تصعيد استيطاني في الضفة: حرق أراضٍ جنوب نابلس وبؤرة جديدة قرب أريحا

شهدت الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، تصعيدًا خطيرًا في النشاطات الاستيطانية، تمثل بإحراق مستوطنين لعشرات الدونمات الزراعية في قرية مادما جنوب نابلس، شمالي الضفة الغربية، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة المعرجات شمال غرب أريحا،شرقي الضفة الغربية المحتلة.
وقال رئيس مجلس مادما القروي، عبد الله زيادة في تصريح صحفي، إن "مستوطنين أضرموا النيران في أراضٍ زراعية بمحاذاة الشارع الالتفافي، ما أدى إلى احتراق مئات أشجار الزيتون، فيما تدخل الأهالي وطواقم الدفاع المدني للسيطرة على الحريق، وسط محاولات من جنود الاحتلال والمستوطنين لمنعهم من تعبئة المياه من بئر القرية القريب".
في الوقت نفسه، أكد المشرف العام على منظمة "البيدر" (تدافع عن حقوق البدو في فلسطين)، حسن مليحات، أن "مستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية خامسة على امتداد طريق المعرجات شمال غرب مدينة أريحا، عبر نصب خيمة وجلب صهاريج مياه ومولد كهربائي، وشرعوا بتسييج الموقع بدعم كامل من جيش الاحتلال، بهدف تحويله إلى مستوطنة دائمة".
وأوضح شهود عيان من عرب المليحات أن "المستوطنين بدأوا أعمال الحفر والتسوية تحت حماية الاحتلال"، محذرين من أن "ما يجري هو نكبة تدريجية تهدف إلى خنق الوجود الفلسطيني، وخاصة تفكيك التجمعات البدوية ودفعها نحو الهجرة القسرية".
وأكدت منظمة "البيدر" أن "هذا التوسع الاستيطاني جزء من مخطط أكبر لتفريغ مناطق (ج) من سكانها الفلسطينيين"، ووصفت ما يجري بأنه "مجزرة بطيئة تُنفذ بعيدًا عن الكاميرات"، داعية إلى "تحرك دولي عاجل ورقابة ميدانية فورية، واعتبار ما يحدث شكلًا من أشكال التطهير العرقي الزاحف".
ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.
والمستوطنة هي التي تقام بموافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون من دون موافقة من الحكومة.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه، ولكن من دون جدوى.
ويأتي ذلك في وقت يتواصل فيه عدوان قوات الاحتلال بدعم أمريكي مطلق، على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي خلّف حتى اليوم أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة.