كتّاب ومحللون كويتيون: تجويع غزة جريمة متعمدة برعاية دولية

في الوقت الذي يواجه فيه أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة خطر المجاعة والمرض، ويُحرمون من أبسط مقومات الحياة، يقف العالم متفرجًا على واحدة من أفظع الجرائم الإنسانية المعاصرة، حيث يُستخدم الحصار والتجويع كسلاح حرب، في تحدٍ صارخ لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
وفي هذا السياق، يشير كتّاب ومحللون كويتيون، تحدثت إليهم "قدس برس"، إلى فداحة ما يجري في غزة، منتقدين الصمت الدولي والتواطؤ الأممي، ومحمّلين الحكومات والمنظمات الدولية المسؤولية عن الانهيار الإنساني في القطاع.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الكويتي وليد الأحمد إن "الوضع في غزة بلغ مرحلة لا تُطاق، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والتموينية، والأدوية والمعدات الطبية، تحت مرأى ومسمع من كبرى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، الذي يفترض أنه حارس السلم وراعي حقوق الإنسان".
وأضاف لـ"قدس برس": "حين فشل مجرم الحرب بنيامين نتنياهو في حسم المعركة، وعجز عن استعادة المحتجزين لدى حماس، لجأ إلى سياسة التجويع والإبادة البطيئة، بإغلاق المعابر ومنع المنظمات الدولية من الوصول إلى القطاع".
وتابع الأحمد: "ما يثير الدهشة حقًا هو هذا الصمت الدولي المخزي، والاكتفاء بالشجب والاستنكار، دون اتخاذ أي خطوات عملية من قبل الدول الكبرى".
وتساءل: "ماذا يعني أن يُصاب 65 ألف طفل بسوء تغذية حاد من بين أكثر من مليون طفل يعانون الجوع؟! ومع ذلك، لا يزال نتنياهو مستمرًا في قتل الأبرياء، رغم صدور أمر باعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية منذ نوفمبر الماضي".
وختم بالقول: "القطاع يدق ناقوس الخطر، وعلى المجتمع الدولي وحكوماته أن يتحملوا مسؤولياتهم. كما أن الشارع الأوروبي، وقبله العربي، مطالب بالتحرك والاحتجاج في وجه هذا القتل الممنهج والصمت الأميركي المطبق".
من جانبه، عبّر الكاتب الصحفي الكويتي عبدالعزيز الفضلي عن دهشته من "وقوع مجاعة حقيقية في غزة أمام أنظار العالم، وعجز المنظمات الدولية، رغم دعمها الأممي، عن إيصال المساعدات منذ نحو شهرين".
وأضاف في حديثه لـ"قدس برس": "لقد فقد الناس الثقة بهذه المنظمات العاجزة، وبات واضحًا للشعوب – الغربية قبل العربية – ازدواجية المعايير والنفاق في المواقف".
وتابع الفضلي: "في الوقت الذي سارعت فيه هذه المنظمات لدعم أوكرانيا بكل أشكال المساندة خلال حربها مع روسيا، نراها تدير ظهرها تمامًا لما يحدث في فلسطين".
وأشار إلى أن "العتب الأكبر يقع على الهيئات العربية والإسلامية، التي تمثل أكثر من ملياري مسلم، وكان الأولى بها أن تتحرك بدافع الأخوة الدينية والعربية، لفك الحصار عن غزة وإنقاذ أهلها من الجوع والموت".
وذكر أن "التاريخ لن يرحم من امتلك القدرة على إنقاذ غزة ولم يفعل. ويكفينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم). فكيف إذا كان الجوع يفتك بأكثر من مليوني إنسان؟".
واختتم برسالة لأصحاب القرار في الأمة: "تذكّروا أن الأيام دُوَل، والجزاء من جنس العمل">