ترامب يزور المنطقة... هل يتغير مسار الحرب أم تتعمق الأزمة؟

يرى العديد من المتابعين أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة من 13 - 16 أيار/مايو المقبل، قد تفتح الباب أمام عدة سيناريوهات تتعلق بالحرب التي تشنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وتتباين توقعات المحللين بين احتمال تصاعد وتيرة التصعيد العسكري قبل الزيارة، وبين إمكانية حدوث تهدئة مؤقتة استعدادًا لها.
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني محمد القيق إن زيارة ترامب المرتقبة "تحمل عدة سيناريوهات، أولها أن تلك الزيارة تشكل سقفًا زمنيًا تمنحه الولايات المتحدة لإسرائيل لإنجاز ما تعتبره حسماً عسكرياً في غزة، وهو ما قد يُترجم إلى تصعيد كبير في القصف وارتكاب المزيد من المجازر، مع تجنّب التوغل البري، استنادًا إلى توصيات الجيش الإسرائيلي بتوخي الحذر حيال هذه الخطوة".
وأضاف القيق: "هناك سيناريو آخر محتمل، وهو أنه قبيل الزيارة قد تبرز مؤشرات نحو صفقة وهدنة، إذ إن ترامب ينتهج سياسة التفاخر بالإنجازات حسب الظرف. وبما أنه سيكون متواجدًا في المنطقة، فإن الضغط باتجاه الهدنة سيكون أكبر خلال الأيام التي تسبق الزيارة... لكن الآن، الصوت الأعلى ما يزال للقذائف".
وفي حديثه مع "قدس برس"، شدد القيق على أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "يقف حاليًا على مفترق طرق بين فشل عملية (السيوف الحديدية) في الضفة، وعدم تحقيق نصر حاسم في غزة، وبين تصاعد الخلافات الداخلية في إسرائيل، بالتوازي مع تدهور صورتها دوليًا وتزايد الانتقادات الموجهة لها... كل ذلك يرسم مشهدًا شديد التعقيد أمام نتنياهو".
وتوقع القيق أن تشهد الأيام المقبلة "تصعيدًا في القصف الجوي وارتكاب المزيد من المجازر، لكنه لم يستبعد في الوقت نفسه إمكانية التوصل إلى هدنة مؤقتة، في حال استمرار جدول زيارة ترامب دون تغيير".
وختم حديثه بالقول: "في ظل غياب حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية، فإن المنطقة ستدخل مرحلة جديدة لن تكون إيجابية لأي طرف إقليمي، خاصة أن الحلول الأمنية الجزئية لم تُجدِ نفعًا في إنقاذ إسرائيل من أزمتها الوجودية".
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي مروان القبلاني أن الرئيس الأمريكي يسعى خلال زيارته المرتقبة إلى "تحرير الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية، كأولوية وكبند أساسي على جدول الزيارة".
وأضاف القبلاني في حديثه مع "قدس برس" أن ترامب "سيضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات تهدف إلى الوصول إلى اتفاق شامل مع المقاومة الفلسطينية". وتابع: "هناك مؤشرات قوية تدل على قرب التوصل إلى صفقة شاملة، لا سيما بعد مبادرة حركة حماس الأخيرة التي عرضت من خلالها صفقة تشمل جميع الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى وقف الحرب، وبدء عملية إعادة الإعمار وتقديم الإغاثة، وهو ما وضع نتنياهو في موقف حرج"، بحسب تعبيره.
وفي سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيزور الشرق الأوسط في شهر أيار/مايو المقبل، مشيرة إلى أن الزيارة ستشمل كلًا من السعودية وقطر والإمارات.
وتُعد هذه الجولة الشرق أوسطية، المقررة في الفترة من 13 - 16 أيار/مايو، ثاني رحلة خارجية لترامب خلال ولايته الثانية، بعد زيارته المرتقبة إلى روما نهاية هذا الأسبوع لحضور جنازة بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس.