تشييع جثمان الشهيد الشيخ عطوي في بلدة الهبارية جنوب لبنان

شيّع مئات اللبنانيين، مساء اليوم الثلاثاء، جثمان القيادي في "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمون)، الشيخ حسين عزات عطوي، في بلدة الهبارية جنوب لبنان، الذي ارتقى شهيداً إثر غارة شنتها قوات الاحتلال على مركبته في بلدة "بعورتا" في جبل لبنان.
وشارك في التشييع، وفود حزبية في المنطقة ورؤساء بلديات ومخاتير وعلماء وشخصيات اجتماعية وفاعليات وبمشاركة واسعة من أهالي منطقة العرقوب والجوار، إلى جانب وفود من عدة مدن ومناطق لبنانية.
وفي هذا السيّاق، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان، الدكتور بسام حمود، أنّ "عملية الاغتيال الجبانة التي نفّذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي بحق القائد عطوي لهي دليل على طبيعة هذا العدو الصهيوني المجرم والنازي الذي كما عهدناه لا يلتزم بالمعاهدات والمواثيق، ولا يلقي بالاً للقانون الدولي والمؤسسات الدولية".
وأضاف حمّود في تصريح خاص لـ"قدس برس" اليوم الثلاثاء، أنّه "بعد تكرار عمليات الاغتيال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى متى سنصبر على هذا الإجرام الصهيوني المتمادي؟!، وإلى متى سنبقى متفرّجين على عمليات القتل والاغتيال والتدمير والتنكيل؟!"، في إشارة إلى تحميل الدولة والحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري من خروقات الاحتلال في لبنان.
واعتبر أن"الإدارة الأميركية ليست طرفا محايدا، بل هي شريك فعلي للكيان الصهيوني في كل إجرامه المتمادي"، مطالباً الدول التي رعت إتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان بـ"تحمّل مسؤوليتها في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإلتزام بوقف إطلاق النار".
وختم حمّود حديثه بالتأكيد على أن "هذا الواقع الحالي في لبنان لم يعد محمولاً، وغير مقبول أن تُستباح الأراضي اللبنانية وأن يُقتل أبناؤنا على مرأى من العالم دون التحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال".
واغتالت طائرات الاحتلال القيادي في "قوات الفجر"، الجناح العسكري التابع لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان الشيخ حسين عطوي، في غارة استهدفت مركبة قرب بلدة الناعمة، الواقعة جنوب العاصمة بيروت.
وفي التفاصيل، فإن الغارة نُفّذت عبر صاروخين أُطلقا من طائرة مسيّرة، ما أدى إلى تدمير كامل للسيارة واندلاع النيران فيها، وسط حالة من الاستنفار الأمني في المنطقة.
ونعت "الجماعة الإسلامية" في لبنان إلى عموم اللبنانيين قياديها الأكاديمي الدكتور حسين عزات عطوي، وأدانت هذه "الجريمة الجبانة"، مطالبةً الدولة بـ"تحمّل مسؤولياتها في حماية سيادة البلاد وأمن مواطنيها".
كما وزّفت "هيئة علماء المسلمين" في لبنان الدكتور عطوي "فارس العلم والدعوة والجهاد، شيخًا شهيدًا"، مشيدةً بـ"عائلته العريقة في العلم والشهادة على الحدود الجنوبية".
بدوره، أدان مسؤول العلاقات الإسلامية في "حزب الله" اللبناني، عبد المجيد عمار، في تصريح، "الجريمة الغادرة والجبانة، والتي ارتكبها العدو الإسرائيلي باغتيال القيادي في الجماعة الإسلامية، الشيخ حسين عطوي".
وأكّد أن هذه الجريمة "تأتي في سياق الغطرسة المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكه المستمر للسيادة اللبنانية، ومحاولاته استهداف المقاومة بمختلف انتماءاتها".
من جانبها نعت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين الشهيد وقالت "لقد عرفنا الشهيد عطوي مجاهداً صلباً، عاش حياته لأجل فلسطين في ثبات لا يلين، قدم سني حياته مجاهداً للاحتلال في جنوب لبنان وعلى مشارف أرضنا المحتلة. وقد سخر علمه وجهده وجهاده في سبيل مرضاة الله ودعم المقاومة في لبنان وفلسطين".
يذكر أن الشيخ حسين عطوي قد أصيب عام 2014 بجروح أثناء إطلاقه صورايخ على كيان الاحتلال من جنوب لبنان، وقد سجُن وقتها لمدة شهر واحد.
ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة اعتداءات مستمرة على لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تواصل قوات الاحتلال تنفيذ ضربات جوية على أهداف، تزعم أنها لبنى تحتية أو عناصر في "حزب الله" والمقاومة.

