دعوات لتشكيل "لجان حماية" في القرى الفلسطينية

بعد تصاعد هجمات المستوطنين التي طالت العديد من القرى والمناطق الفلسطينية وأدت إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين وإلحاق أضرار فادحة بالممتلكات، تعالت الأصوات من قبل النخب والسياسيين والنشطاء بضرورة العمل على توفير حماية لتلك القرى وتفعيل "لجان الحراسة والحماية الليلية" للحيلولة دون تمادي المستوطنين في اعتداءاتهم وممارساتهم.
حيث قال القيادي في "حزب الشعب الفلسطيني" وعضو لجنة التنسيق الفصائلي عن محافظة نابلس، إن "اعتداءات المستوطنين همجية، وتصاعدها يتطلب وجود خطة تضمن التصدي لتلك الجرائم وحماية الريف الفلسطيني".
وطالب بضرورة تفعيل "لجان الحماية والحراسة" في محيط القرى والبلدات والمدن والمخيمات الفلسطينية للتصدي لتلك العصابات الإجرامية".
وتابع أبو جيش: "بعد تزايد وتيرة اعتداءات المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني وإطلاق يدهم من قبل المستوى السياسي الصهيوني والمتطرف بن غفير، المطلوب من كافة أبناء الشعب رص الصفوف والتكاتف، والخروج من حالة الصمت، فلا خيار أمام الجميع سوى التصدي لهذه العصابات الإجرامية".
كما طالب بـ"ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني الذي يُباد ويُقتل"، مؤكداً أن "العالم ينظر بعين عوراء لما يجري من جرائم بحق الشعب الفلسطيني".
وتابع: "لو كان هذا الاعتداء على دول أخرى لأقيمت الدنيا وما قعدت، ورغم أن الفلسطيني يعاني الأمرّين منذ سنوات طويلة إلا أن الشجب والاستنكار لا يُسمن ولا يُغني من جوع".
وختم: "نحن شعب أعزل ونعيش تحت حصار ظالم، وعلى أحرار العالم التحرك من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني من حكومة العدو المتطرفة، فنحن لسنا حقل تجارب".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي عزام أبو العدس إن "ما يجري في الضفة الغربية ليس وليد اللحظة، بل هو ضمن خطة ممنهجة ومدروسة تستهدف الريف الفلسطيني لإيجاد حالة جديدة تقوم على جعل الضفة محكومة بقبضة أمنية (إسرائيلية) وهيمنة استيطانية، وبالتالي جعل القرى أماكن غير آمنة للسكن".
وأضاف أنّ "الهدف الرئيس من كل ما يجري هو إيجاد حالة هجرة من الريف إلى المدينة أو إلى الخارج، وترك الأراضي الفلسطينية لقمة سائغة لدى الاحتلال الذي بدأ فعلياً بخطط الضم".
وطالب أبو العدس المواطن الفلسطيني بـ"التجذر بأرضه وعدم الخضوع للتهديدات، والعمل من أجل تشكيل المجموعات الشبابية والتنظيمات والمؤسسات لإيجاد (لجان حراسة) تأخذ على عاتقها ردّ أي اعتداء بما يتناسب مع حجم الخطر".
بدوره وصف الناشط في مجال الاستيطان بشار القريوتي ما يجري بحق القرى الفلسطينية بـ"المجزرة الحقيقية التي تستهدف كل مناحي الحياة"، وتابع: "ما نراه هو قتل بالجملة واعتداءات غير مسبوقة طالت الشجر والحجر والمركبات وكافة الممتلكات".
ورأى القريوتي أن "كل ما يجري الآن ليس اعتداءات من مجموعات استيطانية، بل هو خطة ممنهجة وبموافقة حكومية تهدف إلى جعل القرى الفلسطينية هدفاً سهلاً لتحويلها إلى مناطق لا تصلح للتواجد الفلسطيني، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام المستوطنين للسيطرة على ما يحلو لهم من الأراضي".
وضمّ القريوتي صوته إلى سابقيه بضرورة تفعيل "لجان الحماية الليلية" من قبل المؤسسات في القرى، وبدعم وتوجيه من مؤسسات السلطة التي يُفترض بها أن تعزز صمود المواطن الفلسطيني وتمكّنه من الحفاظ على أرضه وممتلكاته.
وتأتي هذه التطورات في إطار تصعيد شامل تشهده الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث بلغ عدد الشهداء في الضفة نحو ألف شهيد، وبلغ عدد الجرحى قرابة 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفق تقارير حقوقية.
ويواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية سياسة عقاب جماعي ممنهجة تشمل الهدم والتهجير والاعتقال والاعتداءات اليومية التي تقودها قوات الاحتلال والمستوطنون، وسط صمت دولي متواصل.
يتزامن ذلك مع ارتكاب قوات الاحتلال، بدعم أميركي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة بوقفها.
وخلّفت الإبادة نحو 189 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.