الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الـ106 وسط دمار واسع ونزوح قسري

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية لليوم الـ106 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، وسط استمرار منع الدخول إليه أو الخروج منه.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدة اليامون غرب جنين، فيما أجبرت صباح أمس سكان بنايتين في محيط حي "الزهراء" على إخلائهما، وحولتهما إلى ثكنة عسكرية.
وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية، في ظل استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجَّل تحركات عسكرية يومية في معظم قرى المحافظة، إلى جانب التواجد الدائم لدوريات وآليات الاحتلال.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق مخيم جنين بالكامل، وسط أعمال تجريف وتدمير ممنهجة تهدف إلى تغيير بنيته التحتية ومعالمه.
وأفادت "اللجنة الإعلامية في مخيم جنين" بأن نحو 3250 وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي أو الحرق، بينما تنوي قوات الاحتلال هدم 93 مبنى سكنيًا إضافيًا، تضم ما يقارب 300 وحدة سكنية.
ووفق تقديرات "بلدية جنين"، فإن نحو 600 منزل دُمّر بشكل كامل داخل المخيم، فيما تضررت بقية المنازل جزئيًا وأصبحت غير صالحة للسكن. كما تشير التقديرات إلى أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لأضرار بدرجات متفاوتة جراء العدوان المتواصل. وتشهد مدينة جنين أيضًا دمارًا واسعًا طال المنازل والمنشآت والبنية التحتية، خاصة في الحي الشرقي وحي الهدف.
وتدفع قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية نحو المخيم ومحيطه، بالتزامن مع الانتشار اليومي لفرق المشاة في عدد من أحياء المدينة.
ولا تزال مئات العائلات من سكان المخيم والمدينة ومحيطها تعاني من النزوح القسري، حيث تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين تجاوز 22 ألفًا، في وقت تُقدّر فيه نسبة النازحين من مخيم جنين وحده بنحو 90% من إجمالي سكانه.
وتشهد مدينة جنين تدهورًا اقتصاديًا حادًا، مع تسجيل خسائر تجارية جسيمة، نتيجة العدوان المستمر الذي أدى إلى إغلاقات متكررة للمحال التجارية، وتراجع كبير في الحركة الشرائية، خاصة في الأحياء الغربية التي تعاني من شلل اقتصادي شبه كامل. وقدرت اللجنة الإعلامية خسائر المدينة والمخيم بنحو 310 ملايين دولار حتى الآن.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، ارتقى 42 شهيدًا، وأصيب عشرات آخرون، بينما تعرض أكثر من 326 فلسطينيا للاعتقال، إضافة إلى إخضاع العشرات للتحقيق الميداني. كما نفذت قوات الاحتلال 874 عملية مداهمة لمنازل الأهالي في المدينة والمخيم.
ويُعدّ هذا العدوان المتواصل جزءًا من سياسة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي تستهدف الفلسطينيين بمختلف أشكال القمع، من اعتقالات وهدم منازل إلى تهجير السكان قسرًا، في سياق مخططات ترمي إلى فرض السيطرة على الأرض وتهويدها.