الإغاثة الطبية: مستشفيات قطاع غزة تستقبل يوميا 5 آلاف حالة من سوء التغذية

حذرت جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة من تفاقم الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار سوء التغذية بين السكان، وخاصة الأطفال والنساء، في ظل استمرار الحصار ونقص الإمدادات الطبية والغذائية.
وقال مدير الجمعية في قطاع غزة، بسام زقوت، في تصريحات صحفية اليوم السبت، إن مستشفيات القطاع تستقبل يومياً أكثر من خمسة آلاف حالة إصابة بسوء التغذية، مؤكداً أن عدد الوفيات بين الأطفال نتيجة هذه الحالات قد تضاعف خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح زقوت أن التحدي الأكبر أمام النظام الصحي في القطاع حالياً هو عدم القدرة على علاج حالات سوء التغذية بسبب غياب الأدوية والمكملات الضرورية، مشيراً إلى أن "القطاع بحاجة إلى منظومة متكاملة لمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال".
وأضاف أن 56% من النساء الحوامل في غزة يعانين من سوء تغذية حاد، وأنهن بحاجة ماسة إلى أدوية غير متوفرة حالياً داخل القطاع.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور بسام زقوت، في تصريحات صحفية أمس الجمعة، إن نحو 17 ألف طفل يعانون حالياً من سوء تغذية خطير، محذراً من وفاة أعداد كبيرة منهم ما لم يتم التدخل العاجل.
وأشار زقوت إلى أن الأوضاع الصحية في القطاع تشهد تدهوراً يومياً متسارعاً، لافتاً إلى أن "العديد من العمليات الجراحية مؤجلة بسبب نقص الكوادر والمستلزمات الطبية، بينما لا يتوفر للأطفال الحليب العلاجي أو الغذاء الطارئ".
ودعا إلى الضغط الفوري على الاحتلال للسماح بإدخال حليب الأطفال والأدوية الأساسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وكشف زقوت عن تضاعف أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد خلال شهر حزيران/يونيو مقارنة بشهر أيار/مايو، مشيراً إلى أن نحو 70 ألف طفل في غزة يعانون من مراحل متقدمة وخطيرة من سوء التغذية، تشمل الدرجات الثالثة والرابعة والخامسة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" قد أعلنت الأسبوع الماضي أن حوالي 470 ألف طفل في قطاع غزة دخلوا فعلياً دائرة المجاعة منذ شهر آذار/مارس الماضي، مؤكدة أن الوضع في القطاع لا يحتمل التأجيل، وأنه "لا بديل عن الضغط المباشر لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية فوراً".
وأعلن "المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة"، اليوم السبت، عن ارتفاع عدد الأطفال الذين استُشهدوا نتيجة سوء التغذية الحاد إلى 66 طفلاً، بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الضعيفة، لا سيما الرضّع والمرضى.
وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.