الاحتلال يصعّد عدوانه على طولكرم ومخيّميها: حصار وهدم وتهجير متواصل لليوم الـ155

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري على مدينة طولكرم ومخيّمَيها – مخيم طولكرم ومخيم "نور شمس" – شمالي الضفة الغربية، لليوم الـ155 على التوالي، في واحدة من أطول العمليات العسكرية المتواصلة في الضفة الغربية، والتي تترافق مع تصعيد واسع في عمليات الهدم والتنكيل بالسكان.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال نصبت صباح اليوم حاجزًا عسكريًا على دوّار "فرعون" جنوب طولكرم، وشرعت بتفتيش المركبات والتدقيق في هويات المواطنين الفلسطينيين وهواتفهم، حيث تم تسجيل اعتقال شابين خلال عمليات التفتيش.
وباشرت جرافة عسكرية بأعمال هدم جديدة في حارة "النادي" بمخيم طولكرم، وسط حصار مشدد على كلا المخيمين، وانتشار مكثف للآليات العسكرية وفرق المشاة في الأزقة والمداخل، مع منع السكان من الوصول إلى منازلهم، وإطلاق نار مباشر تجاه كل من يقترب من المنطقة.
وأقدمت قوات الاحتلال أيضًا على إحراق منزل في حارة "المنشية" داخل مخيم "نور شمس"، بعد أسبوع شهد فيه المخيم عمليات هدم واسعة لعشرات المباني والوحدات السكنية، في حين تجاوز عدد المباني التي هُدمت في مخيم طولكرم خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 50 مبنى.
ويأتي هذا التصعيد في إطار مخطط إسرائيلي أعلن عنه في أيار/مايو الماضي، يقضي بهدم 106 مبانٍ في كلا المخيمين، تشمل 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، إلى جانب 48 مبنى في مخيم "نور شمس"، تحت ذريعة "فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية".
وأسفرت العمليات العسكرية المتواصلة منذ 21 يناير عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، ودمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات.
وتسببت هذه العمليات في تهجير أكثر من 5,000 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد عن 25,000 فلسطيني، في ظل تدمير أكثر من 500 منزل بشكل كامل، وتضرر 2,573 منزلًا بشكل جزئي، بينما لا تزال مداخل المخيمين مغلقة بالسواتر، ما حولهما إلى منطقتين شبه خاليتين من الحياة.
وكانت اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم ونظيرتها في مخيم جنين قد كشفتا السبت الماضي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم أكثر من 1,000 منزل فلسطيني في مخيمات جنين وطولكرم و"نور شمس"، شمالي الضفة الغربية، منذ بدء العملية العسكرية في يناير الماضي.
ويأتي هذا التصعيد في الضفة الغربية بالتزامن مع حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، حيث تزايدت الاعتداءات في مختلف أنحاء الضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى – بحسب معطيات فلسطينية – إلى استشهاد ما لا يقل عن 986 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7,000 آخرين، واعتقال أكثر من 17,500 منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.