محلل: نتنياهو يراهن على إيران لتجاوز مأزق غزة

حذّر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أمير مخول، من أن "الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو يعمل على استغلال الحرب المستجدة مع إيران، لتصفية ملف غزة وإنهاء العدوان المستمر، في سياق حسابات سياسية داخلية تهدف إلى "غسل عار" هزيمة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأضاف مخول في تصريح تلقته "قدس برس"، اليوم الأربعاء أن "الاهتمام العالمي والعربي، بما فيه الفلسطيني إلى حدّ ما، قد انزاح عن مأساة غزة نحو الحرب الجارية ضد إيران، وهو ما اعتبره (لحظة مفصلية) يسعى نتنياهو لاستغلالها لصالحه".
وأكّد أن "رئيس وزراء الاحتلال يرى في هذه الحرب فرصة ذهبية لتجاوز الفشل التاريخي الذي مُني به في السابع من تشرين الأول، حين انهارت منظومة الردع الأمنية والعسكرية أمام عملية (طوفان الأقصى)"، لافتًا إلى أن "ما يجري في إيران يُقدّم لنتنياهو غطاءً دوليًا وأرضية داخلية مثالية تعزز شرعيته وتُجنّد حتى المعارضة خلفه".
وأشار إلى أن "نتنياهو يعيش في أفضل حالاته السياسية والعسكرية منذ بدء العدوان على غزة، بل في مسيرته كلها"، موضحًا أن "إنجازات الاحتلال داخل العمق الإيراني، والسيطرة شبه الكاملة لسلاح الجو (الإسرائيلي) على الأجواء هناك، تمنحه شعورًا بالتفوق الاستراتيجي".
ونوّه مخول إلى أن "الحديث عن إسقاط النظام الإيراني ليس وليد اللحظة، بل يمثل مشروعًا صهيونيًا قيد الإعداد منذ عقدين"، مشيرًا إلى أن "نتنياهو الآن يراهن على تحويل المعركة ضد إيران إلى رافعة انتخابية تضمن بقاءه في الحكم، فيما تصبح الحرب على غزة عبئًا يجب التخلص منه".
ولفت إلى أن "عدداً من وزراء الاحتلال بدأوا يلمّحون إلى استنفاد أهداف الحرب على غزة"، موضحًا أن "ذلك يُعزّز التقديرات حول اقتراب الاحتلال من إبرام صفقة تبادل للأسرى قد تُمهّد فعليًا لوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب".
وأكّد أن "ملف غزة لم يعد يحظى بإجماع (إسرائيلي) كما هو حال الحرب ضد إيران"، مضيفًا أن "الرأي العام في الداخل بدأ يميل نحو إنهاء العمليات في القطاع، خاصة مع غياب النتائج الحاسمة على الأرض، ومع تراجع تأثير ورقة الأسرى".
وقال إن "نتنياهو يراهن على تحويل اتجاه البوصلة الإقليمية والدولية نحو طهران، وإعادة الاصطفاف العربي خلف (إسرائيل)، مما يساعدها على الخروج من العزلة التي فرضتها مجازرها في غزة".
وشدد مخول على أن "الولايات المتحدة تسعى حاليًا إلى وقف الحرب في غزة من خلال التوصل إلى صفقة تُفضي إلى تهدئة مستدامة"، مشيرًا إلى أن "تصريحات مايسمّى مستشار الأمن القومي (الإسرائيلي)، تساحي هنغبي، أكدت أن موافقة (حماس) على الصفقة ستقود إلى إبرامها".