ردود إسرائيلية غاضبة من نتنياهو بسبب صفقة "عيدان ألكسندر"

ما تزال الأوساط الإسرائيلية المختلفة سواء في الحكومة أو المعارضة، في حالة من الصدمة، منذ أن بدأ الحديث عن مفاوضات مباشرة بين حركة "حماس" والولايات المتحدة الأمريكية، والتي توجت باتفاق يقضي بإفراج الحركة عن الجندي الإسرائيلي- الأمريكي، عيدان ألكسندر.
وانهالت المعارضة الإسرائيلية بسيل حاد من الانتقادات لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بسبب سلوكه المتشدد في رفضه الذهاب لصفقة مع الحركة، وتفضيله للخيار العسكري لتحرير ما تبقى من الأسرى، بالرغم من أن هذا الخيار ثبت فشله بعد مرور 20 شهرا على حرب الإبادة الإسرائيلية، باعتراف الإسرائيليين أنفسهم.
لابيد: فشل مخزي للحكومة
من جهته قال زعيم المعارضة يائير لابيد، أن "إطلاق سراح عيدان ألكسندر أمر مرحب به ومثير بالنسبة لنا، ولكن هذا يحتم على حكومة نتنياهو أن تتوقف عند هذا الحد، والذهاب لصفقة واسعة وشاملة تقضي بالإفراج عن جميع الرهائن ليعودوا لديارهم".
واعتبر لابيد في تدوينه نشرها على منصة تويتر" إكس" أن "التقارير التي خرجت في الساعات الأخيرة عن فتح قناة اتصال بين حركة حماس والإدارة الأمريكية، يعد فشلا دبلوماسيا مخزيا للحكومة وزعيمها. على حد وصفه".
غولان: حكومة العار
أما زعيم حزب الديمقراطيين الجنرال احتياط، يائير غولان، فوصف الصفقة بين حركة "حماس" والإدارة الأمريكية "بالعار والمهانة لشعب إسرائيل ولحكومة نتنياهو".
وأضاف "غولان في خطاب ألقاه أمام حشد من أهالي الأسرى في ساحة "ايالون" بتل أبيب، "أنا مصدوم لأن جنديا إسرائيليا تخلت عنه الحكومة يحتاج لرئيس أمريكي لإطلاق سراحه، هذا عار لحكومة تخلت عن أبنائها وجنودها في المعركة".
عائلات الأسرى: على نتنياهو إنهاء الحرب
ونقلت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية عن عائلات أسرى بغزة قولهم، إنه اتضح أن لا علاقة لحكومة إسرائيل بإعادة أسراها، مؤكدة أن الحرب لن تعيد الأسرى، وعلى حكومة بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب وإعادتهم جميعا.
وفي تصريحات صحفية، قال "ألون نمرودي"، والد الأسير "تمير نمرودي"، إن "على الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ موقف رسمي يضغط على نتنياهو لوقف الحرب وبدء مفاوضات شاملة لإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين". وأشار إلى أن الإفراج عن عيدان ألكسندر يجب أن يكون بداية لمفاوضات واسعة تشمل جميع الأسرى.
من جهتها، انتقدت "مكابيت بيرمان"، عمة الأسيرين زيف وغاليه بيرمان، التدخل الأميركي في الإفراج عن عيدان ألكسندر، معتبرة أن "الولايات المتحدة أنقذت عيدان، ولكن من سينقذ البقية؟"، مضيفة أن "غاليه وزيف لا يملكان الجنسية الأميركية".
في حين، أبدى "يهودا كوهين"، والد الجندي الأسير "نمرود كوهين"، استياءه مما وصفه "بتخلي الحكومة عن الأسرى لأسباب سياسية"، مؤكداً أن ابنه قد تم إرساله للقتال من قبل الدولة بنفس الطريقة التي تم بها إرسال عيدان.
غانتس: على الحكومة تحمل مسؤولياتها
من جانبه، قال زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس، إن جميع الأسرى الـ59 هم مواطنو دولة إسرائيل وإعادتهم واجب يقع على عاتقنا"، مشددا على أنه حان الوقت لأن يتحمل رئيس الحكومة مسؤولية إعادة الأسرى وينفذها فعليا.
أما نائبه في رئاسة الحزب غادي أيزنكوت"، رئيس هيئة أركان الاحتلال السابق، فاعتبر أن الحكومة تختبئ خلف رواية أن العملية تمت بدون مقابل وبمبادرة أميركية"، مشيراً إلى أن هذا يعكس "ضعفاً في اتخاذ القرارات" ويعد "تجاوزاً لواجب الحكومة في تحمل المسؤولية".
بن كاسبيت يهاجم نتنياهو
من ناحيته اعتبر الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت في مقال له بصحيفة /معاريف/: لتعلم كل أم في "إسرائيل"، أنه لطالما بقي نتنياهو رئيسا للحكومة فمن الأفضل عندما يتجند ابنها للجيش أن يستخرج له جواز سفر أمريكي، حتى تضمن عودته.
وفي موقف يعكس حدة الاستقطاب الإسرائيلي من صفقة عيدان ألكسندر، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، "لا يهم إن كان لدى جنودنا الأسرى جواز سفر واحد أو اثنان، لقد تعهدت لشعب إسرائيل بمواصلة العمل بكل الطرق الممكنة لإعادة جميع المختطفين وبشكل عاجل، جميعهم أبناؤنا وبناتنا".
ترحيب دولي
وفي سياق متصل اعتبر المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى آدم بولر، أن هذه الصفقة تمثل خطوة إيجابية للأمام، نطمح أن تتكلل جهودنا للإفراج عن جثث أربعة أمريكيين آخرين ما زالوا في غزة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية القطرية، إن قطر ومصر ترحبان بإعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح أسير إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية كان محتجزا لديها.
وأضافت أن قطر ومصر تعتبِران خطوة حماس بادرة حسن نية وخطوة مشجعة لعودة الأطراف لمفاوضات وقف إطلاق النار، وتؤكدان على استمرار جهودهما في ملف الوساطة بالتنسيق مع واشنطن للتهيئة لتهدئة شاملة.
وقد أعلنت حركة "حماس" أنها أجرت اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية، وأنها أبدت إيجابية عالية.
وقالت إنها ستطلق سراح الجندي مزدوج الجنسية الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، ضمن خطوات لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات.
وأكدت الحركة استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى وإدارة قطاع غزة من جهة مهنية مستقلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار.