الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ106.. دمار واسع في مخيم نور شمس شرقي المدينة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ106 على التوالي عدوانها المستمر على مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، ولليوم الـ93 على مخيم "نور شمس" شرقي المدينة، في تصعيد ميداني عنيف شمل عمليات اقتحام واعتقال وهدم للمنازل، وسط حصار خانق وإغلاق شامل حوّل المخيمات وتحويلها إلى مناطق معزولة وخالية من مظاهر الحياة.
وقالت مصادر محلية اليوم الاثنين، إن جرافات الاحتلال تواصل منذ أيام تنفيذ عمليات هدم في مخيم "نور شمس"، لا سيما في حارة "الجامع"، حيث تم تدمير عدد من المباني السكنية وسُمع دوي انفجارات ضخمة، بالتزامن مع فرض حصار مشدد على المخيم.
ويأتي هذا التصعيد تنفيذاً لخطة إسرائيلية أعلنت عنها سلطات الاحتلال قبل أكثر من عشرة أيام، تقضي بهدم 106 منزلاً ومبنى سكنياً في مخيمي "طولكرم" و"نور شمس". ووفقاً للتقديرات المحلية، فقد دمرت جرافات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي 15 مبنى سكنياً، بعضها تم نسفه بعد إخلاء سكانه قسراً.
واقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم أحياء مختلفة من مدينة طولكرم، واعتقلت كلاً من عصام عودة، فادي السلمان، ومحمد البسطامي، بعد مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها. وذكرت المصادر أن عودة، أمين سر التجمع الوطني لأسر الشهداء في طولكرم، تعرض للاعتقال سابقاً بهدف الضغط عليه لتسليم أحد أبنائه، علماً أن نجليه محمد وإسماعيل يقبعان في سجون الاحتلال تحت الحكم الإداري.
وشهدت المدينة تعزيزات عسكرية مكثفة، حيث تجوب آليات الاحتلال شوارع طولكرم بشكل استفزازي، وتقوم بإعاقة حركة الفلسطينيين والمركبات، مع إطلاق أبواق المركبات العسكرية ومرورها بعكس اتجاه السير.
وأجبرت قوات الاحتلال عددًا من العائلات في الحي الشرقي للمدينة، وخاصة قرب حارة "أبو الفول" في المخيم، على إخلاء منازلهم خلال وقت قصير، ومنهم عائلتا أبو صفية وطربية، في ظل تكرار عمليات الإخلاء القسري في تلك المنطقة.
وداهمت قوات الاحتلال المباني السكنية المحيطة بمقبرة |ذنابة| شرق المدينة، وعبثت بمحتوياتها واستجوبت سكانها.
ويشهد مخيما "طولكرم" و"نور شمس" عمليات تدمير متواصلة للمنازل في مناطق "المنشية والمسلخ والجامع والعيادة والشهداء"، وسط تصاعد كثيف للدخان ودوي انفجارات عنيفة، ما ينذر بموجة جديدة من التهجير والهدم.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال ما زال يسيطر على عدد من المنازل في شارع "نابلس" والحي الشمالي، محولاً إياها إلى ثكنات عسكرية بعد إخلاء سكانها قسراً، وبعضها تحت الاحتلال منذ أكثر من شهرين.
وأسفر هذا العدوان المتواصل عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وتعرض البنية التحتية والممتلكات لدمار واسع، شمل المنازل والمحال التجارية والمركبات، حيث طالها الهدم الكلي أو الجزئي والحرق والتخريب والنهب.
وأدى العدوان إلى نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة، تضم أكثر من 25 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 400 منزل بشكل كامل، و2573 منزلاً بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، ما حول المنطقة إلى مساحة مغلقة مدمرة، محرومة من أبسط مقومات الحياة.
ويأتي هذا العدوان المتواصل في سياق سياسة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، التي تستهدف الفلسطينيين بمختلف أشكال القمع، من اعتقالات وهدم وتهجير قسري، ضمن مخططات تهدف إلى فرض السيطرة على الأرض وتهويدها.