة ستكون كاسحة ومليئة بالتغيير".
وأعلنت المخابرات الأردنية، أمس الثلاثاء، عن كشف "مخططات" لمجموعات مكوّنة من 16 شخصًا، كانت تعتزم تصنيع صواريخ وطائرات مسيّرة، وأنها أعدّت لذلك عدّة مخازن وورش تصنيع "لاستخدامها في أغراض غير مشروعة"، وفق بيان رسمي. أعقب ذلك مؤتمر صحفي لوزارة الإعلام الأردنية أكّد ما ورد في بيان المخابرات، واتّهم جماعة الإخوان المسلمين بـ"التورط في هذا المخطط".
فيما أكدت جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن، أن الخلية التي تم الإعلان عنها اليوم الثلاثاء، واتهمت بالتآمر على البلاد كان نشطائها يعملون على "خلفية دعم المقاومة، بصورة فردية، ولا علم لجماعة الإخوان المسلمين بها ولا تمت لها بصلة".