كتّاب وباحثون: دعم المقاومة فخر.. والاحتلال هو الخطر الحقيقي على أمن الأردن

في وقت تتواصل فيه المجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تصاعدت في الأردن حالة من الجدل بعد إعلان الأجهزة الأمنية عن ضبط "خلية" قيل إنها كانت تعد لمخططات تهدد أمن البلاد.
وبينما أكدت السلطات الأردنية أن المجموعة كانت تعمل على تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة، برزت أصوات سياسية وإعلامية تشكك في الرواية الرسمية، معتبرة أن القضية "ترتبط بدعم المقاومة في وجه الاحتلال، وأن الانشغال بملاحقة مناصري غزة يصرف الأنظار عن التهديد الحقيقي الذي تشكله إسرائيل على أمن الأردن والمنطقة".
وأكد الكاتب الفلسطيني جهاد أبو العيس أن "لا أحد يدعم أو يساند أي عمل من شأنه المساس بالأمن الوطني الأردني، أو بأي دولة عربية أو إسلامية"، مضيفاً: "هذه مسألة محسومة دينيًا ووطنياً، ولا تخضع للنقاش، إذ إن أمن الأردن وقوته يمثلان امتدادا طبيعيا لأمن فلسطين ومنعتها".
وشدّد أبو العيس في حديثه لـ"قدس برس" على أن "القضية الجوهرية التي ينبغي أن ينصب عليها التركيز هي الاحتلال الإسرائيلي، وما يفرزه من تهديدات متكررة للأردن والمنطقة بأكملها".
وأضاف أن "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يُخفِ سعيه لإعادة تشكيل المنطقة وفق الرؤية الإسرائيلية، وأن هناك وزراء حاليين وسابقين يتبنون قناعات توسعية تمس الأردن والإقليم".
وقال: "في مواجهة هذا المنطق المسعور، يتعين أن ينصرف الجهد إلى إجهاض تلك المساعي التوسعية، لا إلى الانشغال بردود الأفعال أو نتائجها".
ورأى أبو العيس أن "إزالة الورم الصهيوني من المنطقة كفيل بزوال أعراضه، والتي من أبرزها شعور الشباب العربي بالعجز أو التقصير تجاه ما يحدث في غزة من مجازر، في وقت يعتقد فيه كثيرون أن الأنظمة تملك أدوات يمكن أن تشكّل ضغطًا فاعلًا على الاحتلال".
وأضاف: "الشعور العام بأن غزة تُركت لمصيرها، يدفع الشباب الثائر إلى البحث عن مسارات ووسائل جديدة لكسر هذا الصمت، وتقديم شيء ملموس لوقف المجزرة التي تُبث على الهواء مباشرة".
وحذر من أن "هذا الواقع يجب أن يكون جرس إنذار للأنظمة، لتفعيل أدواتها السياسية والدبلوماسية، واستثمار هذه التحركات الشبابية كورقة ضغط رابحة في وجه القوى الكبرى"، مضيفًا: "استمرار المجازر قد يدفع كل فرد إلى التحرّك وفق ما يمليه عليه ضميره".
الكاتب والباحث السياسي سعيد الحاج كتب عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "الشباب الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية الأردنية بتهمة حيازة متفجرات وأسلحة لإيصالها إلى الضفة الغربية المحتلة هم نماذج فخر وعزّ، يجب أن تُرفع أسماؤهم وأفعالهم فوق الأكتاف، لا أن يُعاملوا معاملة الإرهابيين".
وأضاف: "هؤلاء تجاوزوا حاجز الصمت والجمود، وذهبوا نحو الفعل، في وقت اكتفى فيه كثيرون بالعجز أو التظاهر بالدعم".
وأشار إلى أنهم "يمثلون النبض الحقيقي للشعب الأردني وسائر الشعوب العربية والإسلامية، وهم الأجدر بحماية الأردن من المخاطر الحقيقية، لا أولئك الذين يسعون لإسكات أصواتهم".
من جهته، قال الناشط علاء القضاة في تغريدة له: "الصواريخ التي كانت معدة هدفها معروف، وهو الكيان الصهيوني، ومحاربته شرف لكل عربي ومسلم، بل فريضة شرعية على كل المسلمين".
وأشار إلى أن "الرواية الرسمية مليئة بالثغرات، وتبدو مصممة للنيل من الإخوان المسلمين كمكون سياسي، ولضرب الحراك الشعبي المناصر لغزة".
وأعلنت المخابرات الأردنية، الثلاثاء، عن كشف "مخططات" لمجموعات مكوّنة من 16 شخصًا، كانت تعتزم تصنيع صواريخ وطائرات مسيّرة، وأنها أعدّت لذلك عدّة مخازن وورش تصنيع "لاستخدامها في أغراض غير مشروعة"، وفق بيان رسمي. أعقب ذلك مؤتمر صحفي لوزارة الإعلام الأردنية أكّد ما ورد في بيان المخابرات، واتّهم جماعة الإخوان المسلمين بـ"التورط في هذا المخطط".
فيما أكدت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أن الخلية التي تم الإعلان عنها اليوم الثلاثاء، واتهمت بالتآمر على البلاد كان نشطائها يعملون على "خلفية دعم المقاومة، بصورة فردية، ولا علم لجماعة الإخوان المسلمين بها ولا تمت لها بصلة".