مفوضية الأمم المتحدة: "إسرائيل" قتلت 410 فلسطينيين وأصابت 3000 أثناء محاولتهم الوصول لنقاط توزيع الغذاء في غزة

قال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، إن سكان غزة الجوعى يواجهون خيارًا لا إنسانيًا بين الموت جوعًا أو المخاطرة بالقتل أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
وأضاف الخيطان، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أن قوات الجيش الإسرائيلي قصفت وأطلقت النار على المدنيين الذين حاولوا الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء منذ بدء عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" في 27 أيار/مايو، ما أسفر عن مقتل أكثر من 410 فلسطينيين، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 93 آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى القوافل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى. كما أُصيب ما لا يقل عن 3,000 شخص في هذه الحوادث.
وأكد المتحدث أن "قتل وإصابة المدنيين نتيجة الاستخدام غير المشروع للأسلحة النارية يُعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وجريمة حرب"، داعيًا إلى "تحقيق عاجل ومحايد في كل جريمة قتل، ومحاسبة المسؤولين عنها".
وأشار البيان إلى أن سكان غزة يعانون من الجوع وانعدام الاحتياجات الأساسية، في ظل الحصار والإغلاق الإسرائيلي المستمر، والقيود غير القانونية المفروضة على دخول وتوزيع المساعدات.
ولفت إلى أن "إسرائيل" دمرت بشكل ممنهج الإنتاج الغذائي المحلي والاقتصاد، ونفذت عمليات تهجير قسري متكررة على مدى العشرين شهرًا الماضية.
وأوضح الخيطان، أن "إسرائيل" تواصل فرض قيود صارمة على عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، ما يحول دون إدخال وتوزيع الغذاء والوقود والمساعدات الأساسية. ومنذ 2 آذار/مارس 2025، لم يُسمح إلا لعدد محدود جدًا من الشاحنات بالدخول إلى غزة.
وأضاف: "نشهد مشاهد فوضى حول نقاط توزيع الغذاء التابعة لـ'مؤسسة غزة الإنسانية' والقوافل القليلة للأمم المتحدة، حيث تواجه الفئات الضعيفة – النساء، الأطفال، كبار السن، وذوو الإعاقة – تحديات هائلة ويُحتمل تعرضهم لأشكال متفاقمة من الانتهاك".
وانتقد البيان "آلية المساعدة الإنسانية العسكرية" التي تعتمدها "إسرائيل"، مؤكدًا أنها "تتعارض مع المعايير الدولية، وتُعرّض المدنيين للخطر، وتسهم في تفاقم الكارثة الإنسانية"
وأشار إلى أن "تسليح الغذاء" و"منع وصول الخدمات الحيوية" يرقى إلى "جرائم حرب"، وقد يشكّل في بعض الظروف عناصر لجرائم أخرى بموجب القانون الدولي.
ودعت المفوضية الجيش الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن إطلاق النار على المدنيين الباحثين عن الغذاء، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ورفع القيود المفروضة على عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
كما شددت على مسؤولية الدول الثالثة باتخاذ خطوات ملموسة لضمان امتثال "إسرائيل"، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، لواجباتها القانونية في توفير الغذاء والاحتياجات الأساسية لسكان غزة.
وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.