قوى تحالف المقاومة الفلسطينية تدين خطاب عباس في المجلس المركزي

أعربت "قوى تحالف المقاومة الفلسطينية" (التي تضم عشر فصائل) عن رفضها واستنكارها الشديدين للخطاب الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اليوم الأربعاء، خلال جلسات المجلس المركزي، "والذي تضمن إساءات مباشرة وخطيرة لقوى المقاومة الفلسطينية، وترويجًا لخطابٍ يُعزز الانقسام ويزرع الكراهية بين أبناء شعبنا الواحد".

وأكد بيان صادر عن تلك القوى أن "المجلس المركزي، بصيغته الحالية، لا يُمثّل الإرادة الشعبية الفلسطينية، ولا يعكس تطلعات قوى شعبنا الحيّة، بل جاء انعقاده في سياقٍ واضح لتكريس حالة التوريث السياسي وإعادة إنتاج قيادة فقدت شرعيتها من خلال سياسات فاشلة أوصلت قضيتنا الوطنية إلى حافة الهاوية".

ورأى البيان أن "الخطاب الذي قُدِّم في المجلس لا يمتّ بصلة إلى جراح شعبنا في غزة، والضفة، والمخيمات، ولا إلى نبض الأمة وقضاياها، بل يعبر عن فصلٍ تام بين القيادة الفاقدة للشرعية والواقع النضالي المتجذر لشعبنا المقاوم".

وأضاف البيان أن "هجوم عباس على قوى المقاومة الفلسطينية يُعدّ محاولة يائسة لإضعاف الموقف الوطني الجامع، وتقسيم الساحة الفلسطينية لمصلحة الاحتلال، وهو خطاب يتنافى مع روح الوحدة الوطنية ومع تاريخ شعبنا في مقاومة الاحتلال والاستعمار".

ووجّه "تحالف المقاومة الفلسطينية" رسالته إلى عباس بالقول: "إن كنت حقًا حريصًا على مستقبل هذا الشعب، فعليك أن تختم مسيرتك بموقف وطني مشرّف يُعيد الاعتبار لوحدة شعبنا ومؤسساته، بعد أن كنت جزءًا من مسار الانقسام وتفتيت المؤسسات الوطنية. ونؤكد أن شعبنا سيبقى وفيًّا لخيار المقاومة، ولن تغتاله الكلمات ولا المجالس المفروضة".

وقد أثار خطاب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، موجة من الغضب والجدل في أوساط الفصائل الفلسطينية والنشطاء، على خلفية تصريحاته التي أطلقها اليوم الأربعاء، والتي تضمنت هجومًا حادًا على المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها حركة "حماس".

وجاء ذلك خلال افتتاحه الرسمي لأعمال الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي الفلسطيني، التي انطلقت يوم الاثنين الماضي، حيث دعا إلى تسليم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، مستخدمًا ألفاظًا وُصفت بالنابية وغير اللائقة.

وكانت اجتماعات "المجلس المركزي" لمنظمة التحرير الفلسطينية قد انطلقت يوم الاثنين الماضي (21 نيسان/أبريل) في رام الله، بهدف استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي سيكون بدوره نائبًا لرئيس "دولة فلسطين"، على أن تستمر أعمال الجلسة حتى 26 نيسان/أبريل الجاري.

ويُعد "المجلس المركزي" هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني الفلسطيني، ويتشكّل من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس المجلس الوطني، وعدد من الأعضاء لا يقل عن ضعفي عدد أعضاء اللجنة التنفيذية، يُختارون من فصائل حركة المقاومة، والاتحادات الشعبية، والكفاءات الفلسطينية المستقلة.

وقد أعلنت كل من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"المبادرة الوطنية" – وهما من فصائل منظمة التحرير – عدم مشاركتهما في تلك الاجتماعات، احتجاجًا على تفرد حركة "فتح" بالقرار الفلسطيني، وعدم التزامها بمخرجات الحوارات الوطنية التي عُقدت على فترات متفاوتة، وذلك وفقًا لبيانات صادرة عن الفصيلين.

 

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"الأورومتوسطي": مغادرة غزة في الظروف الراهنة ليست طوعية
أبريل 23, 2025
قال المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، الأربعاء، إن "إسرائيل ترتكب جريمة التهجير القسري في غزة تحت مسمى الهجرة الطوعية، وسط صمت دولي مدوّ". وأضاف المرصد أن "فائض القوة وتخلي المجتمع الدولي عن التزاماته، شجع إسرائيل على تسويق جريمة الطرد الجماعي على أنها هجرة طوعية". وأوضح أن "مغادرة قطاع غزة في الظروف الراهنة ليست طوعية، بل
استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في "اليامون" غرب جنين
أبريل 23, 2025
استُشهد طفل فلسطيني، متأثرا بإصابته برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة "اليامون" غرب مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية (تابعة للسلطة)، باستشهاد الطفل محمود مثقال علي أبو الهيجا (12 عاما) برصاص الاحتلال في بلدة "اليامون". وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (مقرها رام الله)، بأن طواقمها نقلت طفلا شهيدا عقب إصابته بالرصاص
نشطاء: تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية بحق المقاومة "مسيئة للجميع"
أبريل 23, 2025
أثارت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، التي هاجم فيها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مستخدماً ألفاظاً نابية، وطالبها بتسليم الأسرى الإسرائيليين، موجة من الغضب والاستنكار لدى عدد كبير من النشطاء والمراقبين والمدونين. وقد عبّر هؤلاء عن استيائهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، واعتبروا تصريحاته "مسيئة" للمقاومة، ولأهالي قطاع غزة، ولذكرى الشهداء. وقال الناشط الفلسطيني مزيد
"تجمع عوائل الشهداء": تصريحات عباس طعنة لشعبنا وإساءة للشهداء.. واتهام المقاومة بأوصاف "نابية" سقوط أخلاقي
أبريل 23, 2025
تابع "تجمع عوائل الشهداء الفلسطينيين" ببالغ الغضب والأسى ما ورد في كلمة رئيس "السلطة الفلسطينية" محمود عباس خلال افتتاح أعمال المجلس المركزي، حيث اعتبر أن تصريحاته تشكل "طعنة في ظهر تضحيات أبناء شعبنا وشهدائنا ومقاومتنا الباسلة في غزة والضفة"، في وقت يخوض فيه شعبنا معركة وجود في قطاع غزة، يتعرض خلالها الأطفال والنساء للقصف وتُباد
ترامب يزور المنطقة... هل يتغير مسار الحرب أم تتعمق الأزمة؟
أبريل 23, 2025
يرى العديد من المتابعين أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة من 13 - 16 أيار/مايو المقبل، قد تفتح الباب أمام عدة سيناريوهات تتعلق بالحرب التي تشنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وتتباين توقعات المحللين بين احتمال تصاعد وتيرة التصعيد العسكري قبل الزيارة، وبين إمكانية حدوث تهدئة مؤقتة
الدفاع المدني في غزة: الاحتلال أعدم طواقمنا وطواقم الهلال الأحمر بدم بارد في رفح.. و113 شهيدًا من طواقمنا قتلهم الاحتلال
أبريل 23, 2025
أكد الدفاع المدني في غزة، بطلان رواية وادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي نشرها بشأن جريمة إعدام طاقم الدفاع المدني وطواقم الهلال الأحمر في منطقة تل السلطان برفح. وقال الدفاع المدني، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، إن "طاقمنا وطاقم الهلال الأحمر أُعدموا بدم بارد، في استهتار واضح بالقانون والمواثيق الدولية الإنسانية". وأوضح أن "صور وكالات