محللون.. صاروخ "أنصار الله" حمل رسائل قوية وسيغيّر شكل المرحلة

أكد عدد من المتابعين والسياسيين التقهم "قدس برس"، أن "نجاح الحوثيين في قصف مطار اللد (بن غوريون) في الداخل المحتل، وتجاوزهم لمنظومات الاعتراض (الإسرائيلية) والأمريكية، من شأنه أن يغيّر شكل المرحلة وطبيعة الصراع مستقبلاً، كونه حمل رسائل قوية سواء لحكومة الاحتلال التي تستمر في حربها ضد غزة، أو للمجتمع (الإسرائيلي) الذي يشعر بخيبة الأمل".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات إن "الضربة اليمنية للاحتلال تُعدّ نوعية، ويمكن أن تُحدث تغييرًا في المنظور (الإسرائيلي)، ليس فقط تجاه الحرب على قطاع غزة، بل أيضًا في شكل وطبيعة الموقف في المرحلة المقبلة".
ورأى بشارات، أن "هذا الفعل اليمني سيفتح باب النقاش في الداخل المحتل حول جدوى الحرب، خاصة إذا استمرت عمليات الاستهداف للعمق (الإسرائيلي) من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وبالتالي، قد تبدأ أصوات داخل المجتمع (الإسرائيلي) بالمطالبة بضرورة إعادة النظر في الرؤية (الإسرائيلية) تجاه الحرب".
وأضاف أن "الاحتلال، بعد هذه العملية، تعود إلى المربع الأول في مفهوم التحدي، الذي فرضه يوم السابع من أكتوبر، حيث كانت حكومة بنيامين نتنياهو والمستويات العسكرية قد قدمت في الشهور القليلة الماضية تصريحات تفيد بأنها تمكنت من تفكيك محور المقاومة ووحدة الساحات، وأن الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) باتت بمنأى عن الاستهداف المباشر".
وأشار بشارات إلى أن "أحد دلائل قوة الضربة هو حجم وطبيعة التهديدات (الإسرائيلية) التي صدرت عن المستويين السياسي والعسكري منذ ظهر اليوم، حيث اتسمت بسقف مرتفع جدًّا، من حيث المطالبة برد غير تقليدي، وتوسيع نطاق الرد ليشمل الأراضي الإيرانية واليمنية".
وحول رد الفعل المتوقع، قال بشارات: "باعتقادي أن (إسرائيل) لن تستطيع الذهاب إلى أي رد فعل أو استهداف دون موافقة أمريكية على شكل وحجم وتوقيت هذا الرد؛ فعندما يقول بنيامين نتنياهو إننا ننسق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإنه لا يمكن القضاء على جماعة (أنصار الله) بضربة واحدة، فهذا يدلّ على وجود حالة من التقييد، تبدو (إسرائيل) ملزمة بها ضمن السقف الذي ستحدده الولايات المتحدة".
وتوقع بشارات أن "يُسمح لـ(إسرائيل) بتنفيذ ضربات منفردة، كنوع من إعادة الاعتبار لقدراتها العسكرية والتدميرية، كما حدث سابقًا في ميناء الحديدة، أو من خلال استهدافات محدودة أخرى. وربما نكون أمام سيناريو ثانٍ يتمثل في تنسيق مشترك بين الولايات المتحدة والاحتلال، بمشاركة بعض الدول الغربية كالمملكة المتحدة، لإعطاء زخم أكبر لأي ضربة محتملة".
وحذّر بشارات من سيناريو ثالث، قد يشهد تزامنًا في توسيع الاستهداف ليشمل الأراضي اليمنية وضربات نحو طهران، إلا أن "هذا السيناريو ما زال محفوفًا بكثير من المحاذير، وبالتالي فإن احتمالات تنفيذه تظل ضئيلة"، بحسب تعبيره.
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي خالد معالي أن "الضربة الحوثية لمطار اللد تُعدّ تفوقًا كبيرًا للجماعة، وتحمل العديد من الدلالات، أولها عجز أمريكا والاحتلال عن تحقيق الردع، كما تشير إلى أن اليمن انتقلت من مرحلة الدولة الهامشية والفقيرة، إلى دولة قادرة على التأثير الاستراتيجي، خصوصًا في مجال الملاحة البحرية، وفي مسار الصراع العربي (الإسرائيلي) عمومًا".
وأضاف معالي أن "هذه العملية، بالنسبة لكيان الاحتلال، تمثل خرقًا استراتيجيًا كبيرًا، وتؤكد أن (إسرائيل) لم تحقق الأهداف التي تحدث عنها نتنياهو مرارًا".
وتابع: "عدم تحقيق الردع يُعد ضربة للملاحة داخل كيان الاحتلال، وكذلك ضربة للاقتصاد المرتبط بشكل وثيق بالملاحة الجوية".
وشدّد معالي، على أن "من شأن هذه العملية تقوية موقف المعارضة داخل كيان الاحتلال، ما من شأنه أن يُشكّل دعمًا لها في وجه حكومة نتنياهو، بالنظر إلى التأثير السلبي الكبير الذي ستتركه الضربة على مكانة الحكومة والجيش في نظر الجمهور".
كما رأى أن "هذه العمليات تُسهم في رفع معنويات الفلسطينيين، وهو ما انعكس بوضوح من خلال ردود الفعل وحالة الابتهاج التي عمّت الشارع الفلسطيني، خاصة أن الضربة جاءت في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة".
وختم معالي بقوله: "الضربة كانت موجعة ونوعية ومؤثرة ضد الاحتلال، والدليل على ذلك هو التصريحات التي أطلقها القادة (الإسرائيليون) منذ صباح اليوم، والتي حملت تهديدات شديدة اللهجة تجاه اليمن".
وكانت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) اليمنية قد أعلنت، اليوم الأحد، تنفيذها عملية عسكرية تمثلت بإطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي باتجاه مطار "بن غوريون" في مدينة يافا المحتلة.
وقال المتحدث باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان صحفي: "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورفضًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة، نفذت القوة الصاروخية للقوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقد أصاب هدفه بنجاح، بفضل الله".