اعلامي اردني ودبلوماسي سابق يحذر من "الاختراق الاستخباري" الإسرائيلي

حذر الاعلامي الأردني والدبلوماسي السابق د. ذيب القرالة ، الدول العربية من عمليات الاختراق الاستخباري الاسرائيلي متوقعا ان تتحرش اسرائيل خلال الاشهر القادمة ( سياسيا وامنيا ) بدول عربية ، بعد ان انهت الجولة الاولى من حربها مع ايران.
وأعتبر القرالة، في مقال تحليلي نشره على موقع /عمون/ الإخباري اليوم الخميس، أن الاختراق الإسرائيلي العميق لإيران يجب أن يدق ناقوس الخطر في العواصم العربية، داعيًا إلى مراجعة فورية للخطط العسكرية والهياكل الأمنية في الدول العربية، تحسبًا لاختراقات مشابهة قد تكون قائمة بالفعل.
من يملك أرشيف المخابرات السورية؟
وفي سياق تحليله للمشهد الاستخباري، تساءل القرالة، ( الذي عمل مستشارا إعلاميا في سفارات بلاده في كل من لندن، دمشق، القاهرة، وجامعة الدول العربية ) حول مصير أرشيف المخابرات السورية بعد انهيار سيطرة النظام السابق، وقال : من يمتلكه اليوم؟ وهل ما زال في يد النظام الجديد؟ أم أنه انتقل إلى أطراف أخرى عربية او إقليمية او دولية؟
وأشار إلى أن الأرشيف الأمني السوري، الذي يمتد لأكثر من 55 عامًا، يُعد كنزًا استراتيجيًا بالغ الخطورة، نظرًا لما يتضمنه من معلومات حساسة عن علاقات سرية للنظام مع دول وأجهزة أمنية عربية وغربية، إلى جانب تنظيمات مسلحة وربما إرهابية.
وقال إن امتلاك هذا الأرشيف يمنح الأطراف القابضة عليه قدرة على الابتزاز والمساومة السياسية، كما أنه قد يُستخدم لكشف ملفات محرجة لدول أو شخصيات سياسية. ولفت إلى أن بعض الدول، مثل تركيا وقطر وروسيا وإيران، قد تكون حصلت على نسخ منه، إما بشكل مباشر من النظام، أو عبر فصائل مسلحة تسيطر على بعض المناطق.
وفيما يتعلق بإمكانية إتلاف الأرشيف من قِبل النظام قبل سقوطه، أشار القرالة إلى أن تجارب الدول المنهارة – مثل العراق وليبيا وألمانيا الشرقية – تؤكد أن ذلك شبه مستحيل من الناحية اللوجستية، في ظل فوضى السقوط وانهيار السيطرة.
تسريبات قادمة؟
وتوقع القرالة أن تشهد المرحلة المقبلة تسريبات ممنهجة من هذا الأرشيف، يتم نشرها عبر وسائل إعلام أجنبية، وتستهدف إحراج دول أو شخصيات، أو تؤثر في علاقات دولية، أو تحرق أوراق فصائل من المعارضة السورية، وذلك في إطار تصفية الحسابات أو تحقيق مكاسب سياسية.
واشار الى أن الإعلانين المتزامنين من قبل طهران وتل أبيب بشأن تحقيق إنجازات استخبارية ( قبل بدء الحرب بينهما ) الأول عن "كنز معلوماتي إيراني" والآخر عن استعادة أرشيف الجاسوس الشهير إيلي كوهين – لا يعكسان بالضرورة نجاحات أمنية حقيقية، بل يندرجان ضمن الحرب النفسية والدعاية الإعلامية، وتهدفان بشكل أساسي إلى رفع الروح المعنوية للجبهات الداخلية، وإرسال رسائل تحذيرية للطرف الآخر ولخصوم إقليميين محتملين.
وأوضح أن قواعد العمل الاستخباري تفترض التعامل بسرية مطلقة مع المعلومات، مشيرًا إلى أن الإعلان العلني عنها يُفقدها أهميتها الاستراتيجية، ويمنح الطرف الآخر فرصة لتعديل إجراءاته وخططه الأمنية.
وأضاف القرالة أن الإعلام العربي تعامل مع هذه التصريحات كمسلّمات، وكررها دون تفنيد أو تحليل، وهو ما يعكس أزمة حقيقية في الأداء الإعلامي، قائلاً إن "القارئ والمشاهد العربي أصبح متلقيًا جيدًا، لكنه محلل ضعيف، ما يجعله عرضة للتأثر والتوجيه الخارجي".