لبنان.. "حماس" تكرّم حجاج "الرشيدية" وتؤكد: غزة عنوان الصمود والهجرة محطة بناء الأمة

أقامت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" احتفالًا في قاعة عبد الله بن عمر بمخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان، بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة وتكريمًا لحجاج بيت الله الحرام العائدين من الديار المقدسة، وسط حضور شعبي لافت، ومشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، ووجهاء وأهالي المخيم.
واستهلّ الحفل بكلمة ألقاها الشيخ علي اليوسف، مسؤول قسم القدس في هيئة علماء فلسطين، حيث هنّأ الحجاج على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، متوقفًا عند المعاني الإيمانية والتربوية للهجرة النبوية، بوصفها لحظة تأسيس للمجتمع المؤمن القائم على العدل والتضحية والثبات.
وفي كلمة حركة "حماس"، قال الشيخ عبد المجيد العوض، المسؤول السياسي للحركة في منطقة صور، إن هذا التكريم "يجسّد الوفاء لحجاجنا الذين لبّوا النداء وأدّوا الشعائر بقلوب خاشعة"، مهنئًا الحجاج بعودتهم سالمين، ومباركًا للأمة الإسلامية ذكرى الهجرة النبوية.
وتطرّق العوض إلى "المستجدات السياسية، لاسيما في ظل الحرب المتواصلة على قطاع غزة، فوجه التحية لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، مؤكدًا دعم الحركة الكامل لمقاومته الباسلة، وصموده رغم المجازر والحصار".
وشدد على "أهمية الحفاظ على أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان واستقرارها، داعيًا إلى تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين وضمان كرامتهم إلى حين العودة إلى أرض الوطن".
كما حذّر من "محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد في المنطقة، وطمس هوية الأمة ومقدّراتها، مشيرًا إلى أن خطر الكيان تجاوز حدود فلسطين ليطال مستقبل الشعوب العربية والإسلامية، ما يستوجب – بحسب قوله – مواجهة شاملة لكل مشاريعه التوسعية".
ويأتي هذا النشاط ضمن سلسلة فعاليات اجتماعية وروحية تنظمها حركة حماس في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتُعنى بتعزيز الروح الإيمانية وربطها بالقضايا الوطنية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتدهور الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
كما أقامت حركة "حماس" احتفالًا تكريميًا لحجاج بيت الله الحرام من أبناء مخيم نهر البارد، بالتزامن مع حلول رأس السنة الهجرية، وذلك على مسرح كنعان داخل المخيم.
وافتُتح الحفل بآياتٍ عطرة من الذكر الحكيم تلاها الشاب القارئ حمزة حسن، لتبدأ بعدها فقرات البرنامج التي جمعت بين الأجواء الروحانية والرسائل الوطنية.
وألقى إمام وخطيب مسجد التقوى، الشيخ محمد الحج، كلمة بارك فيها للحجاج عودتهم سالمين بعد تأديتهم مناسك الحج، متمنيًا لهم حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا، ومؤكدًا على الأثر الإيماني والروحي العميق لهذه الرحلة.
وتطرّق الشيخ الحج في كلمته إلى معاني الهجرة النبوية، مشيرًا إلى ارتباطها بالصبر والتضحية والثبات، مُذكّرًا بأن موسم الحج لهذا العام يأتي وغزة ما تزال تنزف تحت نيران العدوان، وأن المجاهدين فيها يجسّدون ذروة سنام الإسلام.
أما كلمة الحجاج، فألقاها الشيخ محمد حسن، الذي شدد على الزاد الروحي والمعنوي الذي عاد به الحجاج من الديار المقدسة، داعيًا إياهم إلى المحافظة على روح الحج ومعانيه السامية في حياتهم اليومية، وتحويل تلك القيم إلى سلوك دائم يعكس عمق الارتباط بالله والرسالة.
وفي ختام الحفل، تم تقديم دروع تكريمية للحجاج، عربون تقدير وتهنئة على أدائهم الركن الخامس من أركان الإسلام.
ويأتي هذا الاحتفال في سياق الجهود المجتمعية والدينية التي تقوم بها حركة حماس في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، لتعزيز الروح الإيمانية وربط المحطات الدينية بالواقع النضالي والإنساني الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات.