وسط إخفاق ميداني متصاعد.. محللون يشككون في جدوى خطة الاحتلال في السيطرة على غزة

في ظل إخفاقات عسكرية متتالية وعجز واضح عن حسم المعركة ميدانياً، كشف موقع /واللا نيوز/ العبري، عن خطة جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة وتقسيمها إلى شطرين، وذلك عبر "مناورة برية كبرى" يتم التحضير لها، بحسب زعم الموقع.
إلا أن محللين سياسيين حاورتهم "قدس برس"، اليوم الأحد، رأوا في هذه الخطة "محاولة جديدة لذر الرماد في العيون، وصرف الأنظار عن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
ووفقاً للتسريبات، فإن "الخطة ستتطلب حشد أعداد كبيرة من جنود الاحتياط، وتحويل وحدات عسكرية من جبهات أخرى كلبنان وسوريا والضفة الغربية، للعمل ضمن فرقة غزة، كما تتضمن – بحسب الإعلام العبري – إقامة مراكز لتوزيع الغذاء بإدارة شركات مدنية أمريكية".
بدوره أكد الكاتب الصحفي أحمد الكومي، أن "ظهور نتنياهو الأخير جاء مرتبكاً، وبملامح شاحبة، في توقيت سيئ، بعد يومين فقط من بث المقاومة فيديو لأحد الأسرى الإسرائيليين داخل أنفاق غزة، وإعلانها عن تطورات غامضة في حالة الأسير عيدان ألكسندر، ما زاد من الإحراج الشعبي والسياسي داخل الكيان".
وأضاف الكومي أن "تصريحات نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس، لم تعد تلقى صدى إعلامياً أو شعبياً واسعاً، في ظل إدراك الشارع الإسرائيلي أن استمرار الحرب لا يخدم سوى بقاء نتنياهو في الحكم، وليس استعادة الأسرى كما يزعم".
من جهته اعتبر المحلل السياسي إياد القرا أن "قوات الاحتلال طرحت عدة خطط منذ بدء الحرب لكنها جميعاً فشلت على الأرض، الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية، إضافة لتردد هيئة الأركان في خوض مواجهات برية واسعة، تجعل من هذه الخطط أقرب للاستعراض منها إلى التنفيذ الفعلي".
وأشار القرا إلى أن "هذه الخطة قد تكون محاولة أخيرة من نتنياهو لتحسين موقفه التفاوضي قبل انتهاء المهلة التي حددها له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما الأخير، والتي تنتهي مطلع أيار/مايو المقبل".
وتواصل قوات الاحتلال، بدعم أمريكي كامل، ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق سكان غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ليرتفع عدد الضحايا إلى نحو 168 ألف مابين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.