قيادي في "الديمقراطية": كفى تشويها للمخيمات وتحاملا على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، أركان بدر، إن "حملة إعلامية ممنهجة تشهدها بعض الفضائيات المحلية والعربية، إضافة إلى صحف ومنصات تواصل، تستهدف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في محاولة لتشويه صورتها وإظهارها كـ"عبء أمني خارج عن سيطرة الدولة".
وأضاف بدر، في تصريح تلقّته "قدس برس"، اليوم الإثنين: "يبدو أن هناك من لا يزال يعيش في أجواء العداء السياسي تجاه الفلسطينيين، والتي سادت لبنان قبل أكثر من ثلاثة عقود، ويحاول استعادتها عبر حملات التحريض المضلّلة".
وشدد بدر على أن "الحديث عن كون المخيمات جزراً أمنية خارج سلطة الدولة غير دقيق إطلاقًا"، موضحًا أن "جميع المخيمات محاطة بعناصر أمنية لبنانية، ولا يمكن الدخول إليها إلا بإذن رسمي، ما يعني أنها خاضعة عمليا لرقابة الدولة".
كما أشار إلى "وجود لجان شعبية وأمنية فلسطينية تنسق بشكل دائم مع الجهات اللبنانية، ويمكن من خلالها توقيف أي مطلوب، دون أن تواجه الدولة صعوبات تُذكر".
المخدرات والسلاح: خطاب تضليلي
وردا على الاتهامات بوجود تجار مخدرات داخل المخيمات، أكد بدر أن "هذه المواد تتسرّب من الخارج، وإن وجدت حالات إدمان داخلية، فإن المؤسسات الأهلية واللجان المختصة تنشط لمكافحتها بالتعاون مع الدولة".
أما بشأن السلاح الفلسطيني، فقال بدر إن "الفصائل الفلسطينية سلّمت سلاحها الثقيل منذ التسعينات، والسلاح المتبقي اليوم هو سلاح أفراد أو لجان أمنية تقوم بمهام داخلية لحفظ النظام، بالتنسيق مع الجهات الرسمية"، مؤكدًا أن "الحديث عن راجمات وصواريخ مجرد مبالغات هدفها شيطنة المخيم".
الوجود الفلسطيني: سياسي لا أمني
واعتبر بدر أن "الوجود الفلسطيني في لبنان هو وجود سياسي مرتبط بالقضية الفلسطينية، وليس تهديدًا للأمن أو للاستقرار الداخلي، مضيفًا: الفلسطينيون ليسوا طرفًا في الانقسامات اللبنانية، بل يطمحون لعلاقات متوازنة مع الجميع".
دعوة لزيارة المخيمات
وختم بدر بدعوة مفتوحة لكل من يرغب في الاطلاع على حقيقة أوضاع المخيمات، قائلاً:"من يرغب في معرفة الواقع الحقيقي، فليزر مخيمات بيروت مثل برج البراجنة وصبرا وشاتيلا، ليرى بعينه واقع الفقر والتهميش والحرمان من الحقوق الأساسية، من دون تهويل ولا تجنٍّ".
وختم بالقول: "كفى تشويها لمخيماتنا وتحاملا عليها".
وفي ظل تصاعد الحملات التحريضية ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتكرار الخطاب الإعلامي المشوّه الذي يصوّر المخيمات كـ"مناطق خارجة عن القانون"، تعالت الأصوات الفلسطينية الرافضة لهذا التوصيف الجائر، والذي لا يعكس حقيقة الواقع القائم داخل المخيمات.
وفي وقت يشهد فيه لبنان أزمة سياسية واقتصادية خانقة، بات اللاجئ الفلسطيني مجددا شماعة تُعلّق عليها الأزمات، في مشهد يعيد إلى الأذهان حقبة ما قبل الحرب الأهلية، حين شُيطن الوجود الفلسطيني إعلاميا وأمنيا، تمهيدا لعزله ومحاصرته.